الإلحاد بمعناه الواسع عدم الأعتقاد أو الأيمان بوجود الإله..
وبالمعنى الضيق يعتبر الالحاد على وجه التحديد موقف أنه لا يوجد اله، وعموما يشير هذا المصطلح الى غياب الأعتقاد بأن الإله موجود ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الأيمان بالله أو الألوهية.
إلا أنه ليس هناك أيدولوجية واحدة أو مجموعة من السلوكيات يلتزم بها الملحدون جميعا كما لا توجد مدرسة فلسفية واحدة تجمع الملحدين، فمنهم من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير يميلون بإتجاه العلم والتشكيك خصوصا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة.
وقد شاع وانتشر بكثرة هذا الفكر في الوقت الحالي حتى أصبح موضة يتناولها الساذجون من أفراد المجتمع ممن يمتازون بالجهل وقلة الوعي، تقودهم الى ذلك عدة أسباب منها أندفاع روح الشباب التي لديهم.
فقد أصبح عدد معين من الشباب ممن دخل حديثا الى عالم القراءة والكتب شديدي التأثر بتلك الكتب التي تؤيد مسألة الألحاد، ولصغر عمر هذه الفئة ولكونها جديدة على هكذا وسط أصبحوا من أشد المؤيدين للألحاد، إضافة الى ذلك فإن غياب العامل الأسري وضعفه في الوقت الراهن بسبب التطور الناجم في العالم العربي وشيوع مصطلح الحرية الشخصية الذي أضعف كثيرا من دور الأسرة في تكوين شخصية الفرد وتأديبه فأفلتت أغلب الأسر زمام الأمور وأصبح الشاب الذي في مقتبل العمر يمارس تلك الحريات بلا وعي منجرفا وراء الخزعبلات التي تشيع وتظهر كل فترة.
ومن أحد الأسباب المهمة جدا التي ساعدت وبشدة في شيوع الألحاد هي الأوضاع السياسية المنحطة التي طمست بالفرد العراقي والعربي وذهبت به بأتجاه الهاوية وحرمته من أبسط حقوقه مما نتج عن ذلك فقر، جهل، بطالة.... الخ.
جعلت نفسية الفرد مضطربة ومن المتعارف عليه عندما يكون الأنسان محبطا ووضعه النفسي
غير متزن يذهب مع أقرب تيار يأتي اليه وهذا كان حال أغلب الفئات التي انجرفت مع هذا الفكر.
وفي أستطلاع شارك فيه أكثر من 64،000 مشاركا أشار 11% منهم أنه ملحد بقناعة
وكانت النتيجة سنة 2012 في أستطلاع سابق 13% من أفراد العينة أنفسهم أنهم ملحدين بقناعة أيضا فوجد أن نسبة الملحدين كانت حوالي 8% من سكان العالم، وهنا يأتي دور الأسرة والدولة في محاربة هذا الفكر والحد منه من أجل تخليص المجتمع من هذه الشوائب التي دخلت كهجمة بربرية زعزعت أركان مجتمعاتنا، ويكمن دور الأسرة في التقرب من ابنائهم ولا سيما اولئك الذين في مرحلة المراهقة ومصاحبتهم والعمل على زيادة وعيهم ومساعدتهم ومساندتهم للتخلص من المشاكل التي تتعرض لها حياتهم اليومية ومراقبة أفعالهم ونشاطاتهم ويجب معاملتهم معاملة حساسة ولطيفة والحد من توبيخهم لأن هذا الأسلوب يعود بنتائج سلبية على الفرد والعائلة بشكل عام.
أما الدولة فتقع عليها مسؤولية كبرى في محاربة الإلحاد وذلك من خلال تنظيم دورات ونشاطات للشباب من أجل زيادة وعيهم الثقافي والديني ومن أجل أن يشعر الفرد أنه ذي أهمية بالغة في مجتمعه وأسس الدولة والمجتمع تعتمد عليه.
اضافةتعليق
التعليقات