يقدم بعض الآباء أجهزة إلكترونية لأبنائهم لأجل مساعدتهم على التسلية أو للتخلص من إزعاجهم، لكن الصغار الذين يواظبون على هذه الشاشات معرضون للإصابة باضطرابات لغوية خطيرة حسب دراسة فرنسية حديثة.
وأجرى باحثون من جامعة رين دراسة مفصلة، وواكبوا عينة 167 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات، ممن جرى تشخيص الاضطراب اللغوي لديهم.
وموازاة مع ذلك، قام الباحثون بدراسة عينة أخرى من 109 طفلا لم يسبق لهم أن عانوا من أي اضطراب على مستوى اللغة، بحسب ما نقل موقع "بي إف إم".
وكشفت النتائج أن الأطفال الذين يتعاملون مع الأجهزة الإلكترونية ويحدقون في الشاشات يصبحون أكثر عرضة للمعاناة من اضطرابات لغوية، بواقع ثلاثة مرات.
وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين يتعاملون مع الشاشات يعانون الاضطراب اللغوي، حتى وإن كانوا يقضون فترات قصيرة أمام الأجهزة.
وتشمل هذه الاضطرابات اللغوية، ما يصاب به الأطفال من جراء العادات المتبعة، ولا تضم هذه الفئة ما يعرف بالاضطرابات اللغوية الثانوية أي تلك الناجمة عن عوامل جينية وعصبية.
أما الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة، ويشاهدون المحتوى الإلكترونية دون أي رقابة من الآباء، فارتفع لديهم احتمال الاضطراب اللغوي بواقع ست مرات.
وتشمل الأجهزة الإلكترونية كافة وسائل الترفيه مثل التلفزيون والألواح الإلكترونية والهواتف الذكية، وحذرت دراسات سابقة من انعكاس هذا الإدمان على قدرات الأطفال التواصلية. حسب سكاي نيوز
لماذا يجب على الأطفال تفادي شاشات الأجهزة الإلكترونية؟
تلجأ العديد من الأسر إلى أفلام الكرتون والألعاب الإلكترونية كوسيلة للترفيه أو كمصدر للمعرفة أو حتى كأداة لإلهاء أطفالهم، إلا أن الأسر بقيامها بهذا ترتكب خطأ كبيراً، وفقا لمنظمة الصحة. فما هي الحدود التي يجب عدم تجاوزها؟
بينما تشير العديد من الدراسات إلى تزايد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في استخدام هواتفهم المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة إرشادات حددت فيها الفترات الزمنية التي يمكن للأسرة السماح خلالها للأطفال بالتعرض للشاشات الإلكترونية، مع التأكيد على ضرورة عدم تجاوزها نظرا للمخاطر المحتملة لذلك على النمو الذهني لديهم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يجب عدم السماح إطلاقا للأطفال بمشاهدة أي مضمون على شاشات الأجهزة الإلكترونية خلال عامهم الأول، والسماح لهم في أضيق الحدود خلال عامهم الثاني. أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين وأربعة، يجب ألا تتجاوز فترات تعرضهم للشاشات الإلكترونية أكثر من ساعة واحدة فقط خلال اليوم.
كما أكدت المنظمة على ضرورة قيام الأطفال تحت خمس سنوات بنشاط عضلي مع الحصول على قدر كاف من النوم بما يوفر الفرصة لتبني عادات صحية لاحقا خلال فترتي المراهقة والبلوغ.
وصرح مدير منظمة الصحة العالمية تدروس أدهانوم بأن "مرحلة الطفولة المبكرة تشهد النمو السريع للأطفال، وهي الفترة التي يجب على الأسرة خلالها أن تغير من أسلوب حياتها بما يحقق مكاسب صحية لأفرادها".
ويرى خبراء نمو الأطفال أن تعلم اللغة واكتساب المهارات الاجتماعية من خلال التفاعل مع أفراد الأسرة والأصدقاء يعتبر من أهم المهام الذهنية خلال مرحلة الطفولة، إلا أن الكثير من الأسر تعتمد على الأجهزة الإلكترونية للقيام بهذا الدور. حيث تؤكد منظمة "كومن سينس ميديا"، الخاصة بدراسة تأثير التكنولوجيا ووسائل الترفيه الحديثة على الأطفال، أن 42% من الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم 8 سنوات مسموح لهم باقتناء أجهزتهم الخاصة بهم.
وبينما مازال الباحثون يعملون على دراسة أثار التعرض للشاشات الإلكترونية على النمو الذهني لدى الأطفال، حظت إرشادات منظمة الصحة العالمية بترحيب الكثيرين لأهمية سعي منظمة بحجمها إلى لفت انتباه الجميع حول العالم لمخاطر الاعتماد على التكنولوجيا بشكل رئيسي في تربية وتعليم الأطفال. حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات