عندما يكون العلم مدعاة للتطور والسبب الأول الذي يقود العالم نحو المجد والرفاهية، نستطيع ان نجزم بأن الأوطان تكتسب الكرامة مما يقدمه العلم من الرفاه الخدمي والنضوج الفكري للبلد والشعب، فأصبحت قوة البلد وازدهاره تقاس بمقدار تطوره.
لهذا السبب نجد البلدان المتطورة تقدس علماءها وتجعلهم في خانات عاجية من التقدير والعطاء وتوفر لهم كل الإمكانيات التي تساهم في تطورهم وتطور البلد في الوقت ذاته، لأن في كل الحالات ما يتوصل اليه العالم من ابداع يعكس خيراً على نفسه وعلى الأمة ايضاً.
ومن الناحية المادية لا نستطيع ان ننكر الإرث العظيم الذي تركه لنا "توماس اديسون" عندما اخترع الكهرباء وأنقذ البشرية من الظلام الى النور.
ولكن هل يا ترى هذه الخدمة المادية وحدها تكفي؟، لو كان وضع العالم غير مستقر وداخل في المنطقة الحمراء المتمثلة باكتساح الطاغوت والظلم هل تمكن العلماء من التطور والعطاء؟، وحتى لو تحدى العالم الظروف الحربية ليقدم شيئاَ للبشرية، هل ستتوفر له القدرة والقابلية المادية على تقديم شيء!.
بالطبع لا، لأن العطاء الفكري هو الرحم الذي يحتضن الإنتاج الفعلي، والإنتاج الفعلي لن يستمر إذا ما توفرت له الظروف الفكرية والروحية الملائمة، ومن هنا نتيقن، بأن لولا الرسل والأنبياء لما كان لعلماء العصر اية وجود.
لأن الله (سبحانه وتعالى) هو الذي أرسل قواعد العلم وفروعها عن طريق الرسل، اذن في هذه الحالة تتضح الصورة بأن العلم جزء من الدين، ومحال ان يفصل عنه.. والدين الذي لا يكون سبباً في ارتقاء الانسان وتطوره هو دين ناقص.. ولعدم حصول الملابسة نود الإيضاح بأن الدين يصبح ناقصاً ليس لأن الرسل قصروا في نقله -لا سمح الله- بل لتقصيرنا الفاحش في فهم الدين وتطبيقه على ارض الواقع ضمن النهج الذي ارتضاه الله لنا.
اذن هذه الفجوة الكبيرة التي بيننا وبين الدين هي من صناعة جهلنا، لأننا اعتقدنا بأن الدين هو طوق نجاة اخروي فقط، مع العلم ان اول قاعدة اقرّها الرسول (ص) هو ان الدين أسلوب حياة، وقد وضع ليلبي حاجات الانسان الدنيوية، في كافة العلوم والمجالات، ولأننا لم نعٍ أهمية الدين في مسيرة حياة الإنسان ومدى تأثيره الأخلاقي والاجتماعي والثقافي، أصبحنا نعلق تقصيرنا على شماعة الدين.
اضافةتعليق
التعليقات