لكل شيء فن وللكتابة فنون.. من أجل تكريس الثقافة وتعليم النساء مهارات الكتابة الابداعية قدمت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية دورة الكتابة الابداعية والتي تضمنت آلية العمل الصحفي وتعليم أساسيات كتابة المقال الصحفي والقصة القصيرة.
بدايةً كان فن المقال قدمته الكاتبة رقية تاج، حيث بينت بأن المقال الصحفي يعتبر من أهم الفنون الصحفية التي يحتاجها الكاتب فهو عبارة عن طرح فكرة معينة، ويقوم الكاتب بتبني هذه الفكرة، ومن ثم التعبير عنها بالطريقة التي تعجبه، والتي من خلاله يكون شرح موجز عن الذي يريد قوله، كما يستطيع الكاتب طرح أفكاره وطريقة تفكيره في المقال الصحفي.
والمقال أداة الصحفي التي يُعبر بها عن سياسة الصحيفة أو عن آرائه الخاصة. ويكون لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام.
وللمقال أنواع منها من حيث الموضوع أو الهدف من الكتابة مثل السياسي والاجتماعي والثقافي والفني والعلمي، ومنها من حيث الطول فمنه قصير وطويل، ومن ناحية الأسلوب ك الافتتاحي والعمودي والتحليلي والنقدي، وكذلك من حيث اللغة فمنها الذاتية والموضوعية والوصفية والاقناعية والقصصية. وتم أيضا شرح عناصر المقال والتي تتضمن أسلوب الكتابة واللغة وعنوان المقال والمقدمة وعرض المقال أو المحتويات والخاتمة.
وتم تبيان كيفية كتابة المقال بخطوات عملية وبسيطة. كما تم تقديم بعض النماذج من المقالات حتى تكتمل الحلقة..
وأما فن القصة القصيرة فكان من تقديم الكاتبة مروة حسن الجبوري وأضافت بقولها: لماذا نكتب؟ وماذا بعد الكتابة؟ هذا سؤال يتردَّد بين الفَيْنة والأخرى في عالم الكتابة؟ لماذا نكتب؟ عندما يمرض الانسان سرعان ما يذهب ويعرض حالته على الطبيب ليعرف ما سبب مرضه؟ لو أردنا أن نقول أن الكتابة هي الطبيب الذي يعرف كيف يعالج الوجع وآلام الرُّوح والإفصاح عن بعض مُعاناتها؟ هل يصح كلامنا؟ هل نكتب رغبة في البوح؟ أم رغبة في العلاج؟ أم نكتب لأننا أمة خلقت للقراءة والكتابة، "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم"؛ فمنذ خلق الانسان والقراءة والكتابة مقرونة معه، على اختلاف ثقافة الانسان ومدى تعليمه، فالبعض يجعل الكتابة كوسيلة وغاية للتعليم، وأخرى يجعلها كهواية، ومنهم من جعلها مهنة يعيش منها، وآخر يكتب تألُّماً وشكوى مما يثور في أعماق وِجدانه، وفي أحيان أخرى يكتب نيابة عمَّن لا قلمَ له ولا صوت كحالة انسانية، ويتحرر من تلك القيود والسلاسل التي تمنع من ايصال صوته فيكون قلمه هو الصوت والصورة.
فخلال رحلتك مع الكتابة ستكتسب العديد من المصطلحات والكلمات الجديدة والتي تستخدمها خلال التدوين، تكتسب البلاغة في الحديث، تقابل أشخاص جدد، عندما تبدأ خطواتك الأولى في مجال الكتابة سترغب في التعرف على أسرار هذا العالم وتكوين صداقات مع الأشخاص الذين يشاركوك نفس الاهتمام، كأن تحول حياتك المهنية بالكامل إلى مجال كتابة المقالات أو تأليف الكتب والروايات عندما تتعرف على موهبتك الكتابية.
من خلال الدورة التي قدمت في فنون القصة تم شرح آلية العمل على كتابة القصة من ناحية الفكرة والأسلوب وصياغة الكلمات وتم التطرق إلى أهمية القراءة لكبار المؤلفين وضوابط النشر وحقوق الكتابة القصصية، فيجب أن يكون الكاتب على علم كبير باللغة العربية من الناحية الأدبية واللغوية، كما أنه يجب أن يكون له وزنه من الناحية الأدبية، وعناصر القصة؛ الفكرة والمغزى.
وشرحت الجبوري أنواع القصة القصيرة وأنماطها، وأشكالها الأكثر انتشاراً، وأيضا كيف أكتب قصة قصيرة، فلا أحد منا يولد كاتبا، الموهبة هي من تجعلك كاتبا إلا إذا صقلت وقام الكاتب بتطوير نفسه، ومتابعة الأحداث التي تناسب قلمه، وكيف يكون التطوير في الكتابة؟ ومنها:
- التدريب الطويل على نفس الكتابة.
- الاستعانة بالكتب والقراءة باستمرار.
- تحديد الفكرة في كتابة النص ومراجعة المصادر الموثوقة.
- التفكير بالطريقة التي يريد أن تصاغ هذه الفكرة.
- عدم التسرع في كتابة النص الأدبي.
- النص يجب أن يدور في الذهن مدة ويقلب فيه حتى يستقر الكاتب على الطريقة التي سيوصل فيها فكرته.
كما بينت تاريخ القصة القصيرة وأشهر روادها، حيث لم تكن القصة القصيرة وليدة هذا العصر بل إن لها تاريخ قديم، وإنها كانت تحاكي قصص من القرآن، مثل قصة سيدنا داود، وقصة سيدنا يوسف، وغيرها من القصص.
وأضافت الجبوري: هناك بعض التمارين كنت أطلبها من المشاركات أثناء المحاضرة حتى أعرف مدى سعة أقلامهم وخزين لغتهم الأدبية فكانت جيدة وأسعى أن تكون يوما أقلام محترفة.
وفي ختام الدورة قدمت جمعية المودة شهادات المشاركة بحضور المحاضرات رقية تاج ومروة الجبوري، ودعت المشاركات في الدورة للمتابعة والاستمرار في الكتابة وفتح باب النشر أمام هذه الأقلام اليافعة.
اضافةتعليق
التعليقات