من كربلاء الى العراق, ومن العراق الى العالم, رسالة تنبض بالحياة والحب والسلام, لرسم بسمة فرح على شفاه ذبلت من وطأة المرض, ومسح دمعة يتيم غدا وحيدا بعدما خطف الموت والده, من هذا المنطلق، انطلق ثلة من الشباب تحت مسمى "انسان جديد" بمشروع خيري وبدعم ذاتي بإقامة مارثون كربلاء الخيري, وذلك بهدف بناء مجتمع يؤمن بأهمية مفهوم الرياضة والعمل الخيري فقاموا بتنظيم مسابقة تحت شعار: (خل نركض خل نعيش)..
(بشرى حياة) سلطت الضوء على جانب من هذا الماراثون للتعرف على حيثياته..
رسالة حب ووئام
استهل احد المشاركين حديثه قائلا: "انها رسالة حب ووئام, قبل ان يكون عمل خيري, لقد شاركت في السباق العام الاول بقدمين طبيعيتين, غير اني تعرضت لحادث افقدني ساقي اليسرى, وها انا اشارك للعام الثاني على التوالي لكن بطرف صناعي, لم يكن هدفي الفوز بل كانت رسالتي هي المشاركة لجمع التبرعات لمرضى السرطان والايتام".
ختم حديثه:" الشكر والتقدير لكل من ساهم بنجاح هذا الماراثون ابتداءً من متطوعي كربلاء الابطال وجميع المشاركين والمتسابقين وصولاً الى الرعاة المميزين والمساهمين وجميع الشخصيات الرياضية والاعلامية الذي كان لها دور كبير في أن يكون تنظيم الماراثون بهذه الصورة البهية".
وشاركنا علي جابر احد المساهمين بترتيب الماراثون قائلا: "ان ماراثون كربلاء الخيري من الاحداث المهمة في المحافظة حيث قمنا بتنظيمه للسنة الثانية على التوالي, وقد كان الماراثون رسالة بعثها الشباب من كربلاء الى العراق لنعيش بسلام من اجل الاخرين".
واضاف: " ان الهدف الاساسي من ماراثون كربلاء هو الجمع بين الرياضة وما لها من اهمية في المجتمع والعمل الخيري الانساني, ارادوا الشباب من خلال هذا الحدث ايصال رسالة للمجتمع بأهمية الرياضة ومساعدة الاخرين وتوظيفها بالشكل الصحيح, هذا وقد كان الماراثون بتنظيم تجمع شبابي مستقل تحت اسم "انسان جديد".
وكانت لنا وقفة مع المسؤول عن الماراثون وصاحب الفكرة زين العابدين علي عبد الحسين الطائي ليسرد لنا حيثياته قائلا: "ان فكرة الماراثون هي فكرة عالمية وتم تطبيقها ايضاً في محافظات عراقية مثل بغداد واربيل والبصرة وغيرها, فكانت بداية الانطلاقة وتطبيقها في كربلاء تحت عنوان (ماراثون كربلاء الخيري) كل شيء كان يبدو صعباً بل مستحيلاً, لكن ما ان بدأنا بالعمل بدأ كل شيء يصبح ممكناً وبتسهيل من الله وبالعمل الجماعي والتعاون مع الرعاة
والمشاركين اقيم الماراثون الاول, وحقق نجاحاً على جميع المستويات بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهناها, فشارك في الماراثون الاول العام الماضي ما يقارب (400) متسابق, اما ماراثون كربلاء الخيري الثاني فقد شارك فيه ما يقارب( ٥٠٠) متسابق, وقد حقق نجاحاً على مستوى التنظيم والمشاركين والعائدات تفوق الماراثون الاول بمراحل".
واضاف: "هذا وقد شارك في الماراثون مختلف الاعمار ابتداءً من الاطفال انتهاءً بكبار السن
ومن جميع انحاء العراق، حيث شهد الماراثون مشاركات من بغداد والنجف وديالى وغيرها".
وتابع الطائي قائلا: " كانت انطلاقة الماراثون الثاني تحت شعار "خل نركض خل نعيش"
والهدف و الرسالة منه اننا لا نعيش فقط عندما نتنفس او نتحرك او نأكل، بل نعيش عندما نساعد, عندما نتكافل, ونتعاون, ونعيش, عندما نبتسم ونركض ونعيش لحظاتنا بتفاصيلها, نعيش عندما نتحدى ظروفنا الصعبة ونتغلب عليها, وقد كانت فكرة المشاركة بالسباق تكون عن طريق شراء تذكرة بسعر رمزي (٣٠٠٠) دينار عراقي, و يتم جمع كل العائدات المادية من الماراثون و تقديمها الى مؤسسة العين ومركز الامراض السرطانية في كربلاء, هذا وقد تم بيع ما يقارب( ١٠٠٠) تذكرة في الماراثون الثاني وهو ضعف عدد ما تم بيعه في الماراثون الاول".
وحدثنا علي كاظم احد مسؤولي تنظيم الماراثون عن الجوائز قائلا: "لقد جهزنا جوائز تشجيعية للفائزين العشرين الاوائل حيث كانت الجائزة الاولى (400) الف دينار عراقي وبطاقة تذكرة الى مشهد, والفائز الثاني (250) الف دينار عراقي والفائز الثالث (100) الف دينار عراقي, والفائز الرابع والخامس (50) الف دينار عراقي, ومن المركز السادس الى مركز العشرين (25) الف دينار عراقي, وقد امتدت مسافة السباق اربعة كيلو متر بمشاركة واسعة, حملوا بها المتسابقون رسالة انسانية فضلا عن حبهم واندفاعهم للرياضة".
مسك الختام
اصطفت الاقدام والاجساد والقلوب بزي موحد جنبا الى جنب وهي تتغنى بنشيد الوطن ليعلنوا انتهاء الماراثون لتنتقل الابتسامة من وجوه المتسابقين إلى وجوه الأطفال الايتام, واطفال مرضى السرطان الذين ستقدم إليهم عائدات أموال الماراثون, مشاعر بهجة اعتلت وجوه المتسابقين الاوائل واثنوا على الجهود التي تضافرت على انجاز هذا الحدث المميز بعدما اهدوا فوزهم الى حماة الوطن العراق.
اضافةتعليق
التعليقات