أصعب شيء يمكن ان يواجهك ان تكون ملغوما بالكلام لكن كل قواميس العرب لاتسعفك فيتحول ذاك اللغم بقدرة الله الى مياه مالحة تطالب بالخروج من حبسة الجسد ولكن الأصعب من كل هذا ان تكابر في اخراجها فتعود عليك بسقم ليس له دواء ثم اعود لاتسائل وهل جزاء الاحسان إلا الاحسان، اذن لما كل هذه الحفر التي تملئ دروب الطيبين!.
غصة تتكور داخل الحنجرة فيخشن الصوت معها وتبكي الحروف عند الخروج واحيانا تصاب بجروح بليغة فتفقد حركاتها، وهل يستحقون من حولنا أم هي اختبارات ولكن مابقي بالعمر للإختبارات واعود للتسائل مرة اخرى هل هذا من ايدينا ام من تلك الطيبة المفرطة التي نظنها واجب وهي سلاح ذو حدين يسن في وجوهنا؟.
ثم نجد انفسنا فجأة بعد كل انكسار يواجهنا قد طوينا ارجلنا كما لو اننا في بطون امهاتنا وتتسلل من بين حباة الغبار التي تملئ المكان دون علم عن مصدرها رائحة شبيهة بالماضي هي اشبه برائحة خبز الام او هي رائحة ذاك الحضن الآمن الذي كان يأوينا في كنفه بستان الرحمة الذي يبعث بأشارات السعادة دون ان يطالب بمقابل ثم ان كل ماسرد كان كلمات مبعثرة لااعلم مصدرها لكنها خرجت من صميم في لحظة حزن من حلكة الزمن الظالم وحروفه تائهة تبحث عن مستقر ربما قد تدون في جريدة او مجلة وربما تعود ليحتضنها الجوف لكنها حتما قد خرجت بعد ان خاضت معارك مع كبرياء الذات كالاشتياق لدس رؤوسنا بجانب خاصرة كانت تحملنا ونحن صغار ونقول بكل الم هل التضحية صنعت للطيبين فقط او هل فرت من اجسادهم بفعل تراكم الاتكال على غيرهم؟.
ببساطة ولشديد الاسف نحن السبب!
اعتدنا وبلا مبالاة لأنفسنا ان نضحي دون حدود ان نقدم دون سؤال لذلك نحن اكثر من نتألم دون سابق انذار فتجدنا لانجد مأوى سوى الوسادة لاننا وبصريح العبارة نود الحفاظ على سلام المكان المتواجدين به نود ان يسير يومنا بهدوء ولو كان ذلك على حساب انفسنا التي اعتادت الصمت حتى اصابها الخرس وقطعت حبال الصوت لديها بسكين مسنن ورغم هذا لم تشعر بالألم الذي حدث في حنجرتها فقط لان التفاني بالتضحية جعلها تفقد الشعور بنفسها المتألمة.
إن الله تعالى خلق الانسان وجعله مستخلفا في الارض وقد امره بان يحافظ على نفسه ويجنبها مواطن السوء لأن حفظ النفس مقصد من مقاصد الشريعة الاسلامية فالجسد والنفس وديعتان من الله تعالى ولكن بعض الناس وهذا موجود في كل العصور والامكنة يسلكون طريقا غير التي اراد الله ويفسرون سورا ليست كما انزل الله فقط لمصالح شخصية مدعين انها الدين الحق الذي رسمه الله، فتأخذهم الاهواء لقتل كل من حولهم وان كان نفسيا فهو قتل ايضا ولطالما النفس ذات تركيب معنوي فعلاجها حين مرضها لن يكون الا بإصلاح هذه المعاني التي تشوهت وخير علاج له قد هدانا الله اليه حيث قال تعالى في محكم كتابه: (يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).
وكما قال ايضا (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين) وخير علاج هو علاج الخالق.
اما الان عزيزي الانسان الطيب المتفاني عالمنا مليء بالاستغلاليين الذي يأخذون دون ان يقدموا حتى ولو كلمة صغيرة وهذا على جميع الناس دون سواء ولكن لو حددنا بمقصود اعمق من يستنزف اكثر تبرز معالم المرأة مشوهة تمد يديها من عمق كهف مظلم وظلامه كان مفتعلا بأيادي متعمدة تفسر غير الذي انزل وتوجب مالم يكن واجبا ثم ليس لهن كلمة غير يارسول الله لم يستوصوا بنا خيرا بل كسروا تلك القوارير عمدا رغم ان الله من عرشه قد انزل: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.[5] [6].
والان اخبرك بشيء لاتكمل قراءة كتاب جعلك تشعر بالملل اتركه فالطاولة اولى به، اهمل كل المكالمات التي تزعجك فإنها لن تزيدك سوى جراح بالجانب الايسر من صدرك ثم قم بحذف كل الرسائل التي تؤذيك، ابتعد عمن تكره وتمسك بمن تحب، لاتجامل كذبا ولاتوافق خجلا ولاترفض اي شيء بسبب الكبرياء فلم يمنحك الله هذه الروح لتعذبها ولم يسلمك زمام امورك عبثا فعش لحظات جنونك ولاتكن كل الوقت متمسكا بالعقل متعصبا بالحياة توقف عن التذمر وازح الستائر وافتح النوافذ ولتستنشق الهواء الجديد فحبا بالله تحرك، انت انسان وتستحق الحياة..
اضافةتعليق
التعليقات