في كثير من الأحيان تظهر في حياتنا مجموعة من الشخصيات السلبية الهلامية رمادية اللون، مما يؤثر علينا سلبا، سواء أردنا ذلك أو لم نرد، وفى أحيان أكثر تكون هذه الشخصيات مفروضة علينا، كأن يكون من الأقارب مثلاً فتجده شخصا لا دور له، وتستمر علاقتك معه فاترة كالمياه ضرورية ولكنها بلا لون أو طعم أو رائحة، هذا ما بدأ به الدكتور أحمد هارون، استشاري العلاج النفسىي وعلاج الإدمان حديثه عن خصائص وسمات الشخصيات السلبية في حياتنا، وكيفية التخلص منها حتى لا تؤثر علينا.
ويوضح "هارون" أهم ملامح تلك الشخصية السلبية هي:
أولا هو شخص ستقابله كثيراً في حياتك فلا تتفاجأ به ولا تتضرر من وجوده، حتى وإن كان من الأقرباء أو المقربين.
ثانياً (مواقفه هُلامية) فلا هو يتخذ موقفا واضحا ولا يعبر عن وجهة نظر صريحة، وإنما هو يحاول إرضاء كل من حوله وحسب ودافعه في ذلك سلبيته وضعفه معهم.
ثالثاً (لونه رمادي).. فلا هو يؤيد ما يقوم به، ولا هو يعارض، وإنما هو عاجز عن عرض لون واضح لاتجاهاته، والدافع في ذلك سلبيته وتخاذله عندهم.
رابعا (كلامه فلسفي) إذا ما حضر في موقف ما وطُلب منه رأيه فيما هو مطروح تجده يتفلسف في الحديث ويتأفف فى العرض ويعيد ويزيد ما يذكر لأمثلة وشعارات ولا تخرج من حديثه بشىء مفيد.
خامسا (سلوكه خرافي) تجده يوهمك بينك وبينه بالدفاع عنك وإثبات حقك، وتراه أمام الآخرين عاجزا حتى عن رد غيبتك أمامهم.
ويشير هارون إلى أن تلك الخصال الخمس وغيرها مما يميز الشخصية السلبية الهُلامية الرمادية الفلسفية الخرافية، التي قد تصيبك بنوع من التوتر وتزرع فيك الخذلان وتثبيط الهمة.
وقد نصح هارون بالابتعاد عن هذه الشخصيات قدر الإمكان، وأن تظل العلاقات معهم سطحية غير متعمقة حتى وإن كانوا من المقربين، لأنهم لن يُفيدوك وخاصة أنهم عاجزين عن إفادة أنفسهم، ولن يستطيعوا الدفاع عنك، لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم، ولا تنتظر منهم رد غيبتك فى عدم حضورك، لأنهم ليس لديهم الشجاعة الكافية لإقرار حقك. حسب اليوم السابع
سواءٌ كانت صديقتك أم قريبتك.. 6 خطوات للتخلص من الشخصيات السّامة
في إحدى فترات حياتي كانت لديّ صديقة، دائمة الانتقاد لكل ما أفعل، ولكن بأسلوب عفوي مُضحك يُخفي حقيقة انتقادها ويجعلني لا ألاحظه البتة، كانت تحبط عزيمتي باستمرار لكل خيالاتي الشاطحة، وكل طموحاتي المتوقدة، وكانت تجذبني لأرض الواقع، مُدعية العقلانية، وأنها تُسدي لي معروفاً كبيراً بإنقاذي.. من نفسي!
لم أدرك تأثير شخصيتها عليّ إلا بعد مدة زمنية طويلة، حينما واجهتني صديقة مقربة أخرى وقالت لي بالحرف:
ما هذا التفكير؟ لماذا تحملين كل هذا التشاؤم والسلبية؟
وكانت صفعة احترافية في الجبهة!
كل واحدة منا تولد ولديها قلب كبير بحجم فناء المنزل، ولديها براءة وانطلاقة وعفوية لا يستطيع الجني الأزرق ملاحقتها، وعندما تكبرين، وتختلطين بالناس حولك، وأولهم والدك.. والدتك.. إخوتك وأخواتك.. صديقاتك.. زميلاتك.. مجتمعك.. تبدئين في التقولب كقطعة صلصال مدعوكة، لتجدي نفسك بعد فترة زمنية.. تتململين في ثوب روحك.. وتزعقين من كواليس يأسك..
العلاقات البشرية حولنا قضية خطيرة.. أخطر مما تتصورين، وقد لا تملكين رفاهية عدم إنشاء علاقات جيدة مع الناس حولك، لأنك بأمسّ الحاجة لعلاقات صحية سليمة إيجابية، تدفع جسدك وروحك باتجاه الرسالة التي خلقتِ من أجلها.
لديّ الآن خطوات مدروسة للتخلص من الشخصية السامة حولك، يمكنك استخدام بعضها، أو كلها، حسب حاجة الموقف:
1- توقفي عن تقبُّل السلوك السام حولك
مشكلتنا نحن النساء أننا طيبات بزيادة وندفن رؤوسنا في الرمال لنتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
وأهم خطوة هنا أن تستوعبي وجود سلوك سامّ حولك.
وهنا نأتي للخطوة الثانية:
2- ارفعي صوتك تدريجياً أمام سلوك صديقتك السامّ
بداية قد يكون هناك عذر حقيقي لصديقتك، مثل كونها تمر بظروف سيئة، أو أنها تعاني من مرض مؤقت، أو ضائقة مادية، أو مشاكل أسرية.. إلخ.
كل الأعذار أعلاه قد تعطي مساحة "معينة" لصديقتك لتكون "مزاجية" معك، وتؤذيكِ بطريقة غير مباشرة..
ولكن.. أنتِ.. وأنتِ فقط من باستطاعتك تحديد "حجم" هذه المساحة، و"مدة" استمرارها.
نعم يمكنكِ تقديم الدعم والمساندة والصبر والدعاء لها فلهذا خُلقت الصديقات الحقيقيات، إلا أن استمرار ذلك منك دون حساب سيتحول إلى باب لاستمراء حدودك المُهذبة، لتلتهم صديقتك كل ما تملكين من صبر وطاقة معها، بحجة ذلك العذر.. ليصبح سلوكها سلوكاً سامّاً.. بما تعنيه الكلمة!.
وهنا.. تحتاجين معها للحظة مواجهة، قد تكون مؤلمة أو قاسية ولكنك فعلاً تحتاجينها بشدة لتضعي النقاط على الحروف ولتوقفي حفلة التهام طاقتك معها.
تحتاجين لاستخدام عبارات مثل:
لماذا تستهزئين بحديثي؟ هل كلامي غير مهم؟
أو: أشعر بالانزعاج من طريقة حديثك معي أو من تعليقاتك.. هل هذا ما تريدينه فعلاً؟
واجهيها بهذه العبارات التي تحمل توضيحاً أكثر لسلوكها.. بهذه الطريقة تحققين أمرين:
1- تُظهرين حُسن نيتك في تنبيهها لسلوكها السامّ معك، دون أن تجرحيها بمواجهة عنيفة لا تُحمد عقباها.
2- تنزعين أسلحتها السامّة، بإيضاحك أنك قد بدأتِ تستوعبين حقاً ما تفعله معك!
هنا.. ستُفاجئين حقاً بارتباك صديقتك وتلعثمها، لتلملم أشتات سمومها وتتقهقر منسحبة عن حدود صبرك وتحملك.
أو.. أنها تدخل دراما الإنكار، وتعاقبك بشكل مباشر، إما بالغضب منك، أو قطع تواصلها معك، أو الحديث معك بسلبية غير معهودة..
هنا.. تهاجرين للخطوة الثالثة وهي:
3- مشكلتها تتعلق بها هي.. وليس بك
هناك قاعدة في علم النفس اسمها "قاعدة الانعكاس" تقول: الإنسان مرآة لنفسه.. وعالمه الخارجي.. ليس إلا مرآة لعالمه الداخلي.
اعلمي تماماً أن الشخصيات السامّة، سلوكها سامّ مع جميع الناس.
مزاجيتهم المدمرة، استغلالهم للآخرين، المصلحة، الدراما، عدم المسامحة، الانتقاد، كل ذلك، يتعلق بهم هم وليس بالآخرين!
لذا.. توقفي عن تأنيب نفسك، وعذاب الوجدان والضمير، وأن سلوكها المزاجي هذا هو بسببك، ببساطة الأمر يتعلق بها هي، وبطريقة تفكيرها ومفاهيمها ومركباتها النفسية، هي وفقط.
بعد أن ترتفع معنوياتك، تنتقلين للخطوة التالية والأصعب وهي:
4. ضعي الحدود لمعاملتها أو تابعي حياتك من دونها
اسألي نفسك سؤالاً واحداً:
هل أنا حقاً "بحاجة" لهذه الإنسانة في حياتي؟
سؤال بسيط.. لكن هل تجرؤين على الاجابة عليه رغم العشرة والعيش والملح بينكما؟
إذا لم تستطيعي وضع حدود واضحة لتعاملها معك، بحيث تفرضين احترامك، وتضعين خطوطاً حمراء لما يمكن أن تقوله أو تفعله معك، فتخلصي منها بأسرع ما يمكن..
لكن إياكِ أن يكون هذا ديدنك، لا تواجهين، ولا توقفين الناس عند حدهم فتتخلصين منهم برمتهم.
5. اقضي وقتاً كافياً مع نفسك.. وحدك!
السلوك السامّ سلوك استنزافي بالدرجة الأولى، بالكاد يمكنك تحمله عدا عن بلعه، وحيث إنك مُجبرة، للتعامل مع هذه الشخصية السامّة طوال اليوم، فيجب عليكِ تخصيص وقت لنفسك.. تسترجعين فيه هدوءك، وما تلف من أعصابك، تسترخين.. تشربين فنجان قهوة.. تقرئين كتاباً ساخراً.. تشاهدين برنامجاً مرحاً.. تغطسين في بانيو رغوات.. أي شيء.. المهم.. أن تعيدي شحن بطاريتك البشرية، لتستطيعي مواجهة هذه الشخصية السامّة من جديد..
وهنا.. أحيلك على خطوة أخيرة.. وفي غاية الأهمية.. تهملينها وتهملها الكثير من النساء للأسف:
6. أحيطي نفسك بالشخصيات العلاجية
لم أجد مصطلحاً مضاداً لكلمة "سامّة" سوى كلمة "علاجية".. فأسميت هذه الشخصيات المضادة للشخصيات السامّة.. الشخصيات العلاجية..
الشخصيات الناجحة.. الإيجابية.. المتفائلة.. المهتمة.. المرحة.. الودودة.. المتحابة في الله..
كل هذه الشخصيات الرائعة.. العلاجية.. اللقاحية.. المضادة للسموم والتسمم موجودة حولنا.. ولو لم تكن.. لما قال الله سبحانه وتعالى:
﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
تأكدي تماماً أن تخلصك من أي صديقة سامّة.. مهما كانت معزتها في قلبك، سيفسح المجال.. ويفرغ المكان.. لدخول صديقة علاجية رائعة مكانها..
وإذا لم تستطيعي التخلص من صاحبة السموم، فوجود العلاج وإكسير الدواء بجانبك، يشحذ من عزيمتك وهمتك.. ويساعدك على إتمام الرسالة التي خُلقتِ من أجلها..
وهنا.. عوداً على بدء.. لا أنا.. ولا أنتِ.. نملك رفاهية عدم معرفة الطريقة المثلى للتواصل مع الآخرين، وجذب الشخصيات الإيجابية الرائعة حولنا..
الانطوائية.. والعزلة الاجتماعية.. موضة قديمة تهالكت خلف مقاعد عالمنا المتسارع.. ومهارات التواصل الاجتماعي وكسب الآخرين.. هي أمّ المهارات البشرية التي تعود على صاحبتها بالإنجاز والسعادة وراحة البال..
الأهم من ذلك كله.. ليس التخلص من الصديقة السامة.. ولا جذب الصديقة العلاجية.. إنما أن تكوني أنتِ نفسك.. بشحمك ولحمك.. شخصية كاريزمية
لذا كوني بقرب.. وانضمي لكوكبة من النساء المتألّقات.. اللواتي هن على وشك معرفة أهم أسرار هذه المهارات.. وفك شيفرة الشخصية الكاريزمية الحقيقية.. على متن رحلة امرأة VIP . حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات