• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏.. جَوابٌ قُرْآنِي

فاطمة الركابي / الأربعاء 11 تشرين الاول 2023 / اسلاميات / 1869
شارك الموضوع :

من الملفت في أولى هذه الآيات إن في الاصطفاء نسب لفظة [آل] لنبي الله إبراهيم وعمران (عليهما السلام)

لو أراد المتأمل بكتاب الله فهم شيء مما يراد من هذا التعبير القرآني {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏} في سورة آل عمران، فيمكن أن ينال ذلك باستفهام نفس الآيات التي سبقتها ولحقتها، فهناك ترابط فيما بينها من حيث الدلالة والمعنى والغاية من ذكرها، وعندئذ تحصيل عدة اشارات مهمة..

الأنثى ودورها الأساسي في صناعة الذرية المصطفات

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ *ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(آل عمران:٣٣-٣٥).

فمن الملفت في أولى هذه الآيات إن في الاصطفاء نسب لفظة [آل] لنبي الله إبراهيم وعمران (عليهما السلام)، بينما أفرد آدم ونوح (عليهما السلام) دونها، إذ فيما قيل* في علة ذلك إن آدم (عليه السلام) لم يكن له آل عندما تم اصطفائه، ونوحًا (عليه السلام) كانت زوجته وابنه -أي آله- ليسوا مؤهلين للاصطفاء الإلهي فزوجته وابنه كانوا ممن ذمهم القرآن الكريم بكون زوجته من الخائنين وابنه عمل غير صالح.

ففي اللغة يقال [آل الرجل هم أهله وعياله]، فأن تسمى سورة كاملة بآل عمران فيها إشارة إلى أهمية ودور صلاح المجتمع الخاص الصغير -الأسرة- والذي يتكون منه فيما بعد المجتمع العام الصالح، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى هو إبراز لخطورة وأهمية دور المرآة بشكل خاص في تكوين الآل المصطفى، وفي انتاج وصناعة ذرية صالحة بعضها من بعض في النور والصلاح، وعندها تصنع منهم عباد مؤهلين ليكونوا من أهل الاصطفاء هم وذراريهم كما بينت لنا هذه السورة في هذه الآيات.

إذ لم تتحدث عن عمران مثلاً بل تحدثت مباشرة عن امرأة عمران وما سعت إليه ونالته، بل وفصلت في ذكر المقدمات التي قدمتها هذه المرأة الصالحة في مقصدها ونيتها في إنجاب ذرية خالصة لله تعالى، وكيف إنها طلبت القبول لا الجزاء، فدورها هنا هو الأساس في أن تصبح أمًا لمريم (عليها السلام)، كما وكانت صاحبة نظرة بعيدة المدى فهي لم تطلب ذرية صالحة فقط  بل وطلبت من ربها صلاح ذرية ذريتها بإعاذتهم من الشيطان الرجيم.

وهكذا تحقق بها هذا المعنى بأنها ممن انجبت ذرية بعضها من بعض في الاصطفاء، إذ السيدة مريم وابنها تحقق فيهم أمر الاصطفاء الإلهي، بالنتيجة نصل لهذه الحقيقة أن أم مريم كأنثى في دورها هذا ليس كدور عمران أبو مريم الذي لم تشير إلى دوره الآيات إلا بهذا المقدار أي كونها امرأته.

تحطيم الاعتقادات الخاطئة تجاه أدوار المرأة الإلهية

قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى‏ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏ وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ* فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً}، في هذه الآية كان مقصد أم مريم واضحاً في مبتغاها من هذا الوليد، وهو أن يكون عبدًا لله تعالى وخادمًا في سبيله وداعيًا إليه.

واللطيف أن الله تعالى هنا بقوله {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى‏} كان مخاطبًا بالأساس أم مريم - أي المرأة نفسها - بأن تعرف قدرها عند الله تعالى وقيمتها وعظيم دورها الموكل إليها في الدعوة إليه والعمل في سبيله، فلما أدركت أم مريم ذلك وسلمت برضا وقبول تام هنا حصل القبول الإلهي الذي طلبته في أول حملها، بل وتعالى عبر عن القبول بأحسن القبول وليس فقط قبولًا.

والمعنى الذي يمكن أن يفهم في هذا المورد من كون الذكر ليس كالأنثى، أن الله تعالى قد خص الأنثى -السيدة مريم عليها السلام - بأنها ليست كالذكر في هذا المحل بأنها يمكنها أن تمارس دور خدمة بيت الله تعالى والدعوة إليه كما يمكن للذكر بل خصها تعالى بتكليف أوسع وأخص، فهي كانت وعاء لحمل روح الله عيسى وآيته دون أن يكون للذكر دور وذلك بمشيئة الله تعالى وإرادته، وهذا ما خصت به الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إذ كان منها نسل الأئمة من ذرية خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).

كفالة الذكر ليس كالأنثى

قال تعالى: {وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا}، هنا نجد إن السيدة مريم (عليها السلام) كأنثى مع إنها أمة لله تعالى ومكفولة بكفالته، ومرزوقةً من عنده بغير احتساب، إلا أنه خصها بكفالة خاصة من أقرب خلقه إليه، وهذه ميزة خص تعالى الأنثى بها، فهي بصورة عامة تعالى خصها بهذا الأمر فهي لها كفيل وولي سواء كان أب أو أخ أو زوج وليس كما في الذكر فهو له -إن صح التعبير- الكفالة الإلهية العامة.

وهذا إن دل فإنه يدل على خصوصية لها عند ربها من حيث العناية والحماية، ويدل أيضا على أن كفالة الأنثى من ذكر هي حاجة فطرية وضرورة كما أن وجودها مهم، عدم توفرها يسبب خلل في توازنها النفسي كإنسانة وليس العكس.

الأنثى بالتذكير بالله تعالى وتقريب العباد ليست كالذكر

قال تعالى: {قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ}، لعل هذا المورد يشير أيضا إلى إن الأنثى إن وصلت إلى علاقة قرب من بارئها ويقين خالص بربها كانت آية دالة عليه عز وجل ليس لعامة خلقه بل حتى لخواص خلقه.

فهي بالتأثير وتقريب العباد منه سبحانه ليست كالذكر، فنحن نرى كيف أن مجرد مظهر حجاب المرأة الكامل دال على الله تعالى ويذكر كل من يراها به، فكيف لو كانت ذات حجاب كامل ظاهري وباطني؟!

ولعل في قوله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}، إشارة إلى أن الأنثى هي ليست فقط بإيمانها مصدر تقريب بل بتقواها تعصم الذكر من أن يعصي وبذلك تكون مصداق تقريب للعباد من معبودهم بتقليص فجوة العصيان.

بالنتيجة هذه الإشارات مهمة جدًا في فهم شيء من قيمة الأنثى ودورها عند الله تعالى، لو أدركت من خلالها كل فتاة مؤمنة ما لها في دين الله تعالى، لما تشوهت صورتها تجاه نفسها ولما شعرت بالدونية، ولما انجرفت وراء كل قول وفكرة حداثوية.

——————-

*دروس في  فقه نفس الانثى ج٢، د. عبد الرحمن الهاشمي.

*تمت مراجعة تفسير الميزان.

القرآن
الايمان
المرأة
الرجل
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    رسالة إلى إبنتي

    النشر : الثلاثاء 18 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    لمسة أمل.. فريق تطوعي احتضنهم شعار حب الحسين يوحدنا

    النشر : الأربعاء 14 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    لا تقتليه.. عالجي نظراته!

    النشر : الثلاثاء 28 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    لهذا السبب عليك احتساء القهوة بدون حليب!

    النشر : الخميس 22 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    علاجات طبيعية فعالة لأعراض التهاب المفاصل

    النشر : الأربعاء 07 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    أيقظ المارد الموجود بداخلك!

    النشر : السبت 15 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 465 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 407 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 378 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1086 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 14 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 15 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 15 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة