الأسرة أساس بناء المجتمع واللَّبِنة الأولى في كيانه، ولمقامها الرفيع ومكانتها العالية نالت نصيبًا وافرًا من النُّظُم والتشريعات، التي رسَمَت الحقوقَ وحدَّدَت الواجبات، وميزت الاختصاصات بين الزوجين، راعى التشريع الإسلامي ما يُناسِب كلًّا منهم، من جهة قدرته الجسميَّة، وطبيعته النفسيَّة، وما يلائم مُؤهِّلاته وإمكاناته.
ولا يشكُّ عاقلٌ أن كل زوج يَنشُد بناءَ أسرة مطمئنة مستقرة تملِك مقوماتِ الحياةِ الطيبة، ومستقبلًا زاهرًا لأولادهم وأنفسهم ومجتمعهم.
ومن هنا كان اختيار نادي أصدقاء الكتاب لهذا الشهر كتاب بعنوان "الأسرة ومقومات السعادة"، وهو عبارة عن سلسلة محاضرات للشهيد السعيد السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) حول الأسرة ومقومات سعادتها ونجاحها، وكيف يمكن أن تسعد الحياة الزوجية وقد تم جمعها ونشرها لأهمية الموضوع وضرورة الإلمام به ولشدة حاجة المجتمع إليه في زماننا هذا حيث تحيط الأخطار بالأسرة من كل جانب.
ولكل من ينشد هذا ويريد النجاح وخاصة المتزوجين أو المقبلين على الزواج الاطلاع على هذا الكتاب القيم الذي استقى السيد المحاضر كلماته من القرآن الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام).
مضافاً إلى ذكر تجارب واقعية وقصص حقيقية في المجتمع المعاصر وذلك إذا أرادوا أن يعيشوا حياة هانئة داخل أسرتهم لأن العلاقات العائلية تشغل مساحة كبيرة من حياة الإنسان وتؤثر على بدنه وروحه وكفاءاته العلمية والعملية وهي الأساس لبناء مجتمع سوي صالح.
مضافاً إلى أن الالتزام بذلك يوجب الوصول إلى رضا الله سبحانه والفوز بالآخرة بعد السعادة في هذه الدنيا، فالانسان مكلف بالالتزام بأحكام وتكاليف شرعية والتي منها واجباته تجاه أسرته وعائلته وأهله وأولاده ويستدل عليها من آيات القرآن الحكيم.
فالإنسان إذا خسر نفسه وأولاده وأهل بيته فهو خاسر واقعاً بما للخسارة من معنى، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع حيث أنها هي المسؤولة عن تربية الأفراد ونشأتهم نشأة صالحة ينتفع بهم المجتمع فإذا صلح أفراد الأسرة صلح المجتمع وإذا فسد أفراد الأسرة فسد المجتمع والمسؤول الأول عن ذلك هو الأب والأم في كل أسرة.
لأنه غالبا إذا صلح القائد صلحت القاعدة وإذا فسد القائد فسدت القاعدة لأن الأبناء في السنين الأولى من عمرهم لا يرون مربياً وأسوة لهم سوى الوالدين، فإنه لا يستقيم الظل والعود أعوج فأفضل وسيلة لأن ينشأ للأبناء وأفراد الأسرة نشأة صالحة هو أن ينشأوا في ظل أسرة إيمانية بحيث يرون الوالدين وهما قدوتهم الصالحة في الحياة.
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية هادفاً إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع .
اضافةتعليق
التعليقات