هي سورة تضمنت أحسن القصص كما وصفها القرآن الكريم وهي قصة نبي الله يوسف عليه السلام لما تخللت هذه القصة عبر ومواعظ عديدة ومفاهيم نظرية مستقاة من تلك القصة لنطبقها كواقع عملي ملموس ومثمر.
والحكم المؤثرة التي تضمنتها قصة النبي يوسف كثيرة منها:
- كتمان الأسرار خاصة الأسرار المعنوية في قوله تعالى:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) يوسف/٥.
- العدالة في محبة الأولاد وتربيتهم كي لا تثير الضغائن بين الأخوة خاصة بين الأخوة غير الأشقاء.
- عدم ابراز مخاوفك للآخرين كي لا يستغلوك بها لاحقا (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ) يوسف/١٣.
- الايمان بحكمة الله وحسن تدبيره بتغير الحال إلى الأسوأ -بنظرنا- فاختبار النبي يوسف عليه السلام بغدر اخوته له ومحاولة قتلهم له وبيعه عبدا بثمن بخس واتهام امرأة العزيز له وسجنه ما هي إلا مقدمات ليكون عزيز مصر. فالبلاء ظاهره بلاء لكن باطنه النعمة.
- التأكيد على العفة للذكور والاناث معا عكس ما يشاع ان العفة للنساء فقط والذكور لا عفة لهم!!
- الحرية الحقيقية هي التحرر من قيود الشيطان وان كانت هذه الحرية بين القبضان فالنبي يوسف عليه السلام كان يرى الحياة في قصر العزيز سجنا لمضايقة امراة العزيز له والسجن حرية له وخلاصا من حبائل زليخا والشيطان
- لا تستصغر قدر أحد في الدعوة إلى الله وتستبعد إيمان أحد فالنبي يوسف صدع برسالته أولا بين السجناء والمجرمين وحولهم بالايمان إلى خيرة البشر.
- التثبت من براءة المظلوم ورد الاعتبار له كما طلب النبي يوسف عليه السلام من الملك أن يسأل عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن وهو دليل براءته.
- العفو والصفح في قصة النبي يوسف عليه السلام مرة عندما عفا عن زليخا والنسوة وأخرى عندما عفا عن إخوته.
- قد يكون شيئا بسيطا مقدمة لشيء أكبر. تأويل المنامات كان للنبي يوسف السبب في الوصول إلى الحاكم ليخرجه من السجن ويسلطه على الخزائن.
- الحكمة والتدبير والعمل مستقبليا كما هي حكمة النبي يوسف عليه السلام في التعامل مع المحاصيل الزراعية قبل زمن الجدب.
- الاستغفار من الذنوب أساس التوبة حينما استغفر النبي يعقوب عليه السلام لأولاده.
- ما شاء الله أن يكون فهو كائن مهما حاول إخوة يوسف منع عزته في صغره جعله الله نبيا وعزيزا لمصر ووجيها في الدنيا والآخرة.
- الصبر على البلاء ولو لعشرات السنين هو تمحيص واختبار لإيمان العبد وتسليمه لأمر الله مدعاة للفرج الكبير الذي يُنسي كرب الماضي ولم شمل يعقوب النبي بابنه النبي يوسف خير دليل ومثال.
- نتعلم من قصة النبي يوسف أدب انتظار المعصوم والتمهيد له.
وهناك حكم وعبر عديدة تشمل جميع جوانب الحياة لو تأملنا في ثنايا القصة وقرأنا ما بين سطورها جيدا لتكون بذلك فعلا أحسن القصص.
اضافةتعليق
التعليقات