في ظل اتساع رقعة الخلافات والأزمات في العالم يتعرض الأطفال في مختلف الدول إلى الكثير من الانتهاكات والاعتداءات الجسدية واللفظية، ومع انتشار وباء كورونا المستجد ظهرت هناك الكثير من الاعتداءات ضد الطفولة في العالم وكما نقلت المصادر الاعلامية.
ويرى بعض الخبراء فإن هذه المعاناة والمشاكل قد تفاقمت بشكل خطير في السنوات الأخيرة، بسبب استمرار الأزمات الاقتصادية والمشكلات الأمنية التي أثرت سلبا على ملايين الأطفال الذين أصبحوا اليوم من ضحايا الحروب وفي حالات عديدة يكونون المستهدفين الرئيسيين، وأكثرهم يعملون أعمال شاقة تكبر أعمارهم في بيئات خطيرة، وغيره من أشكال العمل الجبري والأنشطة غير المشروعة، والاستعباد.
الطفلة زهرة الشاه وتحليق أحلامها مع الطيور
ومؤخرا شهدت مواقع التواصل الاجتماعية قصة الطفلة زهرة من باكستان، هي حديث العالم، بعدما توفيت الطفلة التي لم تتعد الثامنة من العمر، جاءت الفتاة من مظفر جاره وهي منطقة في جنوب البنجاب، على بعد 580 كيلومترا من العاصمة إسلام أباد، وجرى توظيف الطفلة زهرة بالفعل قبل أربعة أشهر كعاملة منزلية، مقابل "الطعام" والتعليم.
فلم تدرك الطفلة زهرة شاه، أن البيت التي سيتكفل بتعليمها سيكون مقبرة أحلامها الطفولية، فعندما ذهبت لخدمة الزوجين حسن وأم كلثوم وابنهما الصغير مجانا، حيث كانت الخدمة مقابل التكفل بتعليمها، بعدما تعرضت للضرب المبرح من قبل الزوجين بسبب تحريرها الببغاوات باهظة الثمن، فتحت القفص لتحرر غيرها من السجن العبودية، حتى جاء الجناة ليبرحوها ضربا على وجهها وأعضائها التناسلية، حيث ظلت تنزف ولم يستطيع أحد إنقاذها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما تعرضت للتعذيب من قبل أصحاب العمل، لم يفكر الزوجين الذين ذبحوا أحلام هذه الطفلة لحظة أن زهرة لم تكمل أوراقها بعد.
وحاول أصحاب العمل الهروب من المسائلة، ليقررا نقل الطفلة إلى المستشفى، ولكن الأطباء اكتشفوا علامات التعذيب، واعترف أحد شهود العيان بما جرى، وقالت الشرطة إنها تلقت معلومات تفيد أن زهرة، ماتت متأثرة بجراحها بعد تلقي العلاج في مستشفى بيجوم أختار روخسانا التذكاري بالمدينة.
وقال ضابط الشرطة مختار أحمد، الذي حقق في القضية، لصحيفة ذا ناشيونال "لقد اعتقلنا الزوجين واعترفا بجريمتهما وجرى إرسالهما رهن الحبس الاحتياطي لمدة أربعة أيام".
وقال أروما شاهزاد، الأمين العام لاتحاد عاملات المنازل، لصحيفة ذا ناشيونال: "لا تزال أعداد كبيرة من عاملات المنازل في البنجاب غير مسجلة لأداء عمل بدون أجر وتعذيب الأطفال حتى الموت".
وقال أسامة مالك، محامي العمل وحقوق الطفل في إسلام آباد، إن باكستان صدقت على اتفاقيات منظمة العمل الدولية بشأن عمل الأطفال وهناك قوانين محلية سُنت في جميع المقاطعات والأقاليم، لكن الأمر يشير بشكل فاضح إلى أن عمالة الأطفال لا تزال منتشرة، حيث يعمل العديد من الأطفال في الزراعة والعمل المنزلي".
وبحسب الاتفاقية، حددت المنظمة الفئات التي يحظر عمل الأطفال من خلالها، وهي توظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة، والعمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المحدد لهذا النوع من العمل، والأعمال التي من شأنها إعاقة تعليم الطفل ونموه التام، إضافة إلى الأعمال التي تهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية.
احصائيات عالمية حول عمالة الأطفال في العالم
وبحسب تقديرات سابقة لمنظمة العمل الدولية عام فقد بلغ عدد الأطفال العاملين 264 مليون طفل عامل في العالم، يعمل كثير منهم بدوام كامل وفي ظروف بائسة وخطيرة.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوجد اليوم قرابة 9.2 مليون طفل عامل (8.4 في المائة من الإجمالي العالمي)، تحاصرهم ظروف الفقر وانتشار البطالة ونحو 57 في المائة منهم في أعمال خطرة.
وقد جمعت منظمات عدة قبل فترة وجيزة على الانتخابات التاريخية في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، قسما كبيرا من الأحزاب الـ90 المشاركة في هذا الاستحقاق لحض ممثليها على "توفير تعليم مجاني والزامي للجميع بحلول سنة 2020". إذ إن بورما هي البلد الذي يخصص أدنى ميزانية للتعليم في جنوب شرق آسيا ومن أسوأ بلدان العالم على هذا الصعيد بحسب البنك الدولي.
وقد نشأت ظاهرة تفكك العائلات في ايسان في سبعينات القرن الماضي ابان انتقال تايلاند إلى العصر الصناعي. كذلك تتفاقم هذه الظاهرة نظرا إلى أن أي عاصمة اقليمية في هذه المقاطعة التايلاندية لا يمكنها الحلول مكان بانكوك إذ إن هذه المدينة الكبرى يقطنها 10 ملايين نسمة في حين لا يتخطى عدد سكان أكبر عاصمة اقليمية في ايسان وهي ناخبون راتشاسيما ثلاثة ملايين نسمة.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، حوالي 30 % من عمال المناجم في ايسان، أكثر المناطق الآهلة بالسكان في تايلاند، يكبرون بعيدا عن أهاليهم.
ويتجاوز عدد الأطفال الذين يعيشون أو يعملون في الشوارع في لبنان عتبة 1500 طفل، معظمهم من الأطفال القادمين من سوريا (75 في المئة)، وفق تقرير صادر في شباط/فبراير الماضي عن منظمة العمل الدولية بالتعاون مع منظمة اليونيسف وجمعية انقاذ الطفل ووزارة العمل اللبنانية. لكن معدي التقرير يقولون أن العدد الحقيقي لأطفال الشوارع قد يكون أكبر بثلاث مرات.
ويشكل الأطفال المنخرطون في التسول وفق التقرير غالبية بين الأطفال العاملين في الشوارع (43 في المئة)، يليهم الباعة المتجولون (37 في المئة).
اضافةتعليق
التعليقات