آه قد ارهقنا هذا الحر الشديد. انه منتصف النهار الشمس مرتفعة، متى سنصل منازلنا، اصبروا يا رفاق، الطريق يهون ونحن برفقة أجمل مخلوق، ألا ترون جمال حضوره ألا ترون سمو روحه
اشغلوا أنفسكم بالنظر له وستنسون تعب الطريق.
ياااه، كيف لم ننتبه لذلك، كيف نسينا أننا بحضرة محبوب السماء، لا بأس انتبهوا الآن واستمدوا طاقتكم منه، توقفوا توقفوا حطوا رحالكم هنا، سيد القوم يأمر بالوقوف سيأمكم بالصلاة تهيئوا وهناك أمر يريد إبلاغكم به.
أجيبوا رسول السماء، لا بُد من أمر بالغ الأهمية ليوقفنا هنا سيدنا الرؤوف ومع هذا الحر الذي تتقافز منه الأقدام، قلبه عطوف رؤوم بنا فهكذا وصفته السماء.. "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فلا بد من أمر ما ليطلب أن نتوقف ونجتمع هنا ويطلب حضور كل من يصله النداء.
لننتظر ونرى ما ذلك الأمر العظيم الذي جمعنا له..
سيدي ما ذلك الأمر الذي طلبت أن ننادي بالجمع أن يتوقفوا ويجتمعوا من كل مكان لأجله..
ستعلمون ذلك بعد أن نكمل أداء الصلاة، حسنا سيدي نحن بأمرك ونفعل ما تشاء، بوركتم جزاكم الله خيرا وكتب لكم جنات من النعيم بطاعتكم.
الصلاة حان وقت الصلاة، هيا تهيأوا استعدوا لندعو المعبود ونلبي نداءه.. يا الله، انظروا إلى وجهه الذي يسطع نورا رغم التعب وشدة الحر، ما أبهى طلته..
نعم، انصتوا الآن ها قد اعتلى منبره ليُحدثنا بما جمعنا بهذا الوقت لأجله..
أيها القوم أعلم بأنكم تتسائلون لمَ جمعتكم هنا وبهذا الوقت، و تعلمون بأني بكم رحيم، ولكن من هو ارحم بكم ملك الأكوان كلها ومالكها الذي جعلني عليكم شاهدا وجعلني أولى بكم من أنفسكم ارسل إلي وبلغني بأمر يتوقف عليه أيمانكم به ورضاه عنكم وأمرني إبلاغكم وأخذ العهد منكم بالتزام أمره..
وقد أمرني أن اجعل أفضل خلقه بعدي اميراً وارثا علمي وحكمي وكما اني مولى لكم فهو يكون مولاكم أيضا.
وهو السابق بالإيمان وهو المرتضى عند رب الأكوان إنه علي بن أبي طالب أقرب الناس إلي والمبلغ عني وعن الله ومن احبه لحب الخالق له، فعليّ احب خلق الله الى الله ورسوله.
لكلّ نبي وصي ووارث، ووصيّي ووارثي: عليّ.
الرياض النضرة 3: 138 الفصل السادس: في خصائصه، ذكر اختصاصه بالولاية والإرث، فمَن سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، فليتول من بعدي عليّ. مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2/385.
أتقرون بذلك وتتبعون أمر السماء؟ نعم نقر بذلك سيدي ونحن بقولك مؤتمرون..
فهلموا إذن وجددوا عهدكم.. توجه الجميع لتهنئة الأمير، وعلا هتاف المبشرين والمهنئين، ولكن لحظة هل دام ذلك، هل امتثل الجميع فعلا لأمر السماء. فإن امتثلوا واتبعوا فلِمَ تاه الخلق وعمّ الضياع.!
لنبحث ونرى ما حدث، الأمير علي وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
ولو أن الأمة منذ قبض الله نبيه اتبعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم رغدا إلى يوم القيامة.
وبضعة الرسول من يرضى الله لرضاها كما بين من لا ينطق عن الهوى فاطمة الزهراء عليها السلام تقول: "فجعل الله طاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة". فهل نحيا بأمان واجتماع قلوب الآن أم ماذا ترون..
اضافةتعليق
التعليقات