يعاني الكثير من الأشخاص من قلة النوم، وغالبيتهم يشعرون بدوار قوي يومياً بسبب عدم التمكن من أخذ قسط من الراحة خلال فترة الليل. ولكن، ما هي أفضل الأدوات التي تساعد الإنسان في الحصول على نوم صحي؟
وقال خبير النوم الصحي نيك ليتلهيلز إن "أهمية النوم الصحي تنعش الشخص ذهنياً وجسدياً ولا تقتصر فقط على الرياضيين، بل تشمل كل شخص يعاني من حالة حرمان من النوم،" مضيفاً أنّ "علامات النوم غير الصحي تزيد سوءاً بالتزامن مع عملية الساعة البيولوجية الطبيعية، الأمر الذي يؤثر على آداء الفرد على المستوى الشخصي."
ورأى ليتلهيلز أنّ "غالبية الأشخاص لديهم وعي قليل حول عادات وأنماط النوم، وخصوصاً أنّ جسد الإنسان لم يعد منبهاً طبيعياً مقارنة بآلاف السنوات السابقة حيث كان البشر يعتمدون على شروق وغروب الشمس،" موضحاً أن "العمل الشاق ولوقت طويل، يتسبب في الكثير من الضغوط النفسية،" ولافتاً إلى أنّ "الرياضيين أصبحوا يفكرون بصحتهم وأهمية تخصيص وقتاً كافياً للراحة الجسدية والنوم الصحي، لتقليل الضغوطات."
ولا بد من القول إنّ التكنولوجيا الحديثة لديها أثر سلبي على عادات النوم الصحية، ما يتسبب بعواقب بيولوجية وخيمة على الصحة الجسدية.
ويذكر، أن ليتلهيلز استخدم أساليب بسيطة لمساعدة لاعبي كرة القدم في أندية مثل "مانشستر يونايتد" أو "ريال مدريد،" للخروج على مفاهيم وقواعد النوم التقليدية التي تنص على ضرورة الحصول على ثمانية ساعات نوم، واستبدالها بكمية النوم التي يحتاجها الشخص يومياً.
وأوضح ليتيلهيز أن هناك ضرورة لأخذ قيلولة بعد الظهر، وخصوصاً أن الإنسان لديه ثلاثة أوقات نوم طبيعية يومياً ولا بد من استغلالها، محذراً من أن قلة النوم، قد يؤدي للإصابة بأمراض السكري، والسمنة، والاكتئاب، فضلاً عن مشاكل صحية أخرى.
ونصح ليتلهيلز باتباع الإرشادات التالية من أجل نوم صحي.
ممارسة تمارين الرياضة الصباحية
تحديد روتين معين للنوم والاستيقاظ باتباع دورة 60 دقيقة.
الابتعاد عن استخدام أدوات التكنولوجيا أو التعرض للأشعة، فضلاً عن الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية قبل ساعة من النوم.
التأكد من تمتع غرفة النوم بأجواء مناسبة للراحة
أخذ قيلولة بعد الظهر في حالة عدم الحصول على ساعات نوم كافية خلال فترة الليل
تناول الأطعمة الصحية، وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من النشويات بسبب تحفيز الدماغ لإرسال رسالة إلى الجسم بضرورة الخلود إلى النوم
الاستيقاظ مبكراً مع شروق الشمس، وتجهيز الغرفة لدخول إضاءة كافية من ضوء النهار لدى الاستيقاظ.
تخطيط أوقات للراحة بعد كل 90 دقيقة عمل، مثل استنشاق الهواء النقي والتعرض لأشعة الشمس، والحركة.
تهيئة فراش النوم بحيث يكون مريحاً وصحياً.
يساعد فهم الساعة البيولوجية الطبيعية في تنظيم الوظائف الحيوية والنفسية في جسم الإنسان حسب cnn عربية
هل يساعد شرب حليب ساخن بالعسل على النوم؟
ممارسة الرياضة قبل النوم تسبب الأرق، تناول كوب من الحليب الدافئ مع العسل يساعد على النوم بسرعة. هذه وغيرها مجموعة من الأقوال المتداولة بين الكثير من الناس بخصوص النوم. لكن ما حقيقة هذه الادعاءات من الناحية العلمية؟
النوم المتقطع قد تكون له آثار سلبية على صاحبه، منها الشعور بالتعب خلال اليوم وقلة التركيز. لذلك يلجأ الكثيرون إلى تجريب وسائل مختلفة للحصول على نوم أفضل مثل شرب حليب دافئ بالعسل أو شاي بالأعشاب..لكن هل هذه الوصفات فعلا مجدية وتساعد على الاستمتاع بنوم هادئ؟
حسب مؤسسة النوم الألمانية فإن المشروب الساخن سواء كان حليبا أو شايا قد يساعد على النوم، فالمشروب الدافئ يساعد على الارتخاء ويزيل الإجهاد ويوقف تدفق هرمون الكورتيزول قبل الخلود للنوم. أيضا أخذ حمام ساخن أو ممارسة تمارين الاسترخاء أو اليوغا يمنح شعورا بالاسترخاء ويساعد على النوم بشكل أفضل.
وتقول الخبيرة في علم التغذية بريغيته نويمان "حتى في ظل غياب إثباتات علمية حول العلاقة بين شرب الحليب الدافئ مع العسل والنوم إلا أن الكثير من الناس يؤكدون أن هذا المشروب يساعدهم ويشعرهم بالاسترخاء". وتضيف نويمان بأنه مادام لا توجد أشياء تؤكد العكس فيمكن اعتماد ذلك وتجريبه.
الرياضة قبل النوم
يؤكد خبراء أن ممارسة تمارين رياضية مجهدة قبل الذهاب لليوم تسبب صعوبة في النوم لأن الجسم يكون في وضع متأهب وحالة استيقاظ. لكن الوضع سيكون مختلفا إذا تمت ممارسة الرياضة خلال اليوم أو بضع ساعات قبل النوم. فتمارين اللياقة البدنية الخفيفة أو اليوغا قد تزيل التوتر وتفرز هرمون السعادة (الإندورفين) مما يجعل النوم أكثر استرخاء وهدوء.
قاعدة النوم لسبع ساعات
حاجات الإنسان للنوم الكافي تختلف من شخص لآخر. فبينما تكفي البعض خمس ساعات نوم للشعور بالراحة يحتاج البعض الآخر لسبع أو ثماني ساعات نوم لاستعادة نشاطهم. ويوصي خبراء النوم باتباع كل شخص لحاجته الشخصية للنوم. وتوضح تيا هيرولد، المديرة الإدارية لمؤسسة النوم الألمانية وعضو الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم، ذلك بالقول "من يشعر بالحيوية بعد خمس ساعات نوم ليس مطالبا بالنوم سبع ساعات. لكن بالنسبة للغالبية العظمى من الناس فإن النوم سبع أو ثمان ساعات هو الأفضل بالنسبة للصحة".
وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة للنوم تختلف باختلاف المراحل العمرية أيضا، إذ ينام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما في المعدل تسع ساعات. وفي الأربعينات من العمر ينام الناس في المعدل سبع ساعات. وبين 55 و60 عاما ست ساعات ونصف. والأشخاص الأصحاء البالغين من العمر 80 عاما ينامون في المعدل ست ساعات في الليلة، كما جاء في موقع تي اونلاين الألماني. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات