سبب بطش ارتفاع درجات الحرارة العالية خلال ساعات النهار بهروب العاملين الكسبة للعمل ليلا كحل بديل وخصوصا من يمتهن العمل في مجال البناء، حيث رصدنا مشهد يحدد ساعات عمل عمال البناء والذي يبدأ من الساعة الساسة مساء لينتهي في الثانية عشر ليلا.
ينقل لنا الشاب منتظر خضير تجربته قائلا: مع ارتفاع درجات الحرارة ارتأينا انا وزملائي في العمل ان نطلب من المقاول العمل ليلا بدل النهار وذلك لما يشهده المناخ وبالتحديد المدن الجنوبية من ارتفاع درجات الحرارة التي يمكن ان تسبب امراض للعاملين مثل التيفويد وغيرها.
واضاف: وعلى الرغم من وجود بعض المعوقات ومنها عدم وجود الإنارة الكافية إضافة إلى ان النوم ليلا يكون اكثر صحيا من النهار غير اننا وجدنا انه الحل الانسب لتجنب حرارة الطقس في هذه الفترة الراهنة.
فيما قال رياض غانم في عقده الثلاثين/ يعمل في بيع الماء المعقم: انا ازاول العمل في بيع ماء(R-O) منذ خمسة اعوام وهو مصدر رزقي الوحيد حيث انطلق بعجلتي الخاصة (ستوته) بين ازقة الاحياء القريبة من بيتنا لبيع الماء وحالما تدق الساعة الحادية عشر يصعب عليّ التجول اكثر لهذا افضل الخروج ليلا لطلب رزقي فحرارة الشمس تؤذيني جدا وخصوصا اني اعاني من مرض وجع الراس المزمن(داء الشقيقة).
واضاف : كما اثر هذا الوضع سلبا على دخلي اليومي مما ادى الى تقصيري في بعض الواجبات الاسرية.
للنساء نصيب
لم تقتصر ارتفاع درجات الحرارة على الرجال الكسبة حكرا لانهم يزاولون عملهم خارجا ولا ننكر ان الامر اصعب بكثير غير ان للنساء نصيب في ذلك فمع انقطاع التيار الكهربائي داخل المنازل تعاني السيدات ايضا من الوضع ذاته ولكن بنسبة أقل.
فتحضيرهن للطعام داخل المطبخ بالقرب من الطباخ أو الفرن الغازي او الخبز احيانا، جعلها تنجز أغلب الواجبات المنزلية من تنظيف وترتيب أثناء الليل.
حدثتنا ام رفل ربة بيت: ارتفاع درجات الحرارة جعلني انجز اغلب اعمال البيت ليلا ومنها تحضير الخبز فمن الصعب جدا الوقوف بمحاذاة فرن الخبز (التنور) في ساعات النهار.
كما اضطر لانهي تحضير وجبة الغداء في الصباح الباكر لتجنب ارتفاع درجة الحرارة بعد الساعة العاشرة صباحا، ومزاولة أغلب نشاطاتي في المنزل خلال الليل بسبب الانخفاض البسيط للحرارة، فضلاً عن تحسن التيار الكهربائي وديمومته مقارنة بالنهار.
نصائح صحية
تسرد الباحثة الاجتماعية بتول ناصر رؤيتها بهذا الجانب قائلة:
ان اغلب من يعانون قسوة حرارة الطقس هم العاملين الكسبة والباعة المتجولون فهم أكثر الفئات تضرراً لارتفاع درجات الحرارة، إذ يعتمد عملهم على التنقل او الجلوس في الطرقات العامة كبائع قناني الوقود (البانزين او الكاز) والعمل تحت أشعة الشمس اللاهبة، حيث يضطر اغلب أصحابها إلى مزاولة عملهم في المساء غير ان الامر يحد من دخلهم اليومي.
وعلى الرغم من قبول بعضهم بهذا الواقع الصعب والعمل نهارا الا ان مشكلة قلة مدخولهم اليومي ما زالت قائمة نتيجة لقلة حركة السوق والتعامل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبقاء الناس في بيوتهم إلى ساعات متأخرة.
واضافت: إن التعرض لحرارة الجو العالية ولفترات طويلة تسبب الإصابة بـ (ضربة الشمس) وهي حالة مرضية تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما يمكن ان يصاب الشخص بحالات اعياء وإغماء نتيجة التعرض لدرجات الحرارة العالية وهذا يحدث بسبب الاجهاد البدني، إذ يمكن أن يحدث هذا النوع من المرض عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة سيليزية وهي أكثر شيوعاً في فصل الصيف، وهنا يتوجب العلاج الطارئ لهذه الحالة اذ يمكن ان تسبب مخاطر على حياة الانسان ، وهي تعتمد ايضا على القوة البدنية للشخص فهناك اشخاص تكون بنيتهم الجسدية ضعيفة لا تتحمل حرارة الطقس، فيكونوا اكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس او التيفويد وغيرها من الامراض.
ختمت حديثها: أرى من الضروري تجنب الخروج أثناء ارتفاع درجات الحرارة خصوصا أوقات الظهيرة والخروج في أوقات تكون أشعة الشمس بها أقل سخونة للحفاظ على سلامتنا.
اضافةتعليق
التعليقات