في سبل العلم تتماهى ارواح المتعلمين ليشتد نور معرفتهم، فحواراتهم لاتكون إلا في ذلك المجال وكذلك مباحثاتهم.
هذا العرض والتلاعب بالكلمات الموجود في الفقرة الاولى يعود الى حقب بعيدة من الان حيث كان شغف العلم هو مايقود الطلاب للسفر من بلاد الى اخرى وينهلوا من تلك العلوم، اما الان فالوضع يمد صلة للاسم لكنه اختلف من حيث المضمون، فقد اصطبغ بصبغة جديدة والوان عديدة حتى ترى تجمع ماخلق الله من الوان في مراتب العلم العليا، وهنا الحديث يكون ذو شجون، لنقف قليلا امام باب الجامعة والواقف هناك يعلم ومستشعر لمرارة الحديث، عندما يدخلن الطالبات وحتى الطلاب ومجرد عبورهم من تلك الباب يتغير كل شيء اشكالهم تصرفاتهم مشيتهم والعديد من التغييرات التي تطرأ عليهم، _الا القليل ممن وقى الله_ فحين تحتاج لأن ترى احدث الصيحات في الملابس والتسريحات والاحجبة ماعليك سوى ان تدخل الجامعات العراقية والعربية.
العديد من الناس يبررون ذلك بحجة أن لا مكان لهم ليتنفسوا فيه سوى الجامعات! وكذلك يرددون بأن الاناقة مطلوبة، وهذه ضمن الحرية الفردية!.
التنفس لا يعني أن تبرز الفتاة كل معالمها وجمالها وكأنها مدعوة الى حفلة، ألسنا نحن العرب اصحاب عبارة (لكل مقام مقال) وهل الاناقة غير هي ان تكون ملابسك ملائمة للمكان الذي انت فيه! مكان العلم علم ومكان الحفلات له لباسه الخاص، الخلط بين المفاهيم لا يدل على التطور ابدا بل يدل على تراجعنا الى عصور ماقبل تلك العبارة الا وهو عصر الجاهلية، اما الحرية الفردية التي ينادون فيها فعندما نجمعها بعبارة تكون (حريتك تتوقف عند حدود غيرك) لنرى هل هذه العبارة تطبق لنسميها حرية فردية، هل لم تتخط حدود غيرك؟
ان ماترتديه الفتاة ويرتديه الفتى هو تعدي على عيون الاخر، فحرية عيون الفرد ليس هنالك حق لأن تُنتهك، فأن تجبر الفتاة الشاب على النظر الى قد ما يتحفظ عن رؤيته هذا انتهاك لحرية بصره، والعكس وارد.
عزيزي الجامعي والجامعية من الجميل ان نكون مثقفين بثقافة منطقية عقلية، فمن غير الوارد ذهاب احدكم الى تأبين ميت بملابس الحفلات والعكس صحيح وسيطلق عليه انذاك بالمجنون ويرفضه المجتمع، كذلك يافتاتنا الجامعية من غير المعقول ان تملأ مساحيق التجميل وجهكِ في مكان العلم او مكان العمل فهي خاصة للحفلات، فهل من الممكن ان ترضي بأن تتهمين بعدم التناسق بين ملابسكِ والمكان.
فضلا عن ذلك تعتبر هذه مسؤولية مهمة على ربات الاجيال بتعليم اولادهم وبناتهم منذ الصغر ثقافة احترام المكان حتى لا يتفاقم الامر عندما تكبر الفتاة والفتى ولا ننشئ جيل غير مدرك ومراعي للزمان والمكان يعيش بضياع خالطا المفاهيم بعضها ببعض.
اضافةتعليق
التعليقات