• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأحمق الساكت يحسب مع الحكماء

مروة حسن الجبوري / الأحد 04 ايلول 2022 / ثقافة / 2238
شارك الموضوع :

الجميع مع الوقت سيكتشف المشكلة في الحوار مع هذا الشخص، وتتساقط الجفون للنعاس

في سفر الأمثال، على لسان نبي الله سليمان - عليه السلام فما الضرر من جلوس الجاهل أو الأحمق مع الحكماء إذا كان ساكنا، بل إن كثرة جلوسه مع الحكماء مع سكوته قد يخرجه من دائرة الجهل؛ لأنه يستمع وينعم ويزداد خبرة وحكمة..

بمراقبة أحوال الكثيرين من ذوي النظرة المحدودة والطول المسدودة، على الرغم من تمتع بعضهم بخبرة عريضة في الحياة بحكم السن أو لطبيعة العمل، ستلاحظ وجود سمة مشتركة في أغلب هؤلاء الناس، ستجد أنهم يتكلمون أكثر مما يستمعون..

ستجد الواحد منهم له رأي شديد ومتعب في كل موضوع يفتح أمامه، وستجده أيضا يقتل عادة من أهمية أي موضوع جديد عليه، فكيف يكون أي موضوع مهما إذا كان هو شخصيا لن يلقي فيه بدلو أو حتى بكوب صغير، حتى ولو كان الأمر متعلقا بحال الأمة أو بثورة تكنولوجية قائمة، أو بمتغير في الاقتصاد العالمي سيكون له تأثير مباشر على حياته اليومية، لا يهم، المهم أن يتكلم هو الآخر في الجلسة، لآخر العمر، لآخر نفس، حاملا شعار "أنا أتكلم، إذن أنا موجود".. والمشكلة أنه لا يعلم أن هذا الشعار قد يتبدل من وجهة نظر المجتمع من حوله إلى: "هو يتكلم، إذن أنا غير موجود"!!

الجميع مع الوقت سيكتشف المشكلة في الحوار مع هذا الشخص، وتتساقط الجفون للنعاس، وتهرب العقول إلى أي مكان آخر حفاظاً على الوقت وعلى سلامة الفكر، بينما هو لا يزال يتكلم حتى آخر نفس، حتى آخر جندي، من المستمعين.

هناك نوعان من الصمت: إيجابي، وسلبي! والصمت الإيجابي هو المطلوب، وهوذلك الصمت الذي يعطى الفرصة لصاحبه للاستماع إلى المتكلم، أو هو ذلك الصمت الذي يدعو إلى التفكير والتأمل واكتساب الخبرات..

ولكن في المقابل نجد الصمت السلبي، والذي يكون غالبا ناتج عن قلة ثقة بالنفس، فلا يتحدث الشخص خوفا من الهجوم عليه، أو يكون صمته حماية لنفسه حتى لا يقول شيئا غير مقبول من الطرف الآخر فيسخروا منه.. هذا النوع من الصمت (السلبي) ضرره أكثر من فائدته.

وعن الامام علي (عليه السلام): "إذا جالست الجهال فأنصت لهم وإذا جالست العلماء فأنصت لهم فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم وفي إنصاتك للعلماء زيادة في العلم".

وفي الأدب العربي يحكى عن نجيب محفوظ "أنه كان يمارس أحيانا نوعا خاصا من الصمت السلبي، فكان  - إذا لم يعجبه كلام المتكلم أغلق سماعة الأذن الخاصة به، وكان في ذلك الوقت لا يسمع إلا بهذه السماعة، إذن فقد تظاهر بالاستماع على الرغم من عدم سماعه لأي كلمة مما تقال، الأستاذ قطع الاتصال مع المتكلم وهو جالس أمامه، ولكن هذا قد يكون مقبول من رجل كنجيب محفوظ بخبرته العريضة وثقافتة الواسعة، وصبره المحدود لعمره الكبير وأمراضه الكثيرة، ولكنه غير مقبول من الذين هم في مقتبل العمر، والمفترض أنهم في مرحلة تكوين الخبرة وتنمية الثقافة!!

في اليونان يقال، اسمع، اسمع بقدر المستطاع، واعلم أن المستمع الجيد يحصل على قلوب الناس بشكل أعمق، وإن لم يكن بشكل أسرع، وذلك لأن كل إنسان يحب الحديث عن نفسه ومشاكله ونجاحه وأولاده، ولكنه غالبا لا يجد المستمع الجيد، والمقصود بالمستمع الجيد هو ذلك المستمع الذي يظهر الاهتمام بحديث الغير، فهناك من يسمتع وهو يفكر في شيء آخر..

أحيانا ألعب مع نفسي لعبة ، عندما أجد من أمامي يهز رأسه بمعنى الموافقة وأنا أتحدث، ولكني أرى في عينيه أنه يفكر في شيء آخر ويتظاهر فقط بالاستماع، فأقول له في وسط حديثي كلمة.

ويكون حديثي أصلا ليس له علاقة من قريب أو بعيد، ولكني أراه يستمر في هز دماغه وكأني لم أقل كلمة ليس لها علاقه بالموضوع، طبقا عندها أبدأ بتغيير الموضوع، لأني شعرت بأنه غير مهتم به، ولكن المشكلة هنا أني أكون الحارس على سلامة الحوار مع هذا الشخص، إذن فحديثي مع هذا السرحان لا يريحني، ولكن يضيف علي عبء اختيار الموضوعات التي تجلب انتباهه، وطبقا إذا كان عندي مشكلة، وكنت محتاجا لمن أفتح قلبي معه، سيكون هذا لشخص هو آخر إنسان فكر فيه، لأني في هذا الوقت أكون محتاجا لمن يستمع لي، وليس لمن يهز لي رأسه.. فلا تكن يا صديقي هذا الشخص "الهزاز "!!

و"لكن احرص على احترام حديث الغير، وحتى إذا كان غير مفيد لك بشكل مباشر، وإذا شعرت بالملل حاول أن تغير مجرى الحديث بذكاء، لو حتى استاذن في الانصراف قبل أن تدخل في مرحلة الهزال أو عدم الانتباه ".

الشخصية
السلوك
المجتمع
التفكير
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آخر القراءات

    آية الله السيد مرتضى الشيرازي في جمع من المؤمنات: كيف تجسدنَ آية واجعلنا للمتقين إماما؟

    النشر : الخميس 30 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    اختراعات ابتكرها مكفوفون برؤية حسية تخطت الإدراك البصري

    النشر : الخميس 23 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    ادفع دينارين واكسب الدارين: مبادرة كويتية علمت آلاف الفتيات حول العالم

    النشر : الأحد 09 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    كيف تؤثر مواقع التواصل في تفاقم الضغوط النفسية على الحامل؟

    النشر : الأحد 11 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    العلاج المبكر والدعم الإضافي يساعدان في تحسن حالة مرضى الفصام

    النشر : الخميس 30 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    أخطاء تربوية بحق الأبناء.. تعرفي عليها

    النشر : الخميس 07 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3765 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 464 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 374 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 364 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 320 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 310 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3765 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1349 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1330 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1202 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 880 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • منذ 12 ساعة
    حين يُولد القلب في ساحة حرب
    • منذ 12 ساعة
    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن
    • منذ 12 ساعة
    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • الثلاثاء 20 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة