عبارة خطت خلف ابواب الحمامات العامة المخصصة للنساء في دور العبادة المقدسة، فأصبحت جدارا لحل مفعول السحر والشعوذة، والمثير ان اغلب الاسماء هي اسماء مقدسة ولا يجب ان تكتب في هذا المكان، ولم تقتصر على اماكن العبادة وانما تجدها في كل مكان المدرسة والجامعة وعلى القبور ايضا، انتشرت هذه الظاهرة وبكثرة هذه الايام واغلبها تكون عطل بطل السحر عن فلانة بنت فلانة، ولم تعد ترى للباب مكان سالم من هذه التشوهات الفكرية والثقافية فمن اداب النظافة المحافظة على المكان بكل مافيه، فكيف ان كان المكان مقدس وذا شرف عظيم، ولم يسلم الاموات من هذه العبارات فقد جعلوا من قبورهم لوحة لفك الربط والسحر هذا ان لم يجعلوها قاروة لااعمالهم.
في سياق هذا الموضوع استطلعت بشرى حياة اراء الناس حول ظاهرة كتابة الاسماء على الابواب والقبور، وما المقصود منها واثارها في المجتمع العراقي؟.
تحدثنا (مرام علي) احدى الفتيات التي وجدت اسمها مكتوبا على قبر قريب لها من دون ان تعلم من هو الكاتب وماذا يقصد، ومن وقتها بدأت تشعر بالكآبة والحزن وانها لم تتزوج اثر هذه الكتابة (على حسب قولها) ومما جعلها تبذل الكثير من الاموال حتى تتخلص من اثار هذا السحر.
بينما تجيب على هذا الاستطلاع (نهلة) بقولها، قبل ايام كنت ذاهبة الى مرقد السيدة (.. ...) وقد لاحظت الكثير من الاسماء التي كتبت خلف ابواب الحمامات واسماء مقدسة كفاطمة وزهراء، قرأت بعض العبارات منها فتح قسمة فلانة.. عطل بطل عن فلانة، جلب وحرق قلب فلان على فلانه.. من وجهة نظري هذه اعمال مخربة وتعد انتهاك لحرمة الاسماء والمكان فلا يجوز ذكر هذه الاسماء في هذه الاماكن كما جاء في الشرع، وقد تضر اصحابها ايضا، اتمنى ان تكون هناك رقابة على نظافة المكان وحذف تلك العبارات سواء عن طريق اعادة صيانتها او تنظيفها وتوعية الزائرين باضرار هذه الكتابة.
وشاركنا (مهند الجابر)/ اخصائي في علم النفس وباحث اجتماعي: "اصبحنا اليوم نؤمن بالسحر ونتعامل معه اكثر من السابق، وهذا ما يدل على ضعف الثقافة والوعي في المجتمع، ولم تقتصر هذه الظاهرة عند النساء فقط وانما اصبح الرجل هو ايضا من يعتقد بهذه الاشياء وقد يمارس بعض الطقوس حتى لا تصيبه لعنة السحر، كما رأيت قبل ايام رجل متوسط في العمر يحرق ثيابه عند احد القبور، ويقرأ بصوت عال يسمع كل من كان في المقبرة المعوذات وبعض الطلاسم التي كان يحملها معه، توقفت عند هذا المنظر الذي كان غريب نوعا ما فقد سمعت ان النساء من يمارسن السحر وليس الرجال، وانتظرت كثيرا حتى انهى عمله، اقتربت منه وكان سؤالي عن العمل الذي قام به ولماذا حرق ثيابه؟
اجابني وهو مضطرب قال لي الشيخ: (.. ..)ان هناك من عمل لك سحر ودفنه عند هذا القبر وقد ظهر عليك السحر من بعد دفنه بخمسة ايام..
قلت وما هي اثار السحر التي ظهرت عليك..
اجابني قد انقطع رزقي ولم ارَ الراحة من وقتها، وتراجعت صحتي كثيرا، حتى ان شعري تساقط بكثرة، قال لي الناس انك مسحور، وعندها ذهبت الى الشيخ الذي سمعت عنه ان يكشف السحر ويعالج الناس عرفت ان ما اصابني هو من السحر، وطلب مني ان افعل هذا يوم السبت مع اشعال الشموع والبخور.
هذه الحادثة جعلتني افكر في حال المجتمع وكيف بعض ضعفاء النفوس يدفعون الناس الى هذه الاعمال التي تضر بصحتهم قبل الاموات، حتى ان البرامج التلفزيونية هي الاخرى اتجهت نحو هذه الاعمال وبدات تعرض لقاءات مع السحرة، وبعضهم من الدجالين الذين يتلاعبون على عقول الضعفاء ويستقطعون منهم المال، فهذه لقمة عيش لهم على حساب الاخرين، وتعتبر من الظواهر السلبية ولها موروثات نفسية خطيرة جدا على الفرد، ونستخلص منها:
_الخوف والتفكير بهذه الاعمال هي من تجعله ضعيفا وغيرقادر على مواجهة الحياة فيعتقد ان كلام فلان صحيح..
_كثرة استخدام كلمة سحر في المجتمع وخاصة في الاسرة يجعله مقبولا عنده.
_ضعف الواعظ الديني والإرشاد الاجتماعي اتجاه هذه الاعمال وان ممارستها تعتبر حراما شرعا، وممنوعة قانونا.
_كثرة وجود الدجالين وقنوات السحر وقارئ الكف والفنجان جعلهم البعض بوصلة لحياتهم.
نعم هناك سحر وهناك ساحرين ولكن من غير المعقول ان يشغل الانسان نفسه بهذه الاعمال وينسى قولة تعالى (لا يفلح الساحر حيث اتى)، فقد ورد في كتاب الله عزوجل ايات قرانية هي خير علاج وافضل علاج.
عندما يشعر الانسان بعدم التوفيق وقلة الرزق قد لايكون مسحورا وانما قد ابتعد عن مرضاة الله كما في الاحاديث من ترك صلاة الصبح انقطع رزقه، من ترك صلة الرحم قطع الله رزقه.. وغيره، فلو راقب تصرفاته واعماله سيعرف ان ما يعانيه هو من تقصيره فالخير من عند الله والشر من انفسنا.
من الممكن ان تعوذ نفسك بقراءة اية الكرسي، والمعوذات، والاستمرار بالاعمال الصالحة، ودفع الصدقة ، وصلة الرحم، وبر الوالدين، كفالة يتيم، فهذه هي تكفيك شر الخلق وتوكل على الله وقد قال سبحانه في كتابه الكريم (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
اضافةتعليق
التعليقات