(بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأََكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/١-٥).
نزلت هذه الآية في السابع والعشرين من شهر رجب حيث يحتفل المسلمون بعيد (المبعث النبوي الشريف) بوصفه بـدء حياة الخير والسعادة للإنسان على وجه الأرض.
وهكذا بُعث النبي بالرسالة وابتدأت مرحلة جديدة من حياته الكريمة حيث لم يعد الإنسان الطيب الذي يعمل المعروف فقط، ويؤدي الأمانة ويصدق الحديث، ويعيل الأقرباء، بل أصبح الآن البشير النذير الذي يحمل على كتفه مسؤولية قيادة الإنسان الى كل خير وصيانته من كل شر.
ان المبعث النبوي الشريف هو بداية الإعلان الإلهي لبلوغ الإنسان مرحلة الرشد والنضوج، لذلك اختار الله تعالى أكمل خلقه للقيام بهذا الإعلان من خلال قيامه بإبلاغ البشر آخر رسالات ربهم إليهم والرسول الأعظم كان لابدَّ أن يكون أكمل البشر ليقوم بأعباء هذه المسؤولية الكبرى فهو إذ يؤدي إلى الناس أكمل رسالات ربه لابدَّ له أن يكون النموذج البشري الكامل من حيث تمثله الكامل لهذه الرسالة والتجسيد التام لها ليكون بعد ذلك نموذجاً وقدوة للناس من جهة وحجة عليهم من جهة أخرى.
لقد بُعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة، وكان عمره الشريف أربعين سنة، حيث تلقی الرسول المصطفی (صلى الله عليه وآله وسلم) أول کلمات الوحي الذي کان ينتظره ليحمل الی البشرية مشعل النور والهداية والرحمة. وكان أول من آمن بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرجال علي (عليه السلام)، ومن النساء زوجته خديجة (عليها السلام)..
جاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وسط مجتمع كانت حياته حياة احتراب وعصبية وجهل وتخلف في مختلف المجالات وبحسب وصف الآية الكريمة:
﴿وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ﴾،
لقد كان مجتمعا معرضاً للانتهاء والإبادة ومهدداً بالعيش خارج التأريخ والحياة، فخلق منه هذا النبي العظيم مجتمعاً جديداً وأمة متقدمة استطاعت أن تقود العالم خلال فترة قياسية من الزمن.
ان في ذلك دلالة كبيرة على عظمة هذا الدين وهذا الرسول.
من هنا فإن ذكرى المبعث النبوي الشريف سوف تظل الذكرى المتجددة التي لا تنتهي حاجتنا منها إلى التأمل والاعتبار..
وبناء النفس وتربية الذات لتتحول هذه الذكرى في حياة المسلمين إلى محطة سنوية فيها نستذكر صاحب الذكرى نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وكشف حساب انجازاتنا في سبيل قيام الأمة الاسلامية المظلومة التي أرسى (صلى الله عليه وآله وسلم) قواعدها.
اضافةتعليق
التعليقات