"لا أعرف شيئًا عن ماهية هذه القوة؛ كل ما أعرفه أنها موجودة".
هذا ماقاله الیکساندر جراهام بیل» ( ١٨٤٧ - ۱۹۲۲)
، مخترع الهاتف. الحياة بسيطة، فحياتك مؤلفة من شيئين – أمور إيجابية وأخرى سلبية. فكل جانب من جوانب حياتك – سواء كان صحتك، أو مالك، أو علاقاتك، أو عملك، أو سعادتك – إما أن يبدو لك إيجابيًا أو سلبياً، فإما بحوزتك الكثير أو القليل من المال. إما تشع صحة أو تعاني صحة معتلة. علاقاتك إما سعيدة أوصعبة. عملك إما مثيراً وناجحاً أو غير مرضِ وفاشلاً. إما تغمرك السعادة أولا تراودك كثيراً. تعيش سنوات سعيدة أو تعيسة، تمر بأوقات سعيدة أو تعيسة، تشهد أياماً سعيدة أو تعيسة. - إن كانت الأمور السلبية تفوق الإيجابية في حياتك، إذن فثمة شيء ما خاطئ وأنت تعلمه جيداً.
فأنت ترى الآخرين يحظون بالسعادة ويعيشون حياة مليئة بالأشياء العظيمة، فيخبرك شيء ما بأنك تستحق كل هذا أيضاً. وأنت محق؛ أنت تستحق حياة تفيض بالأمور الجيدة. إن معظم الناس ممن يعيشون حياة رائعة لا يعرفون بالتحديد ما الذي فعلوه ليظفروا بها. ولكنهم فعلوا شيئاً. لقد استخدموا القوة التي تكمن وراء كل شيء جيد في الحياة.. إن كل إنسان دون استثناء يحظى بحياة سعيدة استخدم الحب لأجل بلوغها، فالقوة التي تجعلك تفوز بكل الأشياء الإيجابية والجيدة في الحياة تكمن في الحب!
يتحدث الناس عن الحب ويكتبون عنه منذ بدء الخليقة، في كل ديانة، ومن قبل كل العظماء من المفكرين والفلاسفة والأنبياء والقادة. ولكن الكثير منا لم يعوا حقاً كلماتهم الحكيمة. وعلى الرغم من أن تعاليمهم كانت موجهة خصوصاً للناس في زمانهم، فإنّ الحقيقة والرسالة التي كانوا يحملونها للعالم تظل واحدة: الحب، لأنك حينما تحب، إنما تستخدم أعظم قوة في الكون. قوة الحب، "على الرغم من أن الحب هو عنصر غير مرئي إلا أنه حقيقي مثل الهواء أو الماء، إنه قوة حية ومتحركة... إنها تتحرك في موجات وتيارات مشابهة لتلك التي تسرى بالمحيط ". برنتس مافورد (١٨٣٤ – ۱۸۹۱ ) أحد كتاب حركة الفكر الجديد.
ولكن قوته في الواقع أعظم بكثير من قوة أي من قوى الطبيعة. ونستطيع رؤية الدليل على قوته في كل مكان بالعالم: فبدون الحب، لن تكون هناك حياة. فلتفكر في هذا الأمر قليلاً: كيف كان العالم سيبدو بدون حب؟ أولاً، لم يكن ليصبح لك وجود؛ فبدون الحب لما كنت ولدت، ولم يكن ليولد أي من أفراد أسرتك وأصدقائك أيضاً. بل ما كان ليحيا على هذا الكون إنسان واحد. وإن توقفت قوة الحب عن التدفق اليوم، فسوف يتناقص الجنس البشرى بأكمله وينقرض في النهاية.
إن كل اختراع واكتشاف، بالإضافة إلى عملية الإبداع البشرى ينبع من حب مكمنه قلب إنسان. فلولا الحب في قلبي الأخوين "رايت"، لما استطعنا السفر جوا، ولولا الحب في قلوب العلماء والمخترعين والمكتشفين، لما عرفنا شيئاً عن الكهرباء، أو التدفئة، أو الإضاءة؛ ولما استطعنا قيادة سيارة، أو التحدث عبر الهاتف، أو استخدام أي جهاز أو أي تكنولوجيا حديثة تجعل حياتنا أسهل وأكثر راحة. ولولا حب المهندسين المعماريين والبنائين، لما أصبح للمنازل أو المباني أو المدن وجود. لولا الحب، لما كان هناك عقاقير أو أطباء أو وحدات للطوارئ، لما كان هناك معلمون أو مدارس أو تعليم، لما كان هناك كتب أو رسومات أو موسيقى؛ لأن كل هذه الأشياء منبعها قوة الحب الإيجابية.
ألق نظرة حولك الآن. إن أي إبداع بشرى تراه أمامك ما كان ليصبح له وجود لولا الحب.
اضافةتعليق
التعليقات