كثيرا ما نشاهد هذه المظاهر في الشارع العام، شباب في أول العمر يقودون الدراجات النارية دون أي متابعة أو رقيب، يتسارعون فيما بينهم، لا يقتصر فقط على المراهقة فهناك من هم دون سن الحدث كما يقال، يقود الدراجة مع والده أو أخيه ويشعر بالفخر عندما يرى ولده يسير بين التقاطع بسرعة، وقد وعدوه في حال نجاحه ستكون (البطة) نوع من أنواع الدراجات النارية هدية نجاحه، والأم لا تعطي فرحتها لأحد فقد سهل عليها المشوار ولم تعد بحاجة إلى (التكسي) وإنَّ ولدها أصبح رجلاً!.
غافلين عن الحوادث التي تحصل في هذا العمر، بحكم أن المراهقة والصبيانية قد تجعل منه سائقا متهورا وسريعا يخطف بين الشوارع، والجدير بالذكر أن هناك وسائل نقل دخلت أخيرا في البلد أيضا ساهمت في ارتفاع نسبة الحوادث منها (تكتك) وهي مركبة نارية ذات ثلات عجلات، تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة وينتشر التكتك بكثرة في البلاد الآسيوية ولا سيما في البلاد العربية وخصوصاً في مصر والعراق أخيرا ويتسع التكتك لراكبين بالمقعد الخلفي (أو ثلاثة محشورين بجانب بعض) بالإضافة إلى السائق الذي يجلس في المقدمة.
والكثير من الدول تعتبر التكتك مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية، وذلك لعدم اتزانه وعدم صلابة هيكله الخارجي، عدم وجود أبواب أو أحزمة أمان يعرض الركاب للخطر في حالة الحوادث، وبالتالي ترفض كثير من الأنظمة المرورية صرف لوحات ترخيص للتكتك لاعتقادها في عدم صلاحيته للسير في طرق المدينة, بالرغم من ذلك لم يمتنع الكثير من السائقين عن قيادته، وأصبح من الشائع رؤية التكتك ينطلق في أنحاء المدن بدون لوحات رقمية أو ترخيص.
شجع عدم وجود لوحات رقمية للتكتك على استخدامه في اتمام جرائم السرقة أو الاختطاف. فضل الكثير من الخارجين عن القانون استخدام التكتك عن الدراجة النارية وذلك لعدم وجود لوحات رقمية به تساعد على التعرف على ماهية السائق.
رأت بعض الدول الأخرى أن التكتك هو أمر واقع، ورأت إن اصدار لوحات رقمية ورخصة تسيير لعربات التكتك سوف يساعد على تقليل المشاكل الناتجة عنه، بالإضافة إلى تحصيل الضرائب ورسوم الترخيص من سائقيه، مما جعلت الشوارع تزدحم ويرتفع عدد الحوادث بسبب التهور والسرعة، وذهبت ضحايا التصادم العشرات من الشباب والمراهقين، بعضهم يفقدون الوعي وقد يتعرضون إلى اعاقة، نتيجة تسليم القيادة التي تحمل شعار (السياقة فن وذوق وأخلاق)، وهذه المشاهدات أصبحت مألوفة ومعتادة في الشارع العراقي.
وبين من يعارض سياقة الدراجات النارية وبين من يعتبرها حرية، معظم الشباب يقودون الدراجات النارية وكأنهم في مضمار سباق مع عدم المراعاة بأن المنطقة سكنية ومن المؤكد هناك أطفال يتجولون في شوارعها أو يستخدمونها كوسيلة للترفيه، وما نراه اليوم من الفوضى والضوضاء في الشارع العام من سماع الأغاني (والتزمير) من دون مراعاة إن كان هناك رجلا نائما أو طفلا مريضا، والتشحيط في الأزقة، والسرعة في الطريق، وزرع الفزع بين المارة، تقع المسؤولية على عاتق الجميع من الأسرة إلى شرطة المرور، والمجتمع، كل من موقعه، لكن الأولوية في حمل المسؤولية هم الأسرة لدورها في بناء شخصية الطفل، فمنهم من يعتقد أن المال والدراجات النارية تجعل منه رجلا صلبا، من دون الالتفات إلى أن هذه الأمور قد تكون سبب في ضياعه وانفلاته، ومن الأصح أن يتدرب المراهق على السياقة مع ذوي الخبرة.
من ضمن قوانين المرور العراقي أن يكون قد أكمل السادسة عشرة من عمره بالنسبة لسائق الدراجة النارية.
وفي كتاب الله وردت هذه الآية: (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا)).
إصابات حوادث الدراجات النارية أخطر بكثير من السيارات، أشارت دراسة كندية إلى أن من المحتمل أن تؤدي حوادث الدراجات النارية إلى إصابات خطيرة وحالات وفاة وتكاليف طبية كبيرة أكبر بكثير من حوادث السيارات.
وقال باحثون بدورية الجمعية الطبية الكندية إنه على الرغم من أن عددا كبيرا من الأبحاث السابقة وثق احتمال أن تؤدي حوادث الدراجات النارية إلى إصابة أخطر بكثير من حوادث السيارات، فإن الدراسة الحالية تقدم أدلة جديدة على التكاليف المالية لهذه الحوادث.
وفحص الباحثون بيانات نحو 26831 مريضا أصيبوا في حوادث دراجات نارية و281826 شخصا أصيبوا في حوادث سيارات. وبشكل عام وجدت الدراسة أن معدل إصابات حوادث الدراجات النارية كان أكبر من معدل إصابات حوادث السيارات بثلاث مرات.
وزاد احتمال التعرض لإصابات خطيرة عشر مرات بالنسبة لحوادث الدراجات النارية، ووجدت الدراسة أن المعدل السنوي للإصابات بالنسبة للدراجات النارية بلغ 2194 شخصا من بين كل مئة ألف شخص من أصحاب الدراجات النارية المسجلين، مقابل 718 شخصا من بين كل مئة ألف من أصحاب السيارات المسجلين.
اضافةتعليق
التعليقات