للعِشقِ حكاية وللسيرِ رواية ولابد للطريقِ من دِراية ولا يصلُ الإنسانُ من دونِ ولاية هكذا علمنا العِشق الذي أخذ لُبَ ميثم التمار الذي جُنَ بِعلي فسمت روحهُ نحو الملكوت فكانَ ميثمًا مُتيمًا دُك اسمهُ في التأريخ رمزًا للعِشق وللوفاءِ والولاية الحقة لعليْ فقد حطمَ أصنامَ النفسِ بالفأس ورام فكرهُ بالسعي فأجتذبهُ المولى ليكُن بكلِ هذا الجلالِ والجمال فخرًا وسِرًا فقد جاهرَ بحبه ورفع مقام محبوبهِ حتى صُلِبَ على جذعِ نخلةِ المعرفة!.
ميثمٌ ليسَ بِمجنونٍ بلى
إنما هامَ بِعشقٍ أزلـــــي
حَطَمَ النَفسَ بِفأسٍ وَدَنا
ثُمَ نادى ياحبيبي ياعلـــي
فدنى ثمَ تدلى واستقــى
مِن مَعينِ النورِ ذاكَ الأولي
إن أكثر مايَخافُ منهُ الأعداء أصحاب المطامع الدنيوية في ذلك الوقت هو الحُب فمن أحبهم (عليهم السلام) وعَرفهم ذاب فيهُم وَمَنْ ذابَ فتحَ على الأعداءِ باب؛ فكانَ الحب أكثرُ شيءٍ يُحاربوه لأنَ الحُب ثورة وإن لم تُخمد سَرت وأحرقت وأفنت؛ وهم يعلمون أن المحب لا ينام على ظلم أبدًا لأنهُ شُجاع فالعشقُ في ذلك الزمن للشجعان وليس الضعفاء وَمَنْ يُجاهر بهِ فقد حملَ دمهُ تَحتَ لسانه؛ وَمِنْ هُنا تؤخذ العِبر حيثُ أننا نلاحظ الذين يتقربون من الله ويحملون في مكامن قلوبهم محبة لآلِ البيت (عليهُم السلام).
يُحاولونَ إخفاء مشاعرهم بل يصل بعضهم إلى التخلي عنهم أمام الضُعفاء من باعو آخرتهم لأجلِ سنواتٍ معدودة، فأخمدوا الدين وتظاهروا باللين ليُرضوا أهل الطمع المُغترين فكانوا من الهالكين الضعفاء المساكين. فأينَ نحنُ من ميثمنا فمن جاهرَ بحبهم كانَ معهم.
كان ميثما شديد الإيمان صلب الدين قوي الشخصية فقد كان يقول لمن أرادَ طرح سؤالٍ له:
_سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنِّي قرأتُ تنزيلهُ على النبي وعلمني أمير المؤمنين تأويله. فقد كان دستوره القرآن ويعي مافيهِ من الأسرار والتفسير.
هكذا عاش ميثمُ التَمار صحابيٌ مع مُحمدٍ بشبابه عاشقًا لعليٍ طوالَ حياته باكيًا على الحُسينِ في مماته، فقد صلبوا ميثمًا وعينهُ تنظرُ بعين البصيرة إلى الركب قادمٌ نحوَ الكوفة ولسانُ حالهِ يقول:
_ليتَني ياليتني كُنتُ مَعك
كي أُلاقي فاطمٌ في مَصرعك...
اضافةتعليق
التعليقات