يوجد الكثير من الروايات الشريفة التي يستفاد منها بخصوص العنف ضد الاطفال وان الاسلام يحرص بشدة على الرحمة بالصغار والعطف عليهم، فقد ورد عن الامام علي بن الحسين (ع): ((وحق الصغير رحمته في تعليمه، والعفو عنه والستر عليه، والرفق به والمعونة له)).
لم تقتصر دعوة الاسلام العزيز على اللاعنف فيما بين الكبار وحسب وانما تعدت وصاياه عن ذلك لتشمل تعامل الكبار مع الصغار ايضا، فنرى اليوم الكثير من مظاهر العنف من قبل الكبار، وغالبا ما تكون هذه المظاهر قاسية وقريبة من الصغار كالوالدين والاخوين حيث لا يوجد قانون يمنع الأبوين من ممارسة العنف الجسدي، أثبتت الوقائع أن مثل هذه الممارسات تتم بين الأسر المتعلمة أو غير المتعلمة دون استثناء، ما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة، وكذلك الحال بالنسبة للعنف النفسي كالسب والتوبيخ الحاد، أو الحبس في أماكن مغلقة كالحمام لساعات طويلة، ويأتي على رأسها الضرب المبرح، والعقاب القاسي الذي لا يتناسب مع حجم الخطأ الذي يرتكبه الطفل، كذلك من بين أنواع العنف المدرسي استخدام السباب والتوبيخ الحاد وممارسة جميع أشكال العنف النفسي كالتمييز بين الطلاب على أساس الأسرة التي ينتمي إليها سواء كانت بسيطة أو غنية، وغير ذلك من أساليب التعذيب النفسي، يمكن ان يمارس في البيت، او في المدارس او في اي من التجمعات التي يتفاعل فيها الطفل.
ظاهرة العنف ضد الأطفال في المجتمع العربي
((يوجد نتائج وخيمة على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، في السعودية أظهرت نتائج دراسة حديثة محلية تعرض 21 في المائة من الأطفال السعوديين للإيذاء النفسي، وأكثر أنواع الإيذاء تفشياً بنسبة 33.6 في المائة، يليه الإيذاء البدني بنسبة 25.3 في المائة، وفي مصر يشكل الأطفال أقل من خمس سنوات حوالي 8.14 في المائة من إجمالي السكان، يوجد (5) مليون طفل عراقي محرومين من حقوقهم الأساسية ومعرضين للانتهاكات الخطيرة لحقوق الطفل، وتشير تقديرات منظمة اليونيسيف إلى أن 65 في المائة من الجرائم التي ترتكب ضد الطفل أسرية، وحوادث الاعتداء الجنسي 18 في المائة، والاختطاف 21 في المائة. وتشير إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن 87 في المائة من مرتكبي جرائم العنف الأسري ضد الأطفال والنساء في مصر هم من المتزوجين))، كل عنفٍ يتم إيقاعه بأي شخص لم يُكمِل الثامنة عشر من عمره يدعى بالعنف ضد الأطفال، حيث إنه تم تحديد عمر الطفل في المواثيق الدوليّة عند الثامنة عشر ويدعى قاصِراً.
أسباب العنف ضد الأطفال:
1- الظروف الاقتصادية: العامل الاساسي في زيادة العنف ضد الاطفال هو تزايد معدلات الفقر والبطالة.
2- الظروف الاجتماعية: مثل الطلاق، والخلافات الزوجية، المخدرات، مما يؤدي إلى ممارسة العنف ضد الأطفال.
3- التربية الخاطئة: والتي تقوم على تربية الزمن الماضي؛ زمن الاجداد وضرب العصي.
4- الحرب والدمار تشجع العنف وذلك من خلال تصوير القتال والمعارك الساخنة وبثها امام الاطفال.
5- الاجهزة الذكية والالعاب التي تحمل من التطبيقات مثل ((كلاشنكوف، الحرب مع داعش)).
6ـ الإهمال العاطفي وترك الطفل من دون تقبيل او احتضان أو تركه وحيدا في البيت.
7 – الإهمال المدرسي: وهو من اشد انواع العنف الذي يمارس ضد الاطفال من قبل المعلمين.
كيف يبدو الطفل المصاب بالعنف؟!
1ـ الفشل الدراسي وعدم الرغبة في الدراسة والتسرب من التعليم.
2ـ الإصابات الجسدية اثر حرق او ضرب او كسور في جسد الملاك الصغير.
4ـ الشعور بالاكتئاب والوحدة، قلة الكلام.
5ـ التدخين والدخول الى المقاهي.
6ـ الشعور بالحقد والكراهية تجاه الجميع وعدم تقبل وجودهم.
مسؤوليتنا نحو الاطفال المصابين بالعنف:
- دعم الاطفال والاستماع الى معاناتهم من دون تجريح او تشهير.
- زرع الثقة في نفس الاطفال وتعويض العنف الى الحنان والامان.
_ متابعة الاطفال في المدرسة او في العمل ومراقبة التصرف وعند حدوث الخطأ الاسراع في التبليغ.
_ معرفة الطفل حقوقه وواجباته، وتعريفه بحق الاخرين وواجباتهم.
كثيراً ما نسمع قصصِ الارهابين وأصحاب السجون من أنّ البداية كانت من الصغر والعنف الذي مورس ضدهم، فانعكس ذلك على تصرّفاتهم في المجتمع، والجدير بالذكر ان هذه الظاهرة أصبحت من المشاكِل الموضوعة في أولويات الدّول العربية.
اضافةتعليق
التعليقات