كان إسمه حرام، ثم أصبح إسمه عيب، ثم أصبح غلط، ثم حريه شخصية ثم أصبح إسمه ثقافه ثم أصبح يمثل نفسه!، هكذا تتم المسميات لتبرير الحرام والتفاهة حتى أصبح كل شيء مباحاً.
قبل أن يبتلع الجهلة معرفة التحضر ويتحول الرقي إلى ذكرى ساكنة في ألبوم الصور علينا أن نقف أمام هذا الموضوع الشائك والذي يُثير الشجن، التعري بحجة الحرية.
تعتبر مسألة التعري من أبرز القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمعات المعاصرة، وخاصة في سياق الحريات الفردية. غالباً ما يستند المدافعون عن التعري إلى حجة الحرية الشخصية، مؤكدين على حق الفرد في التعبير عن جسده كما يشاء. ولكن هل حقاً يمكن اعتبار التعري ممارسة حرة مطلقة؟ وهل تبرر حجة الحرية أي شكل من أشكال التعري؟
تتمحور الحجة الأساسية المؤيدة للتعري حول مفهوم الحرية الفردية، حيث يرى أنصار هذا الرأي أن الجسم هو ملك للشخص نفسه، وأن الفرد حر في التصرف به كما يشاء دون تدخل من الآخرين. فهم يؤكدون على حق الفرد في التعبير عن نفسه بشكل كامل، بما في ذلك التعبير الجسدي، وأن التعري هو شكل من أشكال هذا التعبير.
وكما هي الحياة المعاصرة تأتي الظواهر الدخيلة وما يسمونها بالثقافة وهي بالأصح الجهل والتقليد الأعمى وغالبا ما تنتشر لدى الشباب وأغلب العوائل، حتى وصلنا إلى إفراط في عدم الحشمة عند النساء وعدم الغيرة عند الرجال بحجة الحرية ومواكبة العصر قانعين أهاليهم على أن الزمن تغير ولابد من السير وراء من هب ودب، والغريب بالأمر تأتي الموافقة والخنوع من قبل الأهالي بحجة أنهم خلقوا بغير زماننا فلا رأي لنا بعد رأيهم.
إن مفهوم الحرية ليس كما يتصور البعض فمؤكد أنها حق أصيل للإنسان، يتيح له اتخاذ قراراته الخاصة ولكن في حدود القانون والأعراف المجتمعية ولكن ما نراه اليوم هو تحدي يتمثل في تلاعب البعض بمفهوم الحرية، لتبرير أفعال تضر بالمجتمع والأفراد، وتتناقض مع القيم والاسلام.
إن احد أسباب استسهال الحرام هي التأثيرات الثقافية وانتشار أفكار حداثية متطرفة تركز على الفردانية المطلقة، وتجاهل القيم، إضافة إلى الإعلام والترفيه فدور وسائل الإعلام والترفيه في نشر قيم ومفاهيم غير سوية، وترويج السلوكيات المنحرفة يؤدي الى نتائج غير جيدة.
بالاضافة الى الجهل والافتقار الديني والأخلاقي فقلة الوعي الديني والأخلاقي، وعدم فهم حقيقة الحرام وأثره على الفرد والمجتمع من الأمور الكارثية.
وبعض الأحيان تكون بسبب الضغوط الاجتماعية والرغبة في الانسجام مع المجتمع وتحبيب نفسه إليهم من خلال الانجرار مع ما يفعل الأغلب، للقبض على الخوف من الرفض الاجتماعي الجاهل. والكثير من الأسباب.
إن استسهال الحرام له آثار كبيرة أولها تفكك الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى تدهور الأخلاق والقيم، بعد أن كنا نسمع هذه الأبيات:
ماكانت الحسناء تكشف سترها.... لو كان أرباب البيوتِ رجالُ!.
فهل ماتت الرجال أم إن الجهل قتلهم؟
أقول:
مات العفاف وشيعوا جثمانهُ ...... ما ظل في الدنيا عفافٌ يُذكرُ
فالجهلُ في هذا الزمانِ تشعبا ...... وكأنهُ في خلسةٍ لهُ يَنخـرُ
إلا قليلا من بناتِ محمدٍ ..... قد اثبتَنَ وجودهنَ فأبشروا..
اضافةتعليق
التعليقات