ناقش نادي أصدقاء الكتاب في اجتماعه الشهري كتاب: (مناشئ الضلال ومباعث الإنحراف) نماذج من الصوفية ومنتحلي المهدوية والفرق المبتدعة مثالاً، وهو كتاب يحتوي تقريرا لأبحاث التفسير لسماحة السيد آية الله مرتضى الحسيني الشيرازي (حفظه الله). جمعه المقرر الأستاذ الشيخ أبو الحسن الإسماعيلي (وفقه الله).
لازال الصراع بين الحق والباطل قائماً منذ أن وطأت قدما الإنسان الأرض إن لم نقل إنه أقدم من ذلك ولازالت البشرية تتعثر في سيرها ومسيرتها نحو أهدافها ورقيها.
وفي كل جولة من جولات هذا الصراع يسقط قوم وينهض آخرون ثم يدخل هولاء الآخرون في جولات جديدة من هذا الصراع القائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولكل أمة من تلكما الأمتين أسباب للنجاح والنهوض وأسباب للفشل والسقوط، نعرف ذلك من خلال كتب الله له الحسنى وسعى في إصلاح نفسه ومجتمعه وهوى من لم يتبصر بعواقب الأمور وشذ عن ولاة أمره الهاديين المهديين إلى الحق بإذن الله تعالى.
قال تعالى 'ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً'، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لكل ضلة علة ولكل ناكث شبهة".
وقال الرسول 'صلى الله عليه وآله': "انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سميتهم - إلى أن قال- ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا".
وإن من أسباب الضلال:
- الجهل: إن سبيل الضلال يتسع بالجهل وقلة المعرفة كما إن استنارة سبيل الهداية تحصل بالعلم والتدبر والتروي.
- الاستكبار والعناد: إن الاستكبار والعناد يحرمان صاحبهما من سماع الحق والانصات إليه بل ويأخذان بيده إلى معاداة الحق مع علمه به في طيات نفسه.
- كيد الشيطان: قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان"، لأنها تؤدي إلى الضلال والانحراف عن الحق فإن الشيطان لامهمة له فيما بقي من الحياة إلا إضلال الانسان وسوقه إلى نار جهنم – والعياذ بالله-.
- الشهوات وإتباع الهوى: لقد أوجد الله تعالى الإنسان وركب فيه غرائز وشهوات يميل إليها وهذه الشهوات إذا تركت دون ضابط شرعي ولن تهذب فإنها تسوق الانسان إلى المعاصي والضلال.
- البيئة الاجتماعية:
يتأثر الإنسان - سلباً وإيجاباً - بالبيئة الإجتماعية التي يعيش فيها فإن كانت البيئة صالحة قادته إلى الصلاح وإن كانت فاسدة قادته إلى الفساد والضلال.
ويعرج ختاماً إلى الحل والعلاج، ولعل أهم ماينجي الإنسان من الضلال والانحراف هو اتباع القرآن والعترة الطيبة الطاهرة لرسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن هذا حل وعلاج بشكل عام وصالح لكل زمان ومكان، أما زماننا هذا وهو زمان الغيبة الكبرى فإن العاصم من الضلال إضافة إلى القرآن والعترة أن يدور المؤمن في فلك المرجعية الناطقة بالحق والمرشدة إلى الصلاح والفلاح ولايشذ عن توجيهاتها وقيادتها مااستطاع ذلك سبيلا، فهي العاصمة من الضلال وهي المرشدة إلى الحق والصواب بإذن الله تعالى وهي المنصبة من قبل رسول الله وأهل بيته عليهم السلام لقيادة الأمة وإرشادها.
قال الامام الحجة المهدي صلوات الله عليه "وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليكم".
وقال الامام الصادق عليه السلام:
"من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً على هواه مطيعاً لأمر ربه فللعوام أن يقلدوه".
وهذه من أهم أسباب الضلال والغواية ومجمل الحلول بإختصار. ويكون الكلام مبسطا برؤية أعمق وأشمل لأهمية الموضوع (الضلال والإنحراف) وأهمية المآل الذي ستوؤل إليه في كتابنا الراقي المختار.
اضافةتعليق
التعليقات