• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الهشاشة تربية وليست طبيعة

منار السجاد / الثلاثاء 19 ايلول 2023 / تربية / 1560
شارك الموضوع :

يمكننا أن نبحث عن الإجابة في ثنايا الحياة الصعبة التي عانى منها آباؤنا وأمهاتنا

هل الصلابة أو المرونة النفسية أمر نسبي يمكن تعويد النفس عليه وتدريبها على اكتسابه أم أنَّها طبيعة خلقية لا تتغير بتغير الزمان والمكان؟ 
يمكننا أن نبحث عن الإجابة في ثنايا الحياة الصعبة التي عانى منها آباؤنا وأمهاتنا، فكم التكنولوجيا الذي سهّل معيشتنا لم يكن متوفرا لهم حينذاك، وقد تخطوا مشقات وعقبات ربما لم يتعرض لها واحد منا، ومع ذلك لم نرهم يشتكون دائمًا من قسوة الحياة وصعوبة المعيشة، بل كان هذا هو الطبيعي السائد عندهم، يأتي نسيم طالب، الأستاذ بجامعة نيويورك، ليشرح لنا في كتابه: (ضد الكسر) أن الإنسان منذ صغره لديه مرونة نفسية تُمكنه من التكيف مع المؤثرات الخارجية وفقًا لاستجابته لها، ويقسم الناس إلى ثلاثة أصناف: ضعيف وقوي ومتين غير قابل للكسر لذلك، فإن استجابة جيل الشباب والمراهقين للضغوط قد تختلف جذريًا عن استجابة آبائهم وأمهاتهم لها، والسبب في ذلك يعود إلى التنشئة والتربية ومدى المرونة النفسية والقدرة على المقاومة والصبر على المكاره ومن هنا لاحظت الكاتبة البريطانية كلير فوكس أن كثيرًا من جيل الشباب يعيشون حالة الضحية بشكل دائم، تُجرح مشاعرهم من أقل شيء، ويشعرون بالإهانة من أصغر كلمة وأحيانًا يتعمدون إظهار هذه النفسية الضعيفة من أجل جذب التعاطف. 
هذه الحالة الدائمة من الشعور بالضعف تحطم صلابة المرء النفسية وتجعله معرضًا للتحطيم بالكامل مع أول صدمة في الحياة الحقيقية وقياسًا على عالمنا العربي، فإنَّ إحدى تجليات هذا الأمر هو أنه في عام 2018م لم يكن مصطلح التنمر معروفًا بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وفي غضون سنة واحدة فقط صار الجميع يشتكي منه ويبالغ في تقديره ويسارع بإعلان أنه تعرض للتنمر في موقف ما، لما لا ونحن نجد أنّه ما من شخصية عامة واحدة إلا وتنتقد التنمر، (حتى صار جذابًا للمراهقين أن يدعوا أنهم تعرضوا للتنمر، فهو مجلبة للتعاطف وأداة لجذب الانتباه، بدون أن يتم تحديد ما المقصود بالتنمر ابتداء؟).
ولهذا تنتقد فوكس هذه الحملة الرهيبة ضد التنمر – التي أُنفق عليها 1.4 مليار دولار في الولايات المتحدة منذ عام 2015م حتى 2020م قائلة: (الربط بين التنمر والمرض النفسي يثير قلقي، إنّ الصناعة المضادة للتامر هي التهديد الحقيقي للحالة النفسية للشباب صغير السن، فبدلا طمأنة الجمهور فإنّها تؤكد الآثار السيئة للتنمر وتضخمها وهذا يؤثر على ميكانزمات التكيف للشباب الصغير ومن سخرية الأمر أن هذا ينشئ مناخًا يحفز ظهور أعراض الاضطرابات النفسية وتستكمل فوكس: والآن نحن أمام جيل من المراهقين والشباب الذين يعتبرون أنفسهم ضعفاء وهشين ويعتقدون أن مناداتهم بألفاظ سيئة يؤدي إلى مرضهم نفسيا، وأنهم لن يستطيعوا النجاة بدون علاج نفسي من طبيب متخصص، إنّهم يضيفون المرض النفسي على كل شيء: مشاكل الحياة الاستقلالية اليومية، الامتحانات الجامعية، النقد الموجه لهم وغيرها من التفاصيل، نعم هناك تنمر سيء ومضر وينبغي محاربته، وثمة حالات انتحار مرصودة في العالم العربي لأناس تعرضوا للتنمر بشكل مؤذ جدا سلبهم أي ثقة في أنفسهم وأدخلهم في دائرة اكتئاب حادة بالفعل.
يقول فرانك فوريدي استاذ علم الاجتماع بجامعة كنت البرطانية: الحزن ليس مؤشرًا للمرض النفسي، إنَّه جزء متكامل من الوجود الإنساني. وعندما يتم تحويل الحزن الطبيعي إلى مرض نفسي، فإن المراهقين والشباب الصغير لن يتمكنوا من تطوير وسائلهم الخاصة للتغلب على التجارب المؤلمة. 

مقتبس من كتاب الهشاشة النفسية للدكتور اسماعيل عرفة
صحة نفسية
التربية
الشخصية
السلوك
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    شاحن لاسلكي من سامسونغ يعقم الأجهزة

    النشر : الأحد 12 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    هل صفة الغباء والذكاء موروثة من الأم؟

    النشر : الأحد 11 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الفكر الإسلامي وإقامة التعاونيات

    النشر : الأحد 11 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    اضطراب ما بعد الصدمة في عالم كورونا

    النشر : الثلاثاء 07 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    العطاء الرباني مع الأخذ بالأسباب.. السيدة زينب أنموذجا

    النشر : السبت 11 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    المخيم الحسيني.. صرح نُسج بحكايا السبايا لفاجعة الطف

    النشر : الأحد 26 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 887 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 450 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 349 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1356 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1344 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1218 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1063 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 6 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 6 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 6 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة