لأن الأطفال الرضع تحت سن عامين نشطون للغاية، وفضوليون، ولديهم الكفاءة في توفير المثيرات لأنفهسم، فإن الإثراء المدروس في هذه السن يعتبر بدرجة كبيرة مسألة تواصل أو اتصال وتوفير الدعم العاطفي، والحب والتشجيع والفرص للاستكشاف.
وهذه مسألة يمكن إدراكها بالحس البديهي، ولكن الكثير من الآباء يجدون صعوبة في قضاء الوقت الضروري أو ينزعجون من الفوضى التي يثيرها الطفل الصغير بصورة أوتوماتيكية أثناء قيامه بالاستكشاف إلا أن هذا الأمر يستحق الجهد المبذول فيه.
ابدأ بالإجابة على هذه الأسئلة لقياس القيمة الإثراثية لبيئة طفلك الصغير المادية والاجتماعية . إذا كان لديك طفل يبلغ من العمر عاما أواثنين، فهل تقرأ كتبا عن نمو الأطفال لكي تتعلم أي السلوكيات التي يجب أن تتوقعها وتشجعها في المراحل المتنوعة؟
إذا ما كان لديك طفل صغير أو طفل دارج، فهل تشترك في مجموعات جديدة من الدعم الوالدي أو النوادي للتشارك في الخبرات والأفكار؟
هل تسمح لطفلك الصغير أن يستكشف الأدوات والأشياء الآمنة والمناطق الآمنة من المنزل والفناء؟
هل يمضى طفلك معظم ساعات يقظته في مهد الطفل أو قفص اللعب الخاص به مع نفس اللعب تقريبا كل يوم؟
هل عادة تحاول منع طفلك الصغير من إحداث فوضى أثناء استكشافه لبيئته ؟
هل تحاول منع طفلك من الحبو لكي تحجب عنه الاتصال بالقاذورات أو الجراثيم ؟
هل تعتقد أن طفلك الصغير يمتلك رأسا خاويا أو أن لديه ذكاء قبل لفظي ويمتلك الانتباه والسعي للمعرفة والتساؤل ؟
هل طفلك بطبيعته خجول، أم أنه بطبيعته منفتح وراغب في المغامرة، أو أنه في مكان ما بين الصفتين؟
هل توفر الدعم والحب والتقدير لصفات طفلك الأساسية، أم أنك ترغب في تغيير بعض أو معظم هذه الصفات؟
حين يبكى طفلك هل عادة ما تحمله وتعمل على إراحته حتى تمر هذه الفترة، أم أنك تشعر بأن الأطفال من الواجب عدم تشجيعهم على البكاء؟
هل تقوم بجهود مدروسة لإعطاء طفلك الحب والانتباه والعاطفة المناسبة، والاتساق؟
هل تعاقب طفلك بالتهديد بصوت عال والصفع والضرب، أو بتعريضه لفترات طويلة من العزل لأنه سيئ؟
هل تجد أن أداءك مناسب وكاف عند التعامل مع المواقف التي تظهر في سياق الوالدية؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك هل تسعى لتلقي العون من وكالات مجتمعية ومن مجموعات دعم الوالدين؟
هل تتحدث لطفلك الصغير بصورة متكررة وتشجعه على المحاولة من حيث اللغة ؟
هل لاحظت أن طفلك يستخدم إيماءات غير شائعة يمكن تدعيمها عن قصد مثل إشارات الرضيع ؟
هل تتصفح الكتب المصورة وتقرأها لطفلك يوميا؟
في خلال أربعة أسابيع تقريبا بعد الميلاد أو ربما مباشرة إذا ما تم استثارة الطفل قبل الولادة، يبدأ الطفل الرضيع في البقاء مستيقظا لفترات تزيد في الطول، ويمكن أن يستمتع بالمثيرات البصرية واللمسية، وبالأنواع الأخرى من المثيرات.
يمكنك أن تستثير البصر بواسطة أدوات وملصقات لها أشكال وخطوط قوية وواضحة، وفيما بعد من خلال الأشكال والألوان.
يمكنك أن تستثير السمع من خلال الموسيقى المهدئة التي تعزف من صندوق بزمبلك، أو المسجل أو الأقراص المدمجة.
يمكنك استثاره كل الحواس بتعريض طفلك كل أسبوع أو اثنين لأدوات وأشياء مشوقة لها ألوان مختلفة وأصوات وأشكال، وملامس وروائح مختلفة إن الفكرة هنا ليست حول تعليم الطفل أو تدريس الأشكال والألوان، ولكن الفكرة الأساسية هي إمتاع الطفل بخبرات جديدة. وهذه الأدوات ليس ضروريا أن تكون مناسبة لاستخدام الطفل؛ ولذلك فمن الواجب حفظها في دولاب أو على رف مغلق، وأن تحفظ فقط لعرض الوالدين أو للاستكشاف تحت إشراف الوالد، علبتك الخاصة بالالوان يمكن أن تحتوى على خرز كبير الحجم (حتى لا يمكن ابتلاعه)، قطع من الورق المقوى، قطع من النسيج وصور مقصوصة من مجلات، وحتى قطع الألوان من مجلات الدهان (وهنا يكون غير مسموح بمضغها)، لعرض عدد من التدريجات اللونية، وعرض التدريجات للألوان الأساسية، وبعد ذلك عرض تدرج الظلال لكل لون.
أما الصندوق الملمسي فقد يحتوى على حجارة ملساء قوقعة خشنة، شريط من الفرو الصناعي قطعة من الجلد ريش وغيرها من الأشياء لها خصائص لمسية متباينة، بحيث يمكن للطفل لمسها أثناء تسميتك لها.
مجموعة الشم يمكن أن تحتوى على زجاجة من العطر، شمعة عطرية، مخروط الصنوبر، زجاجة فانيليا ليمون، خلاصة اللوز ومصادر أخرى من الروائح العطرية. ولتلافي صدمة الرائحة ، يجب التأكد من حمل المصدر على مسافة ونثر كمية ضئيلة من العطر في اتجاه الطفل بيديك بدلا من وضعه مباشرة على أنفه.
وبالنسبة لصندوق الأصوات يمكنك جمع قطع صغيرة من المعادن التي تحدث أصواتا، صفارة مكعبات من ورق الصنفرة، أجزاء رنانة، طبلة صغيرة أدوات لعب، وغيرها. ومن جديد تعتبر الأصوات الرقيقة أفضل، لتجنب إزعاج الرضيع؛ ولذلك فإن من الأفضل لوقوف على بعد عدة أقدام بعيدا عنه إذا ما رغبت في ذلك.
وبالنسبة للأشكال التقط كور مكعبات نجوما أشكالا حلزونية، أدوات مسطحة، وغير ذلك. اعرض على الطفل كيف تتحرك هذه الأشياء(دحرجه انزلاق دوران حول محور) بالإضافة إلى تسميتها، وكيف يشعر تجاهها. وبوجود وعاء بلاستيك كبير وبعض كور البينج بونج، يمكنكأن تعرض عليها بعض الحالات مثل «ملی»، «فارغ»، «داخل»، «فوق الشيء»، «تحت»، «مقلوب»
حين يبدأ الطفل الصغير في الحبو، فإنه سوف يجد في الواقع بعض الأدراج المنخفضة ليسحبها، أو بعض الدواليب والخزانات لكي يفتحها، كما سيجد سلال المهملات لكي يقلبها إن هذا قد يبدو محبطا ومثيرا للفوضى - أو قد يبدو فرصة للمرح والإثراء.
اضافةتعليق
التعليقات