إن سلم النجاح والشهرة ليس حصرا على رجال الأعمال وأصحاب الشركات، أنت أيضا يمكنك أن تنجح، وتكون يوم من الأيام رجل أعمال، كلمات قالها الجد وهو يصنع الشاي لحفيده تعرف يا صغيري أن هذا الكيس الذي بيدي الآن هو لشاي ليبتون، بمجرد ذكر اسم هذا الشاي “ليبتون” تتصور العلامة التجارية، ولكن يا صغيري خلف هذه العلامة التجارية الشهيرة قصة استثنائية لصبي صغير.
توماس ليبتون” ولد عام (1848) هاجر أبيه عبر البحر الايرلندي، كان يملك أبيه متجرا صغيرا وتعلم منه أسس التجارة المحلية في وقتها، وعندما بلغ سن العاشرة من عمره، كان يلتقط السلع الغذائية التي تتساقط من السفن في الموانئ ويبيعها في السوق وهو ما أبهر البحارة والعمال في تصرفه وهو في هذا العمر.
عمل “توماس ليبتون” في الخامسة عشرة من عمره على متن سفينة بخارية، وبعد ذلك بعامين، تمكن من جمع أموال تكفيه للسفر إلى أمريكا، فكر يا عزيزي كم كان يجمع من الأموال حتى تمكن من الحصول على تذكرة السفر؟.
وحصل هناك على عدد من الوظائف مثل العمل في صناعة التبغ وزراعة الأرز في ولايتي “فرجينيا” وكارولاينا الجنوبية”، ولكن نيويورك كانت حلمه الأول.
مع مرور الوقت والتفكير في نجاح عمله وفي مدينة “جلاسكو” استغل “توماس ليبتون” جميع مدخراته في افتتاح متجر باسمه لبيع منتجات البقالة وتوسعت تجارته لتصل إلى 200 فرع لمتجره.
كان الأمر بمثابة وصفة للنجاح يا صغيري حيث انتشرت العديد من المتاجر في المملكة المتحدة تحمل نفس الاسم "ليبتون" ماركت وكان يدير المتاجر بنفسه دون الاعتماد على أحد، ومن سر النجاح يا حفيدي هو المتابعة وادارة المشروع بيدك من دون سكرتير أو مدير أعمال فلا أحد يمكنه أن يكون بحرصك على مالك، كانت جدتك تقول "عينك على مالك دواء".
فيجلس خلف آلة حساب النقود بكل تواضع ويُلبِّي طلبات الزبائن ويسوق لمنتجاته بالباقة.
الشاي والملكة فكتوريا
الشاي أصبح جاهزا عزيزي فلنكمل ما فعله توماس، الشاي الذي بيدك الآن تبدأ قصته في عصر الملكة فيكتوريا، في الزمن الماضي كان الشاي سلعة ثمينة للغاية بل إن قيمتها كانت تتجاوز الذهب – بنفس الوزن – وكان يعبأ في علب مزخرفة قابلة للغلق، ولكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر، انهارت أسعار الشاي وسرعان ما أصبح المشروب الرائج لدى الطبقة المتوسطة.
كانت البداية عندما سافر توماس إلى سريلانكا لشراء أول محصول شاي لمتاجره، وعلى غرار السلع الأخرى، عقد “ليبتون” صفقات مع المزارعين لتوريد الشاي إليه ومحاولة الحصول على أسعار تنافسية أفضل من المتاجر الأخرى، فقد اعتمد على فكرة جديدة بأن يكون مذاق الشاي موحدا مع تعبئته بشكل فريد يحافظ على مذاقه طازجا دون أي تغير حتى بعد شرائه من المتجر، وبحلول ذلك الوقت، كانت متاجر “ليبتون” تقع في أفضل الشوارع الأنيقة في لندن، ودخل “توماس” نفسه إلى دائرة المجتمع الراقي في حقبة الملكة “فيكتوريا”.
عرض “ليبتون” هدية على الملكة “فيكتوريا” كانت عبارة عن “جبن” يزن خمسة أطنان، ولكنها رفضت الهدية بكل أدب وذوق ولم يعرف أسباب رفضها.
عندما تجعل في الهدف أمك كافح يا حفيدي حتى تحصل عليه حتى لو اضطررت لبيع ساعتك اليدوية كما فعل توماس يوما من الأيام ليكمل شراء بضاعته، وقالوا عنه أنه أول من اخترع العلامة التجارية على منتجاته، وحصل العديد من الأوسمة وتم تكريمه في العديد من المناسبات، ومنح جزءا كبيرا من ثروته لمواطني “جلاسكو” – مسقط رأسه.
كان يحب أعمال الخير ويشارك في الدعم والتطوع للمشاريع الخيرية ويقدم المساعدات المجانية، وفي مماته وقف الكثيرون في الشوارع لحضور جنازته ودفن على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من شارع “” الذي ولد فيه.
قصة النجاح تبدأها أنت وتختمها بجهدك أما أن تكون ماركة تجارية عالمية أو تصبح مستهلك تشتري منتجات غيرك كما نحن الآن نشرب شاي ليبتون.
لو نظرت بعمق يا صغيري لتلك الأمور ستجد الأفكار والقناعات والأحلام عادة ما تكون دافعة لهذا النجاح وأنت لا تنتبه لها، وتبحث دائما عن مبرر خارجي يبرر ما يحدث لك من الفشل أو الفقر.
لو أردت أن النجاح لتمكنت بهذه الخطوات:
ساند نفسك بنفسك، اتبع نصائح الناجحين، اجعل هدفك أولاً، شارك في فعل الخير كلما زاد مالك، وستكون يوما ليبتون العرب، ابتسم الحفيد وهو يرتشف الشاي.
اضافةتعليق
التعليقات