• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حوار تحت ظل شجرة

سمانا السامرائي / الأربعاء 20 آذار 2024 / ثقافة / 2120
شارك الموضوع :

أدركتُ بعد ذلك الحوار كم أننا بحاجة إلى إيلاء عناية أكبر بزراعة النبات وتشجيع أولئك الذين يختصون بدراسة علومه

قُدر لي أن ألتقي خمس شابات مليئات بالحياة، والأصالة الشخصية، وعذوبة الروح، وقد مر وقت طويل للغاية على لقائي بمثل هذا الجمال الذي عنده أقف وبه لبي يسلب، الجمال الداخلي لروح الشباب المتقدة، المتحمسة، والصادقة.

سألتهن إلى أي كلية ينتمين، فأخبرنني إنهن ينتمين إلى كلية الزراعة، إنهن مهندسات زراعيات على وشك التخرج، لفتني ذلك لذا حاورتهن لأتعرف على تلك العوالم التي لم أقترب منها سابقاً، ولا ننتبه لها عادةً، ونحتاجها في عراقنا الذي كان أخضراً كثيراً.

لم يكن ذلك الحوار بالعسير، فزينب ذات الروح المعنوية العالية تصدت لذلك الحوار بفصاحة قل نظيرها في شباب اليوم.

عرفتني زينب على أقسام كلية الزراعة الخمسة في جامعة كربلاء من وقاية النبات، والبستنة وهندسة الحدائق، والمحاصيل الحقلية، والإنتاج الحيواني، وعلوم الأغذية القسم الأحدث بين أقسام الكلية والذي له تفضيل في التعيين الحكومي.

وعلى الرغم من أن زينب لم تلتحق بكلية الزراعة عن رغبة إلا أن أساتذتها الداعمين وطبيعة الدراسة ومواضيعها كانت مسلية بالنسبة لها، غير تقليدية، ومفيدة مما جعلها واقعة في حب ما تدرسه وتشعر بكثير من الألم عندما لا يقدر الطلاب الآخرون هذا التخصص، أو ينظر لهم الناس بقلة تقدير نابع عن جهل تام بحقيقة طبيعة وأهمية ما تدرسه.

وتجد زينب أن هذا التخصص مهم للعراق في المرحلة الحالية لمواجهة التصحر والتغير المناخي عبر إعادة المساحات الخضراء بطرق علمية مدروسة، وتجد أن كليات الزراعة بأقسامها المختلفة عبر ما تنتجه في مختبراتها ومشاريع تخرج طلبتها قادرة على المساهمة بتحسين البيئات فيما لو حصل تعاون بينها وبين الحكومات المحلية، كما أن الفرص موجودة للدارسين في هذا التخصص ليس كما يشاع عنه، فليس التعيين هو الحل الوحيد، والدارس لهذه الكلية بإمكانه إنشاء عمله الحر وزيادة دخله مع زيادة الاهتمام باقتناء النباتات وإنشاء الحدائق لدى العامة، أو بإمكانه ببساطة استخدام علمه لخفض تكلفة تزيين منزله عبر استخدام ما تعلمه من علوم مختلفة.

وبالنسبة لزينب ليست الحياة الجامعية مقتصرة على الدراسة، بل أنها تجد أن على الطالب المشاركة في الحياة العملية كفرد فعال بكل تلك الطاقات التي يمتلكها والأفكار التي لا حدود لها، لذا ساهمت بتفعيل الأنشطة الثقافية المختلفة في قسمها، وقادت مبادرات لمساعدة المحتاجين ومرضى السرطان، وشاركت في حملة تشجير، وكانت صاحبة فكرة تبرع الطلاب بموادهم العلمية المطبوعة لزملائهم الأصغر.

وذكرت بشيء من العطف ما قاله أستاذها لهم في قاعات الدراسة "الإنسان عندما يتألم يعبر عن ألمه بالكلمات، والحيوان يأن، بينما النبات يتألم بصمت".

وعلى مدى نصف ساعة أو ما يزيد من حوارنا كانت زينب تتوهج وهجاً ساطعاً رغم ما تمر به من صعاب، وكانت عيناها تشعان بالحياة عندما تتكلم عن دراستها التي تحب، ورغبتها في خلق تغيير في مجتمعها، وكان بإمكانها أن تتكلم إلى الأبد دون أن تشعر بتعب ودون أن يشعر السامع بملل لما لشغفها من توقد استثنائي.

وأدركتُ بعد ذلك الحوار كم أننا بحاجة إلى إيلاء عناية أكبر بزراعة النبات وتشجيع أولئك الذين يختصون بدراسة علومه، فالنبات يبهج النفس، ويغذي الجسد ويعالجه من علاته، وهو ظل الظمآن في يوم حارق، وهو ما تُقَوَّم به البلدان، وأساس كل حياة، وعلينا منح الطالب فرصة لاستكشاف كل التخصصات بموضوعية أكبر ودون ضغط اجتماعي ليصل إلى الرضا عن مسارات حياته، وتمكينه تمكيناً كاملاً ليتمكن من المساهمة في مجتمعه، فهو يريد، وهو يستطيع لكنه يفتقر إلى الأدوات.

قصة
الشباب
التفكير
الشخصية
السلوك
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    البشرة.. درع الحماية الأكبر في جسدك

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    آثام حمراء

    النشر : الثلاثاء 15 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    تعاني من شعور سلبي دائم؟ طرق فعَّالة للتخلص من الإحساس بالضيق

    النشر : الأثنين 27 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    القضية الحسينية: مدرسة الأجيال الناجحة

    النشر : الأحد 07 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الإساءة إلى جسدك.. أسبابها وآثارها

    النشر : الأثنين 31 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    مبتكر مغربي يطور سلة تسوق متحركة صديقة للبيئة

    النشر : الثلاثاء 19 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 481 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 420 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 352 مشاهدات

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    • 318 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1201 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1167 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 22 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 22 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 22 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة