الكثير من شوارع العراق تضج بالمتظاهرين الذين يطلبون أدنى حقوق المواطن في هذا الوطن والذين يُشعلون الشموع على أرواح إخوانهم ورفاقهم الذين رافقوهم في مظاهرات الأمس وفارقوهم في مظاهرات اليوم بسبب تلك القنينة لغاز مسيلٍ للدموع التي أصابت دماغ المواطن ذو الستة عشر ربيعاً لتتطاير أشلائه على الأرض التي لم تعطه حلمه فأبى إلا أن يعطيها عمره لتحقق أحلام من يأتي بعده.
وتلك الطلقة التي أصابت الأب الذي لم يرَ ابنه الذي لم يسمع عن العراق إلا أصوات الرمي التي كانت تصل إليه وتتجاوز أصواتها رحم أمه.. نعم لقد شجع مراجعنا العظام الخروج للمظاهرات للمطالبة بحقوقنا ولكننا أخطأنا بمطالبنا بالمظاهرات.. فلقد أصبنا بالخروج للمظاهرات ولكن لم نصب بالمطلب فكانت أحد الشعارات الشعب يريد إسقاط النظام .. ولكن إذا ماسقط النظام وغادرت الذئاب الكراسي التي سرقت فيها قوت الفقراء لم تأتي إلا الثعالب!.
إلا إذا أفقنا من هذا السبات العميق وعلمنا إن هذا الكرسي لن يؤدي حقه إلا شخص واحد اختاره الله ونصبه رسوله هو الذي بيمنه رزق الورى ولولا وجوده لساخت الأرض بأهلها فهذا هو الشرط الأول لنجاتنا أن نعلم إن المنجي المنقذ الوحيد لشعبنا ولجميع الشعوب هو الحجة بن الحسن والشرط الثاني هو أن نطلب وندعو بإلحاح وباجتماع القلوب للظهور المبارك فهذه الساحات والتجمعات لا يليق بها إلا هذا المطلب العظيم فهذه الغمة لن تنتهي إلا بقدوم شخص واحد سيحقق مطالبنا وأكثر فعن أمير المومنين عليه السلام: للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه إلا من ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة امامه فهو معي في درجتي يوم القيامة.
لقد أغمضت عيني لبرهة فرأيت الأبطال الذين سنّوا في المظاهرات المطالب التي تنص على أن الشعب يريد ظهور الإمام وأتمنى أن أعيش بوطن والحاكم ابن الحسن ففتحت عيني لأقرأ في شريط الأخبار عاجل: المظاهرات المليونية في جميع أنحاء العالم يرددون شعارات يافارس الحجاز أدركنا يا أبا صالح أغثنا، ثم فتحت عيني من جديد، لأرى أني كنت قد فتحتها قبل قليل وكنت لم أزل في عالم الأمل والألم!.
فشتان مابين الحكومتين الحكومة المنشودة من الشعب وحكومة صاحب الزمان فالأولى لو بذلت أقصى جهدها هل ستعدم الفقر والمرض والجهل والبطالة ومشكلة السكن والحروب أما الحكومة التي يطلبها كل البشر فطرياً والتي ابتعدوا عنها بسبب الجهل والتقصير المكتسب بالمجتمع فستحقق كل هذه المطالب كما وعد الله ورسوله وأهل بيته، فعن الامام الباقر عليه السلام: من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي ضعف قوي. وعن الإمام الصادق عليه السلام: إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت ألارض بركاتها ورد كل حق إلى أهله.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ: أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا صِحَاحًا قَالَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ غِنىً وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ فَمَا يَقُومُ مِنْ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ فَيَقُولُ ائْتِ السَّدَّانَ يَعْنِي الْخَازِنَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا فَيَقُولُ لَهُ احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَ عَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ قَالَ فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ إِنَّا لَا نأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ.
فما أحوجنا إليك يا إمام زماننا فهذه دموع أيتامنا وصرخات أراملنا باتت تلهج باسمك أيها الموعود.
اضافةتعليق
التعليقات