إن التضحية العظيمة التي انتهت بأستشهاد الحسين عليه السلام سيد شباب اهل الجنة من اجل القضاء على الظلم والفساد ابان حكم الطاغية يزيد بعد الرسائل الكثيرة التي أرسلت الى الامام تدعوه الى القدوم الى الكوفة وتخليصهم من الجور والظلم من الحكومة الفاسدة التي كانت تحكمهم وبالرغم من خذلان اهل الكوفة للامام الحسين وتخليهم عنه، لم يتراجع الأمام عن الهدف الذي قدم من اجله الى ارض كربلاء ألا وهو تثبيت المبادى والقيم التي جاء بها الأسلام واراد الأصلاح في دين جده رسول الله، لقد قال الحسين عليه السلام "لم اخرج أشراً ولابطرا وانما خرجت للإصلاح في دين جدي".
لقد اثرت ثورة الحسين في كل الدول والديانات وكانت على اولوية شعارات الشعوب في التحرر من الحكومات الظالمة الفاسدة.
لقد أثار تعجبي بحث للكاتبة أزابيل ماما بنيامين آشوري وهي تقول: كتبت على صفحتي منشور عن الحسين، كثير من الأصدقاء والاقرباء يقولون لي:
مالك وللحسين ولقضايا المسلمين؟ فأقول لهم اذهبوا وقولوا لمئات الألوف من اليهود والنصارى الذين يعشقونه لابل حتى الملحدين والشيوعيين والعلمانيين وحتى الوثنيين يتخذون من الحسين رمزا رافضا للظلم وثائرا اوحدا على طول التاريخ.
مع علمهم بأني مسيحية وإنما عشقت الحسين لأنه شعار لرفض الظلم في اي مكان هذا الظلم الذي يعيشونه الآن على ارض العراق العظيم ارض الحسين الثائر.
هذا الظلم الذي يرفضونه انفسهم الآن ولكن لا يتخذون اسوة لهم وقيادة يستمدون منها المبادئ المُثلى في محاربتهم للظلم ولذلك فهم يدورون في حلقة مفرغة لأن من لا هدف له فسهمه طائش.
إن لم نحب الحسين لأنه مقدس، فإننا نحبه لأنه اصبح رمز الثورات ورمز مقارعة الظالمين وانا احصيت آلاف الاقوال والاشعار من غير المسلمين في الحسين وثورته.
أنا لا أدري من القائل من احد الرجال في ايران ولكني اتذكر قوله الذي قرأته والذي يقول فيه: “ان دموع الباكين على الحسين تجمعت واحدثت طوفانا ازاح الشاه واعوانه” وكذلك اتذكر قول قائد من لبنان عندما سألوه عن سر انتصاراتهم على اسرائيل العظمى فقال: “ان كل ما عندنا من الحسين”، وغاندي عندما سألوه قال: “تعلمت ان اكون مظلوما مثل الحسين فانتصر”.
تقول ايزابيل: لقد كنت اشاهد عزاء الحسين في الديوانية حيث اخرج مع صديقاتي فلم أعي ما يجري حتى رأيت كيف يُجلل الحزن كنائسنا في ذكرى اهداء رأس يوحنا المعمدان في طشت إلى القيصر..
يوحنا الذي يقول عنه المسيح: “لم تلد النساء اعظم منه”، وعندما أقمت في أوربا رأيت اوروبا تتشح بالحزن في يوم معين من السنة يُطلق عليه “Al juhans” وهو يوم عطلة عندهم وكلمة يوهانوس تعني يوم قطع رأس يوحنا وهو نفس القول الذي وجدته في خطبة زين العباد عليه مراضي الرب في الشام عندما قال: “من عجائب الدنيا ان رأس يحيى يُهدى إلى بغي من بغايا بني اسرائيل” البحث الذي اود نشره يتعلق بنبوءة تتعلق بشخص يُذبح على شاطئ الفرات وهو تحليل لنبوءة مقدسة وردت على لسان نبي مكتوبة في الكتاب المقدس.
هناك كثيرين منا مع الاسف لا يستخدمون عقولهم: لهم أعينٌ لا يبصرون بها وإذا ابصروا بها لا يتفكرون، وإذا تفكروا، لا يتدبرون لأنه على قلوب اقفالها آه من الثقافة المغلوطة التي تزرقها الأباطرة والقياصرة وخلفاء السوء.
ألم يقل فرعون لقومه بأنه ربهم الأعلى فعبدوه.!
هذه الثقافة المغلوطة التي تزرق في العقول انظر كيف تعيق هذا الفكر المبدع الخلاق عن الابداع كم هو محروم الانسان الذي لا يستقي من الفيض الصافي لخدام الرب الأنبياء فهو في تراجع حضاري وانساني، لا زلنا نرى مصاديقه على ارض الواقع.
نبوءة كتاب الرب المقدس
ضمن دراستي للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وانا اتفكر في نص غريب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقية ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه.
سألت عن هذا النص الكثير من القساوسة والعلماء والاساتذة وراجعت التفاسير والمراجع الخاصة بتفسير الكتاب المقدس ولكن يبدو أن الجميع تواطأ على السكوت.
حتى ألتقيت بقدسة الأب: صبيح بولس بيروني، وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات، فمن يكون؟.
فنظر لي مليا ثم قال: “لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هذا ضمن دراساتك ما اجبتك على سؤالك ولكني سأجيب”.
قال..
أولا: أن شاطئ النبوءة يمتد طولا على امتداد نهر الفرات من منابعة وحتى مصبه في البصرة، وقد حدثت معارك كثيرة على شاطئه ولكنني استطعت أن احصر منطقة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من ضاحية بابل.
الثاني: بحثت ايضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة.
قلت له: واين المكان ومن هو الذبيح؟.
قال: “أن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس “ابن نبي” وهو سيّد عظيم مقدس في النبوءات اسمه “اله سين”.
ولما سألت الاب بطرس دنخا الكبير عن معنى كلمة “إله سين”..
قال: “أن العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء، فتصبح “الحسين” مثل اهواز يقلبونها احواز، لم نجد غير هذا المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء”.
من هذه النقطة بحثت وتعمقت والآن أضع هذا النص بين يدي الاخوان لعلي احظى بإطلالة شافية كافية وافية مع أن النص واضح لأنه يُشير إلى معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في ارض يُقال لها “كركميش” من قبل شخص يرتبط بالله من أجل ارجاع خلافة مغتصبة لأن النص يقول في مكان آخر بأن هذا السيّد ذهب ليرد سلطته..
وعندما بحثت في المعاجم وجدت أن “كركميش” تعني كربلاء – ولكن القواميس تذكرها باسم جرابلس – او كركيسيون كما يُسميها الروم قديما..
فمن هذا السيد الذي ذُبح بجانب شط الفرات ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن مصير البشرية يتوقف عليها.
صحيح اني وضعت احاديث واشياء تدل على هذه الواقعة لكن كلها افتراضات لأني لست من داخل الحدث الإسلامي ولكن هذا الشيء موجود على شكل نبوءة لم يستطع احد ان يغيرها او يتلاعب بها وإن أصابها بعض التشويش، فمنذ كتابتها منذ لآلاف السنين لم تتحقق هذه النبوءة إلا في الاسلام من حيث المكان والشخص المقتول كما يقول كبير علماء اهل الكتاب والمتضلع بالكتب السماوية “كعب الاحبار بن ماتح” اتمنى القراءة بتدبر وتروي وعدم الانسياق وراء العاطفة وإنما يتم تحكيم العقل.
جاء في سفر إرمياء الاصحاح 46: فما 6 ـ 10 النبوءة التالية وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان وصف إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة فقد كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع والجيوش التي التفت حوله: “أسرجوا الخيل، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع، لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات”.
ثم ماذا تقول النبوءة في مكان آخر حشر حشرا عن اسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان؟.
تقول: “ذهب ليرُد سلطته إلى كركميش ليُحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يُقال لها رعاوي عند الفرات”.
وكلمة كركميش تعني كربلاء، وكلمة رعاوي هي جرابلس الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس “رعاوي” وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس ولا يُعرف بالضبط السر في وجود دور عبادة لأهل الكتاب في هذا المكان تحيط به المقابر، ولكن الأخ أنطوان يوسف فرغاني يقول: بأن اكثر اهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظروه كما كان نصارى نجران ينتظرون مقدس آخر، ولذلك لم يُقتل مع هذا المقدس عند نهر الفرات سوى نصارى اثنين يُقال انهم اعتنقوا دين هذا المقدس.
لم يصف احد من شخصيات الاديان نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث رعاوي الصحراء القاحلة، فقط الحسين عليه مراحم الرب وبركاته يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة، عندما مرّ بجانب الفرات في كربلاء حيث قال: “ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح”، ولما ذبح الحسين قالوا هذا هو لأننا سمعنا ان ابن نبي يُذبح في هذا المكان.
ملاحظة أن كعب الاحبار قال ذلك امام حشد من الصحابة وغيرهم كما في الرواية التالية “ولمّا أسلم كعب الأحبار وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم الّتي تكون في آخر الزمان وكعب يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثمّ قال كعب: نعم، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة الّتي لا تنسى أبداً، وهو الفساد الّذي ذكره الله في الكتب، وقد ذكره في كتابكم بقوله: “ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وإنّما فتح بقتل هابيل، ويختم بقتل الحسين” ”مقتل الخوارزمي الجزء الأول ص 162″، هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار رواية امام أهل السنة احمد التي تؤكد بأن ابن النبي يقتل بشاطئ الفرات وإليك الرواية: “روى الامام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب في ص85 من الجزء الاول من مسنده، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: قال: “دخلت على رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات”.
أو في الرواية التالية:“روى الشافعي في باب إنذار النبي “صلى الله عليه وآله” بما سيحدث بعده، من كتابه أعلام النبوة عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك ، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” إلى أصحابه والتربة بيده وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: “أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي”.
اضافةتعليق
التعليقات