تجول ناظريها في الأفق، مسترسلة أفكارها ومحاوراتها في تنشيط سبب وجود الانسان وتفعيل دوره بالوقت الحالي ومع ذلك نجدها مهتمة في أن تكون يانعة بأفكارها المدهشة والمنفردة في دقتها للحصول على أكبر ذخيرة من العلم والمعرفة ولا يمكن غض الطرف عن نفورها من السوء وصاحبه، هذه هي إبريز...
لا أدري هل أقول عنها شجاعة وجسورة أم عنيدة بحديثها عن أحداث العصر حيث الخصوبة والجفاف بين الممنوع والمباح!، حديثها اللاذع الذي لا يمكن المرور منه دون أن يبلل الحواس بالفضول للمعرفة!
بدت إبريز شاردة الذهن كعادتها ومن المؤكد أنها تفكر في الحجاب الاسلامي، الحجاب الذي بدأن بعض الفتيات بوضعه على منتصف الرأس وبملابس تنافره مدعيات بذلك أن الاسلام لا يحدده قطعة قماش، قطعت عليها خلوتها ممازحة عن سبب حالة الصمت التي تعيشها في هذه اللحظات فأجابتني قائلة: نحن الفتيات مغرمات بالجمال والموضة ونغرق بماركات الماكياج وتفاصيل الملابس الجذابة..
وكأننا في سباقا دائم من فينا تظهر للوسط وتجذب أكبر عدد من نظرات الاعجاب ومن تشتهر بجمالها الأخاذ أكثر!، وكيف سنحظى بصورة ذات لقطة رائعة لمشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي لتزيد عدد المتابعين..!
أتعلمين يا سارة عند النظر لهذه الحالة وكأن هنالك أمرا مثل اكتساب بعض العملات النقدية التي لها دور فيما يفعلنه بعض الفتيات حيث أنهن يستخدمن شبابهن وحيويتهن في الحصول على المال كما نشاهده اليوم على شاشات العرض وخاصة في تقديم الاعلانات أو استخدامهن لنجاح برنامج وما إلى ذلك.
أتدرين عندما قدمت على وظيفة في إحدى الشركات لم أجد اهتماما بالـ CV الخاص بي بقدر اهتمامهم المفرط لما سأرتديه خلال الدوام إن تم قبولي للوظيفة حيث زيهم الرسمي في الشركة لا يراعي الفتيات المحجبات!، لقد جذبتني هذه المقابلة هل أصبحنا نهتم للباس أكثر من الخبرات والكفاءات؟!
أنا لست من المتعصبين بالدين ولكنني أحب اعطاء المظهر الانثوي جوهره بالحجاب وليس كما نراه لدى بعض الفتيات اللاتي يرتدين نصف حجاب وملابس مكشوفة فارتداء الحجاب له حرمة واحترام، كما في الآية الكريمة: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" الأحزاب:33
أيتها البعيدة إن أردتِ الرزق اعملي بما يحفظ وقارك وكرامتك وإن أردتِ الجمال فإن الله تعالى خلقك جميلة وإن لم ترِ ذلك أنظري لقلبك جيدا وستفهمين قيمة جوهرك الذي أحطتيه بعدد اللايكات والمتابعين.. فيوم الحساب ينتظرنا جميعنا.
صدقيني إن الجلوس تحت ظل شجرة البرتقال باسترخاء لا يعني أن مسحة الواقع لا تلابس لحظات الوعي العابرة أو لا تلوح لك ولكنها تتحين الوقت المفقود!
الواقع مؤذي إن لم يتم عيشه بحكمة أو لنكن واقعيين أكثر نحن خلقنا لأداء أمانة وهي الرسالة الربانية في العبادة والاصلاح أي كرمنا الله تعالى بالعقل لنصلح ونعمر في الأرض وليس لنخرب ونتهاون فلا تنسين الأمانة.
اضافةتعليق
التعليقات