عندما نريد أن نتحدث عن مولاتي الزهراء (عليها السلام) فلا يكفينا مقال واحد يوضح لنا حياتها الطيبة الطاهرة العفيفة فنحتاج إلى الكثير من المقالات حتى نصل إلى ما نرغب به ونوصل رسالتها إلى العالم أجمع لأنها السيدة العظيمة التي كانت وما زالت قدوة للعالمين أجمع في كل أمور الحياة، هي مثال حي للمرأة القوية والمثالية في الإسلام، وقد لعبت دورًا كبيرًا في نشر قيم العدل والمساواة، من جوانب حياتها التي تلهم الكثيرين.
ومن هذه الدروس العظيمة التي يجب على كل إنسان قراءتها وتعلمها ليس فقط النساء بل حتى الرجال ومن تلك الدروس:
1. الإيمان والتقوى: فكانت هي النقية الطاهرة وكانت (عليها السلام) مثالًا يحتذى به في الإيمان العميق بالله، حيث كانت دائمًا تسعى للتقرب إلى الله من خلال العبادة والأعمال الصالحة، ولم تترك ذلك حتى في آخر لحظات حياتها حيث كانت تصلي الليل وتحافظ على تلك الصلاة وتلتزم بها وكذلك تقرأ القرآن وترتله حتى قبل استشهادها .
2. الصبر والتحمل: واجهت العديد من التحديات والصعوبات في حياتها، بدءًا من وفاة والدها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ما تعرضت له من ظلم بعد وفاته. ومع ذلك، كانت دائمًا صابرة ومثابرة تتحمل كل ما يمر بها وتتظاهر بالقوة والتحمل أما زوجها علي (عليه السلام) حتى حينما تم كسر ضلعها وسقوط جنينها المحسن فهي لم تبين الألم الذي أصبحت به بذلك أصبحت خير قدوة ودرس مهم بالصبر والتحمل على كل مصاعب الحياة .
3. الأسرة والأمومة: كانت الزهراء (عليها السلام) زوجة وأمًا مثالية ، حيث ربت أولادها على القيم الإسلامية لأنها تعلمت ذلك من بيت أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعلمت أهمية الأخلاق وكانت تعكس ذلك في حياتها اليومية وكيف يمكن للمرأة أن تكون قوية ومربية في نفس الوقت حيث جعلت تربية أبناءها قائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخوف الله والسير على نهج جدهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيهم علي (عليه السلام) وتعملوا ذلك منذ طفولتهم ولولا تلك التربية الصالحة لما كانوا اليوم أسماؤهم عظيمة ويقتدي بهم الجميع وأصبحوا أسياد شباب أهل الجنة وكذلك أصبحوا الوسيلة التي بها يتقرب الناس إلى الله في قضاء جميع حوائجهم، وكذلك علمت ابنتها زينب (عليها السلام) وأم كلثوم على العفة ولم تترك الحجاب وسترها وأصبحت مثلها عفيفة طاهرة وقدوة لجميع النساء .
4. العدالة والإصلاح: كانت تدافع عن حقوق المظلومين وتؤكد على أهمية العدالة في المجتمع. من خلال خطبتها الشهيرة خطبة فدك التي تناولت بها العديد من الأمور المهمة من أجل الدفاع عن حقوق المظلومين وأظهرت كيف أن القيم الإنسانية يجب أن تكون في صميم أي مجتمع ومن هذه الأمور تتحدث الزهراء عن ضرورة أن يكون الحاكم عادلاً وأن يسعى لتحقيق مصالح الناس، وتؤكد على أن العدالة هي أساس الاستقرار في المجتمع. كما تشير إلى أهمية التوزيع العادل للثروات والموارد، وتحث على عدم التمييز بين الأفراد بسبب مكانتهم أو ثروتهم، فهي فعلت ذلك كما كان يفعل زوجها المولى علي (عليه السلام) .
5. العطاء والتضحية: كانت دائمًا تقدم المساعدة للآخرين، سواء من خلال تقديم الطعام للمحتاجين أو دعم الأيتام، وكذلك التضحية في مواجهة الظلم بعد وفاة والدها، واجهت الزهراء الكثير من الظلم والتحديات لكنها لم تتردد في الدفاع عن حقوق أهل البيت وحقها في فدك وهو ما يُظهر شجاعتها وإصرارها على الحق .
أخيرًا، تُعتبر الزهراء رمزًا للوحدة والتسامح، حيث كانت تسعى دائمًا إلى تعزيز العلاقات بين المسلمين، مما يعكس قيم الإسلام الحقيقية. تأثيرها لا يزال حاضرًا في الثقافة الإسلامية حتى يومنا هذا.
إذن دروس مولاتي الزهراء (عليها السلام) تلهمنا في حياتنا اليومية، حيث تعلمنا أهمية الإيمان، الصبر، العطاء، والعدالة في مواجهة هذا الحياة لذلك هي خير مثال و قدوة لمن تريد أن تكون حياتها حياة خالية من كل المصاعب .
اضافةتعليق
التعليقات