جُبل الإنسان بفطرتهِ على التواصل وبناء العلاقات الاجتماعية سواء كانت علاقات ود ومحبة أو كره وحقد فإنها في كلتا الحالتين تُعتبر علاقة اجتماعية وهذه العلاقات إن لم تتكلل بالتواصل الحسي كالمصافحة والعناق تبقى جافة يابسة فالمصافحة والعناق تضيف للعلاقات رونقاً وبهجة وحب.
عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح)١، وكان (ص) إذا تصافح مع أحدهم لم يسحب يده من المصافحة حتى يسحب الآخر يده، كما ورد في رواية.
وكما أثبتت الدراسات أنه عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الآخرين فإن ما تنجزه اليد هو أقوى مما تنجزه الكلمة وتأثيرها أكبر بكثير، ولا نعني باليد السطوة، النفوذ أو السيطرة وإنما نعني التسليم باليد أو المعانقة أو التربيت على الكتف فكلها وسائل ولغة جسد مهمة وذات قوة خارقة أكثر مما نتخيل، فوفقاً للعديد من الدراسات في هذا المجال ظهر أن لمسة خاطفة، قادرة على نقل طيف واسع من المشاعر بأمانة وسرعة مذهلتين وليس مجرد توكيد عاطفي على ما قام به الإنسان من تعبير كلامي.
يقول الخبير «ماثيو هيرتينشتاين» أستاذ علم النفس في جامعة إنديانا: «إن للغة اللمس مفردات وتراكيب وصياغة خاصة بها». وكل ما تحتاجه اللمسة لنقل كم من المشاعر المعقدة هو خمس ثوان فقط، من الجدير بالذكر دراسة أجريت في جامعة إنديانا طلبت من بعض المتطوعين التعبير عن قائمة من المشاعر عبر لمس شخص غريب عنهم معصوب العينين، وقد نجح الأمر فعلاً، إذ تمكن هؤلاء المتطوعون من نقل مشاعر الغضب والحب والخوف، والتعاطف والحزن، وكل ذلك بنسبة تصل دقتها إلى٨٧٪ من هذه المشاعر تم نقلها عن طريق اللمس بصورة أفضل مما قد يتم نقله عن طريق الكلام أو تعابير الوجه، (ولعل هذا أحد أسباب المصافحة بين الرجل والمرأة غير المحرم).
وفيما يلي بعض المجالات التي ثبتت فيها فائدة اللمس:
1. النجاح في العمل: لمسة أثناء طلب المساعدة منه تزيد فرصة تلقي الموافقة على الطلب.
۲. مواساة صديق: بحسب ما تشير إليه دراسة أجريت في معهد كارولينسكا في السويد، كما يقول صاحب الدراسة هذه أن السبب إلى هرمون الأوكسيتوسين الذي يخفف من مشاعر الوحدة، ويضيف: «يمكنك التخفيف عنه بمسك يده أو معانقته، فهذا سيمنحه جرعة كبيرة من الراحة والعزاء».
3. بناء فريق أكثر قوة: كما برهنت الدراسات أن اللمسة الودودة تبني مشاعر الثقة والتواصل الاجتماعي بين أفراد الفريق الواحد وتزيد من فعالية أدائهم، وهذا ملاحظ بين الفريق الرياضي الواحد.
4. التخفيف من التوتر: الحفاظ على اتباع نظام غذائي صحي بالترافق مع التمارين والجرعة اليومية اللازمة من التواصل باللمس كالعناق، كل هذا يوصل الحالة الصحية إلى أوجها، بحسب ما صرحت به مديرة معهد أبحاث اللمس في جامعة ميامي.
ولكي نبني طفل سليم صحياً ونفسياً فيجب معانقتهُ ٧-٩ مرات يومياً من قِبل الأم أو الأب أو حتى الإخوة فإنها وسيلة مهمة للاحتواء وتفريغ الطاقة السلبية للطرفين، المحافظة على صحة الأطفال من الصغر ومراعاة سلامتهم ومشاعرهم بالتلازم مع بعض القوة المرادة للانضباط تحتاج إلى صبر وطاقة لكنها بالمقابل تقدم لنا أنموذجاً جيداً وشخصية طفل سليم وهذا هو المهم.
اضافةتعليق
التعليقات