بيت كبير ليس بالحجم وإنما كبير بعدد أفراده وكبير بالمحبة فيجمع كل أفراد العائلة، ما زلنا نتذكر الأوقات الجميلة التي تبوح بالفرح والأمان ومازالت أصوات أحبائنا ترن في آذاننا وضحكاتهم وأحاديثهم القديمة المملوءة بالحكمة والمحبة والعطاء دون مقابل منذ كنا صغار إلى إن كبرنا.
وفي ظل هذه الصفات من المحبة والحكمة والعطاء توجد شخصية مثالية هي الجدة وهي الأم التي لم تنجبني كنت اشعر أني في قمة السعادة عند دخولي لبيت العائلة لكونها موجودة حيث اجدها تنتظر قدومنا وتخرج لنا الحلوى وكانت هي من يحبني ودائمة السؤال عني من يحاول حمايتي ومن أفر له من متاعب الحياة لتخفف عني بين النصيحة والحكمة وبين المزاح والضحك وبعد مرور الوقت بدأت بالذبول وأخذت تنسى كل من تحبه حتى أنها تغيرت كل ملامحها الجميلة المتفتحة كالوردة في ظل هذا الوضع المتدهور لها، كنت أتألم لم يكن بوسعي غير الدعاء وبعد أيام قليلة فوجعت برحيلها من كانت منبع الطيبة والوفاء وانتقالها من الدنيا لجوار ربها.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ﴾، إن لكل شخص أحد عزيز ويتمنى لو أن الوقت يتراجع قليلاً لنرى من لم نستطع رؤيتهم ومن سقوا أرواحنا حباً وأمان وفرح ووفاتهم خسارة عظيمة فمن قال الوقت يجعلك تنسى من تحب هذا غير صحيح فكلما تقدم الوقت زاد الإشتياق، فارقوا الحياة ولكن لن يفارقنا ذكرهم.
وبعد رحيل الجد والجدة يكون الدور لنا لنجمع من تبقى من العائله بالود .. تواصلوا .. تراحموا توادوا .. تحابوا أصفحوا .. سامحوا فكلنا راحلون ، ولقد أصبح التواصل بين الأحبة والأقارب عبر التواصل الاجتماعي الالكتروني عبارة عن رسائل في الكروبات ، الاجتماع بالبيت والعائلة اخذ يتناقص وأن الاجتماع بالأحبة ضروري من تقوية العلاقات الاسرية والروابط بين أفراد الأسرة ومما ينمي الحب والاحترام والود بين الأفراد، البعض يرى أن البيت الكبير كان نموذجاً اجتماعياً اختفى، وأصبح تراثاً لم يعد يتمسك به الكثيرون، والبعض يرى أنه لم يعد النموذج المناسب للحياة العصرية.
واختلفت الآراء حول إيجابيات وسلبيات هذا النمط وإن البيت المتواجد فيه الجد والجدة لهو مكان ترتبط به مجموعة من الأسر الصغير التي تتكون من الاب والام والاحفاد حيث أن ذهاب العائلة الصغيرة.
لبيت العائله الكبير في المناسبات الجميلة منها الاعياد والأفراح يمثل لنا و لأطفالنا فرحهة لا توصف وحيث تجتمع الاخوة والأخوات وأطفالهم بتبادل الأسئلة على الاحوال مع بعضهم دليل على المحبة المقامة بينهم والتماسك الاسري ويجعل الأطفال سعداء جدا حيث أن المواقف تبقى في ذاكرتهم ولاحظوا اطفالكم كيف يفرحون بارتفاع اصواتهم باللعب والضحك وحافظوا على اجتماعاتكم وابتعدوا عن الخلافات وتمسكو بالعادات والتقاليد الجميلة فهذه الأوقات لا تعوض ولا تعود وأحبائكم اليوم معكم وغداً راحلون.
اتخذوا الود شعاركم والمحبة عنوانكم والسلام طريقكم ، ولا تلهيكم الدنيا عن أرحامكم صلة الأرحام تغفر الذنوب وتقربنا من الله عزوجل، وهي سبب لدخول الجنة. من أفضل الطاعات صلة الرحم، ومن فضل الله وكرمه أن جعل صلة الرحم بركة في الوقت، وزيادة في رزق العبد مهما كنت فقيراً فإنك غني بوجود بيت العائلة الكبير فأنت محظوظ وغيرك لا يملك ماتملكه.
اضافةتعليق
التعليقات