مع اطلالة عيد الفطر المبارك تتلون الأجواء ببهجة خاصة تنعكس في وجوه الكبار والصغار حيث تمتزج العادات والتقاليد بروح المحبة والتسامح فهو ليس مجرد مناسبة دينية مرتقبة على مدى العام بل احتفال جماعي يجمع العائلات ويعيد إحياء الذكريات الجميلة لأيام طفولة الكبار وتخزين مثلها للأطفال ضمن عجلة الحياة.
(بشرى حياة) تنقل لنا اليوم جانبا من مباهج عيد الفطر المبارك..
العيد والذكريات
حدثتنا مروة عقيل طالبة جامعية، العيد يحتاج إلى اللقاء بمن تحبهم أما أنا فأعيشه مع ذكرياتي بأبي وأمي (رحمهم الله) بعدما وافهم الأجل بحادث سير، كثيرا ما أفتقد وجودهم في حياتي على الرغم من وجود اخوتي وأقربائي إلا أن وجود الأبوين بهكذا مناسبات لا يسد مكانه شخص آخر، عيد فطر مبارك على الجميع وكل عام وأنتم بخير.
أعياد الأمس واليوم
رغم التطور السريع الذي شهدته المجتمعات لا تزال العديد من الأسر تحافظ على عادات العيد القديمة مثل شراء الملابس الجديدة وإعداد الحلويات التقليدية وزيارة الأقارب وعلى الرغم من تغير بعض الطقوس إلا أن روح العيد تبقى كما هي حيث تسودها المحبة وصلة الرحم.
فالسيدة أم علي في عقدها الأربعين تسرد لنا تحضيراتها قائلة: ما زلت أحضر حلوى العيد الخاصة (الكليجة) وأقدمها للضيوف وتحضير طبق الافطار الخاص بالصائمين في أول أيام عيد الفطر المبارك الرز مع الحليب (البحت) لقد ورثت هذه العادة من أمي وهي الأخرى ورثتها عن أمها رحمهما الله .
ختمت حديثها: هناك عادات تتداول بين الأمهات كالإرث الملكي لا يمكن لتقدم الزمن من تخطيها وكأنها تعبر عن مدلول هوية بلدنا أو مدينتنا التي ننتمي إليها.
فرحة الأطفال
يبقى الأطفال هم الأكثر انتظارا للعيد حيث تعني لهم هذه المناسبة الملابس الجديدة والألعاب التي تضفي على يومهم سحرا خاصا، اضافة إلى (العيدية) فمنذ الأزل كانت العيدية تقليدا محببا لدى الجميع حيث يتسابق الأطفال للحصول عليها من الأهل والأقارب ورغم اختلاف قيمتها عبر الزمن إلا أن معناها يظل واحدا فهي رمز للكرم والمحبة.
تقول أم روان (ممرضة): العيد هو للأطفال أكثر من الكبار ففرحة ابنتاي بثياب العيد وارتدائها منذ الصباح الباكر وأخذهم للمتنزه من أفضل الأنشطة المحببة لديهما، فضلا عن النقود التي يتلقيانها من الأجداد والخوال والأعمام (العيدية).
العيد بين البهجة والقيم الانسانية
وبهذا الجانب شاركتنا الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي قائلة:
قبل حلول ليلة العيد بأيام تتزاحم الأسواق المركزية والمتاجر التجارية بابتياع كل ما تحتاجه العوائل لاستقباله، كما تشهد المنتجعات والمتنزهات اقبالا كبيراً من قبل العوائل التي ترغب في قضاء لحظات ممتعة مع ذويهم وأطفالهم.
وأضافت: كما لا يتوقف العيد على هذا الحد فهناك مؤسسات انسانية تسهم في تقديم مساعدات للأطفال الأيتام والعوائل المتعففة من خلال ابتياع ثياب العيد وتوزيع مبالغ مالية (عيدية) لإدخال السعادة لقلوبهم، فهو ليس فرحة مرتقبة لإتمام شهر الخير بصيام مبارك فحسب بل يحمل رسالة إنسانية عميقة تتمثل في التراحم والتكافل حيث يحرص الكثيرون على مساعدة المحتاجين وإدخال السرور على قلوبهم.
ختمت حديثها: وبرغم اختلاف طرق الاحتفال بالعيد إلا أن جوهره يظل واحدا، أسأل الله أن يعيده علينا باليمن والخير والبركة.
اضافةتعليق
التعليقات