• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

بشارتان .. وولادتان

خديجة الصحاف / الأربعاء 24 كانون الثاني 2024 / اسلاميات / 1135
شارك الموضوع :

شاءت حكمته أن ينشأ عليّ في بيت محمد (صلى الله عليه وآله) وفي أحضان رعايته ليكون ذلك جزء من إعداده للإمامة والوصاية

في ليلة كستها الأنوار، وغمرتها البركات، كانت السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) شاهدة على ولادة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان المشهد مهيبا وإعجازيا كما تذكر الروايات حيث فُتحت نوافذ الغيب أمام عيني السيدة آمنة (عليها السلام)؛ فرأت بياض فارس وقصور الشام، أسرعت السيدة فاطمة إلى سيد البطحاء أبي طالب (عليه السلام) ضاحكة تبشّره بالوليد المبارك وتخبره بما رأته السيدة آمنة، فقال لها: وتتعجبين من هذا؟ إنك تحبلين، وتلدين بوصيّه ووزيره!.

في رواية أخرى إنه قال لها: "اصبري سبتا أبشّرك بمثله إلا النبوة".

والسبت ثلاثون سنة، فكانت الفترة الزمنية الفاصلة بين مولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومولد الإمام علي (عليه السلام) ثلاثين سنة .

نبوءة صادقة لا تصدر إلا من وليّ وحجة لله قد استودعه الله على أسرار الغيب.

وها هو اليوم الموعود يطرق أبواب الزمن، ويقترب أوان تحقق البشارة الثانية، لتكون حادثة مولد الإمام علي معجزة فريدة لم ولن تتكرر على مرّ التاريخ البشري؛ فولادته كانت في بيت الله، وفي جوف كعبته المشرّفة هذه المنقبة التي اختصّ بها  الإمام علي (عليه السلام) دون غيره من البشر رغم تشكيك المبغضين، وانكار الحاقدين !

لنستمع إلى الرواية من شاهدِ عيان يُدعى يزيد بن قعنب، صادف تواجده مع مجموعة من سادات مكة في الساعة التي دخلت السيدة الجليلة سليلة المجد والمكرمات إلى فِناء الكعبة تجرّ أذيالها وقد أثقلها الحمل، جاءت تدعو الإله الذي توحّده ليسهّل ولادتها، أسندت رأسها بإعياء إلى جدار الكعبة وشرعت في الدعاء والمناجاة:

"ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدّقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وإنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت علي ولادتي".

يقول شاهد العيان: "فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عزّ وجل ".

لقد استحلفت الله بالجنين الذي تحمله؛ مما يدل على علمها بوجاهته عند الله، وهنا تتزاحم في الذهن عشرات الأسئلة، كيف لم تفزع السيدة فاطمة وهي ترى جدار البيت يتمزّق أمام ناظريها، أي إلهام دفعها للولوج إلى داخل الكعبة من خلال ذلك الشقّ؟ أي سكينة نزلت في قلبها، وأي اطمئنان سكن فؤادها؟

كيف لم يدهشها ذلك المشهد الغريب وهي في ساعة المخاض حيث تكون المرأة عادة في أقسى حالات الضعف والقلق، أي دعوة ملكوتية استجابت لها بكل ذلك التسليم والانقياد التام؟

وعندما احتضنتها الكعبة من الذي أعانها في ساعات المخاض العسيرة، هل هبطت عليها الحور من السماء وجلست بين يديها لخدمتها، أم وليت أمرها نساء الجنة كما حدث في ولادة الزهراء (عليها السلام)؟ وتبقى هذه الأسئلة معلّقة في فضاء الحدث لا تزيدنا مع الأيام إلا دهشة وإجلالا .

وبعد أن قضت ثلاثة أيام في ضيافة ربانيّة خُصّت بها دون سواها، خرجت مزهوة بوليد يزهر كالشمس وهي تعلن للملأ ماحباها الله من كرامة، وما خصّ به وليدها من مستقبل مشرق: "إنّي فُضِلتُ على من تقدّمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّ وجلّ سرّا في موضع لا يُحب أن يُعبد الله فيه إلا اضطرارا، وإن مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، وإني دخلتُ بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرواقها، فلما أردتُ أن أخرج هتف بي هاتف، يا فاطمة سميّه عليا فهو عليّ، والله العليّ الأعلى يقول: إني شققتُ اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، ووقّفته على غامض علمي، وهو الذي يكسّر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدّسني ويمجدّني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه" .

ومن حجرها إلى حضن الحبيب المصطفى تبدأ رحلة عشق وإخاء، ومسيرة ستغيّر وجه الأحداث ومصير البشرية، لقد شغف به النبي حبا؛ فكان يطعمه، ويهزّ مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويحمله على صدره ويقول: "هذا أخي وولييّ وناصري وصفييّ وذخري وكهفي وظهري وظهيري، ووصيي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيتي، وخليفتي" .

واعتاد أهل مكة على رؤيته وهو يحمله، ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها.

فكما شاءت حكمة الله تعالى أن ينشأ محمد (صلى الله عليه وآله) في بيت أبي طالب ليكون ذلك جزء من إعداده للنبوة، شاءت حكمته أن ينشأ عليّ في بيت محمد (صلى الله عليه وآله) وفي أحضان رعايته ليكون ذلك جزء من إعداده للإمامة والوصاية! .

بشارتان .. وولادتان لوليين اصطفاهما الله من أرفع البيوت، وأعرق الأنساب ليكونا حججا له على عباده، ومنارا لصراط توحيده ..

النبي محمد
الامام علي
التاريخ
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    ماهو تأثير كتب الضلالة على فئة الشباب؟

    النشر : الخميس 07 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الايمان

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنفاس من العتمة

    النشر : الأثنين 13 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    حب غير مشروط.. أعظم هدية تقدميها لطفلك!

    النشر : السبت 20 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كيف يساهم الذكاء الاصطناعي الأطباء في اكتشاف سرطان الثدي؟

    النشر : الخميس 15 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    التسويق الخفي.. بين المزايا والعيوب

    النشر : الأربعاء 25 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 19 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 19 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 19 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة