نحن نعيش في عصرٍ إن فعلنا الصواب ارتقينا على جميع الاصعدة الفكرية وإن اخطأنا ستأتي الانتقادات والانزعاجات و سوء استخدام الاساليب اللفظية او المعنوية معنا من حيث لا نعلم، فما الذي يكمن وراء هذين الامرين؟!. وكيف يكون الانسان نموذجيًا في نظر المجتمع و بالأخص في نظره بعيدا عن المباح واللامباح؟
إن شخصية الانسان النموذجية والاجتماعية هي كسائر أعضاء الجسم في حالة نمو مستمر منذ الولادة، بطبيعة الفطرة المتواجدة عند الانسان او نستطيع القول بأن البيئة الطبيعية والتربوية التي نشأ عليها فرضت عليه اغلب الافكار والتصرفات التي ترسخت في ضميره وقد تكون مقبولة او العكس، اي ان هذه البيئة لها علاقة مباشرة في بناء شخصية الانسان و تنظيم علاقاته الاجتماعية.
و الامر الذي يقود الانسان بعيدا عن النموذجية و يعد احد اهم الاسباب التي تؤثر سلبًا على حياته هو الحالة الاقتصادية، الاخلاقية، وبعض من صعاب الحياة التي تتحكم بمبدأ و سلوك الفرد..
فمثلًا في الحياة اليومية نلاحظ الاكثرية يعانون من حدّتهم العصبية فيصبونّ جام غضبهم على كل ما تراه اعينهم، وكأن الكل مذنبًا بحقهم! و هذا يعتبر خطأً كبيرا مليئا بالانفعالات العصبية التي لم تتلقَ من يروضها للتفاهم...
كما أن التقصير مع العائلة او النفس او اي جانب اخر مهم و اهتمامه بأمور غير مهمة او قليلة الاهمية مقارنة ببقية جوانب حياته تجعله غير نموذجي وعلاقاته ضعيفة سريعة الانفصال، لأن قلة تواجده في المحطات الحياتية الاساسية و توافده خارجها يسبب ضررا في عدم فهمه لأمور كثيرة كعدم فهمه لأفراد عائلته لانه لم يكُن على صلة قوية بهم ولا بأفكارهم مما يجعله هذا الامر شخصا بعيدا عن المثالية داخل العائلة، حيث أنه كلما كان الانسان بعيدا عن محيطه الذي نشأ فيه كان كمثل الذي يزرع بذرة بتربة غير صالحة للزراعة.
فكل من ودّ التخلص من هذه العقدة توقف تحت عنوان "كيف ابدأ" فالأمر هنا في غاية السهولة، عليك التخلي عن امور لا يمكنك التخلّي عنها، لتكُن إنسانًا نموذجيًا عليك الابتعاد عن افكارك السلبية والمتأرجحة بحيرة مع وضع الحواجز بينك وبين كلام الناس وارائهم، فلا تأخذ كل ما يقال منهم على محمل الجد سوى ما شعرت واقتنعت به وليس لأنك لم تجد بديلا... و مراقبة نفسك اي انك تلتفت إلى اخلاقك وتبادر في إصلاح كل صفة رذيلة قد تكتسبها.
فأحب ذاتك، نظم وقتك الضيق الذي يكاد يوشك على النفاذ وانت لم تستخدمه بعد، لا تصبح واعظا للناس وانت لم تستطع خلق فرصة صغيرة تتطلع بها على من يهمك امره او لم تستطع انتشال نفسك من الاسى الواقع عليك او نبذ الانانية من قلبك.
اي ان هذا يعني أن تكون نموذجيًا على أسس انسانية واقعية بالفعل وليست مستوحاة من ارض الخيال لترفع بها شأنك فقط! وأنما لتساعد من هم بحاجة إليك بإنسانيتك، فهذا الزمن اصبح يستجدي الحقيقة المتوارية خلف اقنعة حب الذات، فلا تفرّط في حبك لذاتك لتبني واحة خضراء تسكنها بعيدا عن المقومات الدينية المتطلبة منك لترضي غرائزك فقط.
ابحث في دواخلك وستلقى انسانا اخرا لا يشبهك ينتظر ان يأخذ دوره منك ومن الحياة التي هي بالاساس له، فقط صن ضميرك وستكون نموذجيا و بارزا في اي بقعة ارض وطأت عليها قدمك بالحق والمعرفة.
فنازع بينك وبين نفسك لتقلعها من الضغوطات و تمضي تجاه هدفك بحرصٍ وثقة و لا تتقوقع داخل شيئ هو بالاساس من العدم و لن تستفاد منه، بل تطلّع حولك وستجد اشياء كثيرة تنتظرك لتفعلها فبادر رغم الظروف التي ستمر بها لانك حتمًا ستترك بصمتك في حياتك وتفتخر في افعالك اكثر من ذي قبل.
اضافةتعليق
التعليقات