• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يقظة قلب

بشرى حياة / الأثنين 16 حزيران 2025 / ثقافة / 410
شارك الموضوع :

القصة الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة "الغدير.. وعد السماء للمؤمنين"

بقلم: مريم مهدي

في حيٍّ يعجُّ بصخب الحياة اليومية، حيث يلهو الأطفال في الشارع، وتصدح أصوات الباعة المتجولين في الأفق، كان عبد الله يركض عائدًا من المدرسة، يلهث من فرط السرعة، حتى وصل إلى الباب. ألقى السلام بعجالة، ثم اندفع إلى غرفته وأغلق الباب خلفه.

لكن، قبل أن يحكم إغلاقه، سمع الطرقات الهادئة المعهودة. طرقات أخته مريم، التي كانت دائمًا ملاذه الآمن، لكنها اليوم حملت إيقاعًا مختلفًا.

عبد الله (بصوت متوتر): “ادخلي”

دخلت مريم، أختُه الكبرى، وهي تكتف يديها، تتفحّص ملابسه المتّسخة كأنها تقرأ في ثناياها قصة هروبه المتكرر.

مريم (بهدوء حازم): “ملابسك متسخة مجددًا، يا ولد! أهربت من المدرسة لتعمل مع ذلك الرجل؟”

عبد الله (مندهشًا، يحاول إخفاء ارتباكه): “كيف عرفتِ؟”

مريم (تجلس على طرف السرير، بنبرة تجمع بين الحنان والحزم): “عبد الله، الامتحانات على الأبواب، وأنت في مرحلة حاسمة. الإعدادية ليست مجرد محطة عابرة، إنها الأساس! إن لم تجتهد الآن، ستضيع منك سنوات ثمينة. لماذا لا تستغل هذه الفرصة لتحجز مكانًا في أفضل الجامعات؟”

عبد الله (بابتسامة ساخرة، يحاول التهرب): “جميل… هل ستُطعمنا الكتب؟”

مريم (بحزن يخفي خلفه خيبة أمل عميقة): “يؤسفني أن أقول هذا… لكنك لا ترى من الحياة سوى المال.”

ثم أغلقت الباب بهدوء، تاركة خلفها صمتًا أثقل من العتاب نفسه.

كان يعلم أنها لن تخبر والده، فقد وعدها بالبقاء في المدرسة والاستعداد للامتحانات. لكنه كان يدرك في قرارة نفسه أن الوعود شيء… والواقع شيء آخر.

مرّت أسابيع قليلة…

كان عبد الله جالسًا في الصف، لكن ذهنه كان غائبًا. عيناه تراقبان عقارب الساعة، كأنها تعد اللحظات المتبقية قبل أن يهرب. ما إن دق الجرس، حتى خرج من الباب الخلفي للمدرسة، يركض عبر الأزقة الضيقة، مبتعدًا عن كل ما يذكره بالدراسة، يهرب من ذلك المصير الذي لطالما سخر منه.

وصل إلى المنزل مبكرًا، وبينما كان يمر عبر الممر المؤدي إلى الصالة، توقف فجأة.

كانت مريم هناك. جالسة على الأريكة، تنظر إليه نظرة أختٍ تعرف ما يدور في عقل أخيها قبل أن ينطق به.

مريم (بهدوء يشوبه التحدي): “عبد الله… أين كنت؟”

شعر عبد الله بثقل السؤال، لكنه حاول كعادته المراوغة.

عبد الله: “ما الغداء؟ أنا جائع!”

مريم (بحزم): “أجب أولًا.”

عبد الله (متنهّدًا بغضب، يكشف عن صراع داخلي عنيف): “أكره المدرسة! لماذا كل هذا التعقيد؟ أستطيع العمل وكسب المال الآن. لماذا أضيع وقتي؟”

تنهدت مريم، ثم رفعت نظرها إليه، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة.

مريم: “عبد الله، والدانا في زيارة لعمي، ولدينا متسعٌ من الوقت للحديث… اجلس.”

عبد الله (مترددًا، يشعر وكأنه أمام محكمة): “ماذا هناك؟”

مريم: “سؤال واحد فقط… من تحب من العترة الطاهرة؟”

عبد الله (بشيء من التردد، لكنه يجيب بصدق): “الإمام علي…”

ابتسمت مريم، وكأنها وجدت الخيط الذي كانت تبحث عنه.

مريم: “عليه السلام، كنت أعلم ذلك. ولهذا أحضرت لك هذا.”

أخرجت دفترًا صغيرًا، بغلاف مزخرف بنقوش بسيطة، ثم فتحته وبدأت تقرأ بصوت خاشع، يلامس شغاف القلب:

 “يا كميل، إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها… والناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع.”

توقفت لحظة، لتتأكد من وقع الكلمات عليه، ثم أكملت:

 “همج رعاع… أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.”

رفع عبد الله نظره إليها، وقد بدأ شيءٌ داخله يتغير.

عبد الله (بصوت منخفض، كأنه يكرر كلمة لم يفهمها من قبل): “همج رعاع؟”

أومأت مريم برأسها، ثم وضعت يدها على كتفه، وكأنها تزرع فيه بذرة أمل:

مريم: “عبد الله، المال لا يصنع مستقبلًا، لكنه قد يضيّعه. حين تفضله على العلم، تخسر الاثنين معًا. الإمام علي قال: ‘العلم خيرٌ من المال؛ العلم يحرسك، وأنت تحرس المال.’”

ثم أشارت إلى الدفتر في يده وأضافت:

“اقرأ كلمات أمير المؤمنين، مرة بعد مرة، وافتح عينيك… قبل أن يفوت الأوان.”

تأمل عبد الله الدفتر، غارقًا في الصمت، وكأن شيئًا داخله قد بدأ يتغيّر.

مرت السنوات…

ها هو عبد الله، في قاعة التخرج، يقف مرتديًا بدلة سوداء وربطة عنق تزيده هيبة، ووشاحًا يزين كتفيه، كأنه فارس انتصر في معركته مع الجهل.

اعتلى المنصة، تتقدمه نظرة واثقة، بينما عائلته تتابعه بفخر، وكأنهم يشهدون قصة نجاح لم يكن لها أن تحدث لولا ذلك اليوم.

عبد الله:

“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين. أما بعد، أختتم كلمتي بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

 ‘من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.’”

صفّق الجميع بحرارة.

نزل عبد الله من المنصة متجهًا نحو والدَيه، قبّل يديهما عرفانًا، ثم التفت إلى مريم التي كانت تمسك بدفترها الصغير، وعلى وجهها ذات الابتسامة التي رافقته منذ البداية، ابتسامة أخت فخورة بأخيها.

مريم (بفخر): “ها قد أوفيت بوعدك…”

ابتسم عبد الله، وهمس لها وهو ينظر إلى الدفتر الذي غيّر حياته:

“لم أعد ذلك الذي تهيم به الرياح مع كل ناعق… لم أعد همج رعاع.”

الامام علي
عيد الغدير
قصة
العلم
المال
السلوك
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    عرس الدم

    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح

    الأمان الزائف: نجمة باهتة في سماء الحقيقة

    بين فردانية الثواب وجماعية الوعي... حيث الحسين

    آخر القراءات

    رفقاً بقلب من لا ينسى ..

    النشر : الأربعاء 31 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المصابات بسرطان الثدي يمكنهن تجنب عذاب العلاج الكيمياوي

    النشر : الخميس 14 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    طائرات صُنِعتْ عراقيا

    النشر : الأربعاء 17 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الآثار الفردية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يوميات ناعما منعما

    النشر : الخميس 12 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الرضاعة الطبيعية تجعل الأطفال أكثر ذكاءً وأحسن سلوكاً

    النشر : الأربعاء 06 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 866 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 485 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 465 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 434 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 379 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 353 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1273 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1125 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 866 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 686 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 667 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 647 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة
    • منذ 10 ساعة
    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء
    • منذ 11 ساعة
    عرس الدم
    • منذ 11 ساعة
    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة