فجر يوم الثلاثاء الموافق 11/2 أصبحت بعض محافظات العراق بلونٍ أبيض يعتري كلَّ شيء، مما أضاف البهجة على قلوب العراقيين في ظاهرة لم تألفها المدينة العراقية منذ عقود وتفاجأ السكان بهطول الثلوج إثر تعرض البلاد لموجة برد شديدة.
ويتعرض العراق لكتلة هوائية قطبية المنشأ، تبلغ ذروتها نهار الثلاثاء، حيث تشير توقعات الطقس إلى تمركز الكتلة فوق الأراضي العراقية مباشرة.
وبحسب موقع "طقس العرب" فإن هذه الكتلة تسبب هبوطا حادا في درجات الحرارة بأغلب المناطق العراقية.
هذا المنخفض الجوي جعل أغلب الأفراد يهرعون إلى الشوارع ليلتقطوا الصور، حتى مُلِأت مواقع التواصل بمجموعة من الصور والفيديوهات فصفحات الانستغرام والفيس بوك ومجموعات الوات ساب والتيليجرام وغيرها شغلها الحديث عن الثلج، رافق ذلك الأدعية لهذا البلد أن ينعم بسلام وأمان.
فقد عبرت رواء الشمري لموقع بشرى حياة: شعور جميل أن تفتح عينيك على بياض الثلج، ظاهرة اليوم كانت رائعة ومفرحة ولأول مرة نشهدها بكربلاء كونها من جيل التسعين ولم نشهد مثلها من قبل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قلوبنا بلون الثلج ويعجل فرج صاحب الأمر والزمان (عج) ويثبتنا على الولاية.
مروة الجبوري: منذ دخولي إلى أرض العراق لأول مرة أرى فيها الزائر الأبيض فيه، شعرت بأن هناك رسالة بيضاء يحملها في طياته خصوصا مع احتياج الشعب العراقي لهذه الفرحة، فهذه الطاقة الإيجابية التي أضفاها على الجميع، والسعادة التي اعتلت جميع أفراده صغيرا وكبيرا، كلها إشارات لاحتياج هذا البلد للخروج من هذه الأزمة التي يمر بها، وأذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما يقول: اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد.
أما ساحات الاعتصام الخاصة بمحافظتي كربلاء وبغداد فكان شعار صورها (نريد وطن) التي خطوها في الثلج المنتشر هناك وعبر المتظاهرون عن فرحهم بالرغم من برودة الجو ونقص في ما يحتاجونه من خدمات، فقد قال: رائد العسلي _ناشط وصحفي_ تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة وهو شيء نادر كان له تأثير إيجابي أعطى قوة وزخم المتظاهرين في اثبات ثباتهم واصرارهم على قضيتهم التي بدأت من يوم 25 أكتوبر من العام المنصرف إلى هذه اللحظة، فلم يهتموا لانخفاض درجات الحرارة، بل على العكس فقد كان هناك احتفال في خيم التظاهر لأنها المرة التي يتساقط بها الثلج في محافظة كربلاء.
ودرس جديد للجميع بالاستمرار والاعتصام وقد وَلَّد ذلك تعاطف المواطنين مع المعتصمين، وأكد على أحقيتهم في ضرورة الوصول إلى مطالبهم، فضلا عن ذلك الفعاليات حافظت على استمرارها، مسيرة كربلاء، وتظاهرات الطلاب الصباحية، قراءة القرآن، الاجتماعات، وغيرها لا زالت مستمرة فكل ذلك لم يؤثر بصورة سلبية أو تناقص أعداد لأن التظاهرات أثبتت حقيقة البدايات للكل والثبات للصادقين وهذا هو المبدأ السائد لاستمرارية التظاهر للحصول على حقوقهم المشروعة.
اضافةتعليق
التعليقات