تسارعت السنوات العجاف التي تحمل في طيات أيامها الكثير من الآلام والتعب، قد فُرضت علينا من قبل الظروف التي يعيشها العراقيون منذ قرون، حروب ومعارك وصراعات إلى أن دخلنا في عصر التطور والحداثة حكمونا من ملئت قلوبهم بالضغينة السياسية وحب المناصب وشراء الذمم.
هنا يأتي دور الشاب العراقي الذي جثمت على صدره آهات كثيرة وعانى الحرمان والقلق النفسي الذي ينتابه طيلة اليوم الذي يقضيه لحين موعد الليل ليرفع رأسه إلى السماء ويتمنى أن يكون كوالده الشهيد، نعم هذه أمنية الثوري سرمد عبد الوهاب الصافي الذي راح شهيدا لتظاهرات العراق التي انطلقت 25 تشرين الأول وهو يقف عونا مساندا لأخوته المتظاهرين في بغداد، تارة يخدم في مواكب الحسين (عليه السلام) وأخرى في مواكب الدعم اللوجستي في قلب ساحات الاعتصام.
كثيرون من يحلمون ويتمنون الأمنيات لتتحقق سواء كانت حياتية أم كمالية لكن وقفنا شامخين لما كان له من شجاعة بأن يحذو كوالده شهيدا مناضلا ساعيا للحق ومتحديا لهذه القسوة والبطش الذي استخدمه الساسة الذين لا شرعية لهم بأمر الشعب، فالوقت الذي نعيشه الآن من الانفتاح على العالم الخارجي لتطوير الشاب والنهوض بالمستويات الثقافية وهذا ما يسير عليه معظم البلدان المتطورة، تراهم يساندون ويسعون من أجل بناء طاقة شبابية تقود المجمتع الذي يعيشون به، والعكس صحيح في العراق الكثير من يعمل من أجل تحطيم كل طموحات الجيل الناهض بالقيادة الشابة من سوء تنظيم وعدم اعطاء الفرصة لاستلام دفة القيادة في الوقت الحالي.
كما نعلم أن لكل تغيير وحرب خسائر لا تقف عند النفس والمادة وكانت الحصة الأكبر لأخوتنا المتظاهرين لما جرى لهم من ظلم وقمع بالغازات المسيلة للدموع والخطف والاعتداء والكثير من الممارسات التي أودت بحيات المئات وجرح الآلاف منهم بالوقت الذي يستمر به الفاسدون الجاثمون على سلطة الحكم اللاشرعي بتمرير الخطابات الاستفزازية والباردة المستهينة بالحياة الانسانية واحترام حقوق الأفراد بالعيش الكريم.
عاش سعيدا خادما حسينيا واليوم شهيدا سعيدا احتضنه العلم العراقي ليكون رداء الغيرة والشهامة التي رسمت بلوحة جواد سليم في ساحة التحرير لكن هنا قد رسمت اللوحة على قلب الصافي ليكون في جنات الخلد وبين رحمة الخالق.
اضافةتعليق
التعليقات