من أكثر الأسئلة الشائعة التي تجول في خواطر الوالدين هو لماذا يتمرد الشاب المراهق على عائلته في ظل الظروف الخاصة التي يعيشها معهم، وقد يجهل الكثير من الآباء والأمهات حقيقية الشاب المراهق الذي لا يثبت نفسه في المجتمع ولا يفرغ ذاته بما هو حقًا مفيد ومثير للاهتمام.
مثلا المراهق الذي يشارك في ندوة معينة ويقف أمام الحاضرين ويلقي عليهم بحثه، ويكون في محل الاعجاب والمدح هنا سيشعر بأنه أثبت نفسه للحضور بذكائه وموهبته وقدراته الفذة رغم صغر سنه..
والطالب المتفوق في دراسته سيشعر بالرضا واثبات الذات عندما يكون مميزا عن غيره ويكرمونه أمام الطلبة.
لكن عندما يكون المراهق فارغًا من الاهتمامات المفيدة وغارقًا في الاعلام الزائف الذي يقوده نحو اللاشيء وانكار الذات المؤمنة والمعطاءة حينها سيشعر بالنقص وسيحاول اثبات نفسه من خلال العناد والتجاوز على من هم أكبر منه سنًا حتى يشبع روحه الجائعة بالرضا الكاذب.
فمثلا لو طلب أخيه منه شيئًا فإنه سيلجأ إلى العناد كي يتغلب على أخيه بعدم فعل المطلوب فيشعر بأنه انتصر واستطاع أن يثبت نفسه لأخيه ولعائلته!.
أو يلجأ إلى الصراخ أو التجاوز على غيره (خصوصا إذا لم يكن يخاف منهم) ويستمر في ذلك الأمر ليثبت بأن له شخصية قوية وبإمكانه التجاوز حتى على من هو أكبر منه.
كيف يتم معالجته؟
- ايقاف شرارة التجاوز والعناد الصادرة منه بأي شكل من الأشكال من خلال التفاهم اللفظي وإذا لم ينفع ذلك من الممكن استخدام عنصر الخوف، وتأنيبه في كل مرة يحاول فيها التجاوز على غيره. لأن المراهق يكون قد تجاوز مرحلة التفاهم العقلي وكل ما يسيطر عليه الآن هي روحه المتمردة والمتعطشة للاثبات ومن الممكن أن لا يستجيب للكلام والتفاهم.
لأن الكلام يتأثر به العقل الواعي ومن الممكن أن يقاومه المراهق إنما الخوف يتحكم به العقل اللاواعي.
- منع الاعلام الزائف من السيطرة على عقله، من خلال الامتناع التام عن أي برامج ملوثة فكريا خصوصا في المرحلة الأولى من معالجته.
- تخصيص أوقات ثابتة في ممارسة القراءة أو مشاهدة الأفلام الأخلاقية التي من الممكن أن تساعد في علاجه.
- وفي المرحلة الأخيرة من العلاج يتم خلطه في ورش أو منتديات مع من هم في سنه ولكن بقدرات وامكانيات أعلى لتبدأ من هنا عملية التفريغ واثبات الذات بطريقة صحية ومفيدة.
ولكن يجب الانتباه بأن هذه الخطوة تحصل في النهاية، لأن لو تم خلطه في هذه الورش بالمراحل الأولى من الممكن أن يزيد ذلك من تمرده ويتجاوز على الحضور أو يتكلم معهم بأسلوب غير لائق انتقاما من أهله واثباته بأنه لن يتغير وسيدمر كل خططهم التي تهدف إلى اصلاحه.. كي يستسلموا ويتقبلوا وضعه، وهذا الأمر سيحصل بالفعل وسيزيد من تعطشه للتمرد.
اضافةتعليق
التعليقات