الوعي هو نقطة الشروع لمواجهة العالم بطريقة أكثر واقعية ومنظمة بعيدة عن الفوضى والمشاعر العشوائية، فهو خط ينظم مسار الأفراد تجاه ما هو صحيح.
بعد شروع التظاهرات في أغلب محافظات العراق وتجمهر العديد من المواطنين في ساحات التظاهر للمطالبة بالحقوق المشروعة ومواصلة الاعتصام لمدة تزيد عن عشرين يوما بدأ الشباب بإستثمار هذا البقاء بما يخدم زيادة الوعي لدى الشباب الوعي القانوني والسياسي وحتى الكتب العامة فبدأت معارض الكتب الطوعية من فئة الشباب بإطلاق حملات القراءة واستعادة الكتب وحتى توزيعها وجلسات النقاش.
ومن هذه الفرق فريق جيل الوعي حيث قال أحد الأعضاء: أردنا منذ انطلاق الثورة أن نقدم شيء مغاير يثقف هذا الكم من الأشخاص فقررنا أن نحمل معنا مجموعة من الكتب، فكان أول كتاب نحمله معنا الدستور العراقي حتى يعي الشاب مواده القانونية وحقوقه ويعرف فقرات الدستور الذي هو يعيش في ظله فضلا عن توفيرنا لمختصين في القانون المحامين منهم حتى يفسروا بعض المفردات التي يصعب فهمها على الشباب، كذلك وفرنا كتب عامة ذات طابع تنموي وثقافي.
أما عن مصدر الكتب أجاب: إن هذه الكتب هي كتبنا الشخصية حملناها معنا إلى هنا وكانت مجموعة بسيطة من الكتب ثم جمع بعض الشباب كتبهم فتكونت مكتبة يمكن الاعتداد بها، وبدأ المتظاهرين من الشباب الإقبال على الكتب الموجودة.
فضلا عن حلقات لمناقشة الأفكار وتبادلها وهناك أيضا فكرة استعارة الكتب.
وأضاف: الهدف الرئيسي من الفكرة هي تشجيع الأشخاص الذين لا يقرأون على القراءة لأنهم بحاجة إلى توجيه صحيح وإلى تحديد أهداف حياتهم فالشخص القارئ يعرف ماذا يختار أو ينفعه من كتب أما بعض الأشخاص فيحتاجون من يضعهم على بداية الطريق.
أما شباب خيمة نور القائم الثقافية فكان لديهم أيضا معرض كتب متنوعة بين الدينية منها والتنموية والاجتماعية والاقتصادية وحتى كتب القانون.
فضلا عن شاشة لعرض فيديوهات لتوعية المتظاهرين منها فيديوهات خاصة بفريق أبعاد الإعلامي، ومناقشة قضايا الوضع الراهن.
وعند سؤال أحد شباب الخيمة عن نشاطهم الثقافي قال علاء الدين أحد المشاركين فيها: أنهم عملوا منذ مدة في الكتب ومشاريع القراءة وغيرها من المشاريع المختصة في تثقيف الشباب وبعد أن بدأت المظاهرات اعتبرنا هذه فرصة ثمينة بإستثمار وجود الشباب حتى نشجع على المطالعة بصورة عامة وقراءة الكتب القانونية بصورة خاصة، ثم استطعنا أن نوفر شاشة عرض لعرض الفيديوهات لمن لا يرغب بالقراءة حتى نستطيع أن نؤسس لأفكار سليمة وسلمية تعطي للناظر انطباع جيد عن تظاهراتنا المثقفة وكوننا شعب يعرف ما يريد.
هذه المشاريع الصغيرة هي الدعامة الأساسية لبناء جيل واع يفقه ما خرج من أجله حتى لا نكون في عداد الفوضى وانعدام الأهداف.
اضافةتعليق
التعليقات