• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الروتين اليومي.. خطر محدق بنا دون ان نشعر!

حنان حازم / الجمعة 23 كانون الأول 2016 / تطوير / 2918
شارك الموضوع :

تمضي الايام مسرعة غالبا ما تشابه بعضها، وفي كل يوم تتسابق هيفاء مع عقارب الساعة لانجاز الاعمال المنزلية كأي أم وربة بيت تحرص على أداء واجبا

تمضي الايام مسرعة غالبا ما تشابه بعضها، وفي كل يوم تتسابق هيفاء مع عقارب الساعة لانجاز الاعمال  المنزلية كأي أم وربة بيت تحرص على أداء واجباتها تجاه اولادها الاربعة وزوجها الذي يحبها وتحبه كثيرا فهو مثال للزوج الصالح والاب الحنون، طيب القلب باذخ العطاء يسعى لتحقيق النجاح المستمر في عمله ويترك مسؤولية البيت والاسرة على عاتقها وهي اهل لذلك.

تنهمك هيفاء في العمل منذ الصباح الباكر وتثابر على تعليم الاولاد وتربيتهم تربية صحيحة، تتابع مستواهم الدراسي وتساعدهم في حل واجباتهم، تعيش حياة مستقرة منذ سبعة عشر عاما لا تخلو من الخلافات الزوجية التي غالبا ما تكون بسبب انشغال زوجها الدائم بأمور العمل فهو لٱ يجد متسع من الوقت لقضائه مع العائلة ما يجعله يتصل كل مساء معتذرا عن تأخره.

 وما ان يأتي ينشغل بهاتفه الجوال، يرد على الاتصالات ويتصفح مواقع تخص العمل ويحضّر جدول اعماله ليوم الغد فلا بد له ان يجتهد ويحقق المكسب ليلبي كل ما تحتاجه الاسرة من متطلبات الحياة ويلتمس منها العذر، اعتادت هيفاء على ذلك فهي الاخرى تجد الراحة في ساعات المساء من كل يوم  تستمتع بمشاهدة حلقة جديدة من المسلسل الهندي الذي تتابعه وفيما بعد تتواصل مع الاقارب والاصدقاء عبر (الانترنت) ومن خلاله تستمع الى  آخر الأخبار والمستجدات على جميع الاصعدة  ولا يخفى عليها شيء حيث ترى العالم برمته في قرية صغيرة وهي تكاد لا تبارح منزلها لعدة ايام..

ولكن اين هي من كل ذلك؟

سؤال راودها ذات يوم في مثل هذه الايام الباردة من فصل الشتاء، عاد زوجها الى المنزل مبكرا على غير عادته ليخبرها بانه يستوجب عليه السفر غدا صباحا في مهمة عمل ولن يغيب اكثر من سبعة ايام وسيكون على اتصال دائم معهم عبر Whats App

مما خفف عنها وتيرة القلق فهي لم تعتاد على غيابه طويلا، ابتسمت بحزن وتمنت له السلامة والتوفيق وانقضت الليلة بالسمر والشجون.. 

وفي الصباح سافر زوجها بعد ان اوصاها بنفسها والاولاد وهو على اتم الثقة بأنها ستكون على قدر كاف من المسؤولية، ودّعته وهي تكفكف دموعها كأنها طفلة تاهت بين الزحام تدعوا الله ان يعيده اليهم سالما موفقا.. 

اشتدت الرياح يومها وتلبّدت السماء بغيوم رمادية تنبئ بسقوط امطار غزيرة، عادت وهي تجول أرجاء المنزل تمسك بهاتفها اينما ذهبت، يعتريها القلق والتشتت… وبعد ساعات قليلة اتصل واخبرها بوصوله ترنم قلبها فرحا وهي تتحدث اليه وفجأة انقطع الاتصال فقد سببت الرياح العاتية وهطول الامطار خللا في عمل شبكة الهواتف المحمولة وحتى الانترنت انقطع تماما.

 احست هيفاء بانقطاع العالم من حولها وكأنها نفيت!! وسرعان ما اجتاحها الحزن والملل، جلست مكتئبة شاردة الذهن وما لبثت لدقائق على هذه الحالة واذا بالاولاد يلتفون حولها واحتضنوها ليبثّوا فيها الدفئ والطمأنينة، حدّثها اكبرهم قائلا: امي الحبيبة سافر ابي وسيعود في القريب العاجل مكللا بالنجاح محققا ما يبتغيه من التفوق والمكسب وسنفخر به كعادتنا ان شاء الله، ما الذي يحزنك يا أمي ها نحن بجانبك ونحبك كثيرا، أيحتل أبي كل قلبك ذاك الكبير العطوف؟ الا توجد مساحة لنا فيه يا أمي!! قالها ساخرا مبتسما وسرعان ما واصلت الحديث اخته التي تصغره بسنتين: اجل يا أمي وكأن أبي يحتكرك له فقط! انتِ الجنة بالنسبة الينا سنحتج على هذا الاحتكار، فتعالت اصواتهم كبيرا وصغيرا: اجل اجل سنطالب بحبنا يا أمي، حينها ضحكوا  كثيرا وتحدثوا كثيرا بامور لم يسبق لها ان تحدثت فيها معهم.. 

شعرت بالدهشة والتعجب من حديثهم وقالت في نفسها :

 (أين انا) من كل ذلك، ها قد كبروا اولادي ولا زلت اراهم صغارا، اجهدت نفسي في ارشادهم وتعليمهم حسن السلوك والمظهر وفرضت عليهم كل ما اريده انا ان يكونوا، متناسية لمشاعرهم غير مكترثة لآرائهم وما تختلجه صدورهم، ها قد صدمت اليوم لأتعرف على اولادي كل واحد منهم لديه شخصية ورؤية مختلفة كيف لي ان تجاهلت كل هذه الامور المهمة في حياتهم!! اختلطت احاسيسها بين السعادة واللوم والدهشة والندم لغفلتها.. 

حلّ المساء وارتفع صوت الآذان، اسرعت هيفاء للوضوء وما ان غسلت وجهها استوقفتها المرآة وكأنها تقف امامها لأول مرة، تمعنت النظر لترى خطوط وتجاعيد خفيفة قد ظهرت وغيّرت من ملامحها الجميلة وهي لم تنتبه لذلك من قبل!  لسرعة حركتها ونشاطها الدائم تعجبت من امرها وقالت: (من انا) فادركت بانها قد تجاوزت ربيع العمر وحل عليها خريفه دون ان تشعر !!

اكملت وضوءها واقبلت بوجهها لله تعالى، أدت فرضها بخشوع هذه المرة، توسلت بالله ورجته كثيرا ان يغفر لها غفلتها وتقصيرها فهي كانت تقف بين يديه وكأنها ترتّل محفوظة تعيدها كل يوم كأي عمل تقوم به ولا تؤدي فروضها بصورة صحيحة  تجاه خالقها الذي منّ عليها بفضله وكرمه،  ومن الذي سينفعها في اليوم الآخر وما الذي ستأخذه معها من هذه الحياة الفانية و(الى اين) ستوصلها الايام؟..

توجد هناك فئة كبيرة من الناس في وقتنا الحاضر قد اعتادوا على نظام معين في حياتهم وروتين يكرر في كل يوم ويستسيغون ذلك فتنطوي بهم السنين دون ان يشعروا، وبات الكثيرين منهم يفضلون ملازمة المنزل  وقد استعبدتهم التكنولوجيا وما لها من وسائل كثيرة تتيح لهم فرص الراحة وتزيح عنهم بعض التعب وان كان قليلا ومفيدا، فمثلا بدل ان يخرجوا لزيارة الاقارب يتصلون بهم ويتواصلون معهم من خلال ذاك العالم الافتراضي فقد شاع هذا الامر مؤخرا واصبحت العلاقات الاجتماعية على ارض الواقع شبه معدومة! ولا احد يكترث ما لهذه الظاهرة من سلبيات على واقع المجتمع فقد اوصى  نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بصلة الرحم وقال: (لا يدخل الجنة قاطع)، فشتان ما بين حديثنا عبر الموجات الصوتية وبين اجتماعنا كعائلة مترابطة متحابة تصغي لبعضها البعض وتتعاون على البر والتقوى…

لم يخلقنا الله في هذه الحياة عبثا لنكون كالدمى تحركنا خيوط الايام بما تحمله كيفما شاءت فإن اعمارنا قصيرة جدا لا بد لنا ان نعيشها بأحسن صورة واحسن عمل والغريب في الامر ان الكثير منا عندما يقبل على انجاز شيء ما يردد مقولة سيد البلغاء الامام علي عليه افضل الصلاة والسلام حينما قال: (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) دون علم لنا بعمق هذه المقولة وما كان يقصد بها امير المؤمنين، فلسنا في هذه الحياة إلا ضيوف عابرين لن يبقى منا سوى جميل الاثر ولن نأخذ معنا غير اعمالنا الصالحة.. 

فما دمت حيا لا زالت لديك الفرصة، استفق من غفلتك؛ اعبد الله حق عبادته، اعمل شيئا تؤجر عليه وتُذكر به بالرحمة لك ولوالديك، صل رحمك، انهى عن المنكر، ثقف نفسك وهذّبها، اقرأ الكتب المفيدة، اكتب ان استطعت، ارفع صوتك بوجه الظالم وانشر المحبة، إدعوا للسلام، حاسب نفسك، لا تسأم من حياتك فلكل منا قدر وقضاء  يستطع بحسن ذكره لله ان يحصل منه على اللطف فيه، حاسب نفسك كل يوم وقل: من انا اين انا والى اين... اقتل ذلك الروتين قبل ان يقتلك دون ان تشعر.

المرأة
الحياة
التغيير
الايمان
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    دروس من مدرسة زين العابدين

    النشر : الثلاثاء 02 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    حواء.. اغرسي بذرة الخير

    النشر : الأربعاء 05 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    سَموا بناتكم بفاطمة

    النشر : الأربعاء 03 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    ماهي علاقة حمض الفوليك بانخفاض حالات الانتحار؟

    النشر : الثلاثاء 04 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    كيف تؤثر القراءة على خلايا الدماغ؟

    النشر : الخميس 18 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    سؤال وجواب قرأني حول لفظتي: (امرأة) و(زوج)

    النشر : الخميس 17 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3716 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 443 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 352 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 347 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 310 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 307 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3716 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1322 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 856 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 12 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 12 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 12 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة