الكثير من الكائنات الحية لديها ما يعرف بالساعة الحيوية التي تنظم وقت النوم، والشعور بالجوع، والتغييرات الهرمونية في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم، ضمن فواصل زمنية منتظمة تتفق مع اليل والنهار او مع تعاقب الفصول او مع دورة المد والجزر او مع التموجات التي تحدث في العوامل البيئية ضمن الضوء والحرارة والرطوبة.
فالسلوك الذي يحدث يوميا يعرف بالايقاع او التواتر اليومي من الناحية الفسيولوجية، نجد ان الإنسان في الصباح يختلف عنه في المساء فالتنفس والنبض والنشاط الانزيمي وحرارة الجسم .. الخ كلها تختلف على مدار اليوم، كما ان هناك انماطا سلوكية تحدث سنويا وتعرف بالايقاع السنوي ومثال ذلك هجرة الطيور خلال فصل الخريف.
وهذا السلوك البيولوجي يعرف بالساعة البيلوجية او ساعة الجسد، وهي ساعة داخلية فطرية ولكن يمكن إعادة ضبطها بمؤثرات خارجية، فأنت مثلا اذا سافرت إلى الولايات المتحدة حيث الفرق في التوقيت 6-9 ساعات، فإنك ستجد صعوبة في ان تخلد إلى النوم في ليل الولايات المتحدة الذي يقابل نهار العراق ويستغرق الامر بضعة ايام لكي تعيد ضبط ساعة الجسد.
نماذج من الايقاع اليومي
-نهارا يستهلك الجسم نصف ما يستهلكه ليلا من الطاقة.
-درجة حرارة الجسم تختلف من الليل الى النهار وحوالي درجة.
-يزداد نشاط الدماغ في النهار.
-تزداد درجة سيولة الدم في النهار عنها في الليل.
-ساعة 7 صباحايبدا افراز هرمون الكورتيزون المسؤول عن النشاط.
-ساعة:8/30 صباحا تبدأ حركة الامعاء.
-ساعة:10 يبدأ الجسم ذروة نشاطه ويقظته ويقوم الجسم بافضل وظائفه وهي أفضل فترات التفكير.
-ساعة:12ظهرا يبدأ شعور الإنسان بالجوع.
تغييرات في إيقاع الجسد في شهر رمضان
اذا كان الجسد يتغير من ساعة إلى أخرى،
فكيف سيكون تغيره في شهر رمضان مع الصيام؟!
1- بحسب دراسة امريكية أثبتت ان الصيام ثلاثة ايام فقط يساعد على تجديد الجهاز المناعي وتطهيره باكمله لكبار السن من دون استعمال اي ادوية.
2- الصيام يقوم بتعزيز وظائف الدماغ وتحسين التركيز عند الإنسان، وذلك لان الجسم يقوم بإنتاج نسب أكثر من البروتين الذي يتفاعل مع الخلايا العصبية في أجزاء من الدماغ ويقوم بتقوية الذاكرة والتعلم ويرفع القدرة المعرفية.
3- زيادة الطاقة والحيوية بالصيام يريح الجسم ويدفعه لتجديد نشاطه، الأمر الذي يجعله يحصل على تغييرات هرمونية، تهدف الى المحافظة على تزويد الجسم بكميات كبيرة من الطاقة الحيوية.
4- الصيام يقوم بحرق الدهون المتكدسة.
5- يساعد الصيام على ضبط مستوى السكر في الدم، ومنع اضطرابات الجهاز الهضمي.
وعليه نستنتج:
ان الصيام يحدث حالة إنعاش لأعضاء وخلايا الجسد بشكل عام، وكما ان الهاتف المحمول عندما يصاب ببطيء يحتاج إلى إعادة تشغيل او اطفاء مؤقت لكي يعيد نشاطه، كذلك البدن يحتاج الى الصيام لكي تتجدد خلاياه المرهقة والمتعلقة من زحام الطعام.
وهذا ما يحصل في شهر رمضان..
يمكننا أن نستثمر الفرصة ونعيد ضبط ساعة الجسد،
فنستغل الصفاء الروحي والمناخ الذي هيئه الباري لنا للاستعداد لليالي القدر حيث تقدر أعمارنا وارزاقنا فيها،
بقراءة القرآن والتدبر في آياته.
وذلك باعادة قراءة ملفات أعمالنا وحياتنا وتنظيمها من جديد حسب ما يرضي الله تعالى..
ولذلك أوضح الامام الباقر (عليه السلام) الهدف من وراء الصيام الروحي والسلوكي: ( لا صيام لمن عصى الامام.. ولا صيام لامرأة ناشز حتى تتوب، ولا صيام لولد عاق حتى يبر).
اضافةتعليق
التعليقات