• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في اليوم العالمي للغة الأم.. تداخل الإنجليزية في اللغة العربية: دليل على الثقافة أم مؤشر على التبعية؟

زينب كاظم التميمي / الخميس 20 شباط 2025 / ثقافة / 835
شارك الموضوع :

اللغة هي مجرد أداة للتعبير عن هذه الثقافة، وليست تعريفًا شاملاً لها

من الظواهر اللغوية البارزة في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، هي اللغة الانكليزية. وكثيرًا ما نسمع عبارات مثل "أنا كُلش هابي" أو "هذا شيء كُول" أو "أنا راح أسوي أبلود لهذا الفيديو" أو "سوري".

لا يستطيع إكمال جملة عربية دون أن يحشر بين كلماتها كلمة إنجليزية حتى لو لم تكن ضرورية للدقة العلمية أو ضمن السياق وهو في الأصل يتحدث مع شخص من نفس لغته؟ كأن يقول أنا رايح meeting ويُؤمن أنه دليل على الرقي! او محاولة لإثبات الثقافة! أو نوع من التفاخر!! ولكن، هل هذا التداخل دليل حقيقي على الثقافة والتحضر، أم أنه تقليد أعمى يؤدي إلى فقدان هويتنا اللغوية؟

يَدعي البعض على أن تداخل اللغات هو نتيجة حتمية للعولمة وتزايد التواصل بين الثقافات. وأن استخدام الكلمات الإنجليزية يسهل التواصل مع الآخرين، خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية.

 ويَرون أن استخدام الكلمات الأجنبية يضفي على اللغة طابعًا حديثًا وعصريًا، ويجعلها تتلاءم مع التطورات التكنولوجية السريعة.

لنُحلل هذه الظاهرة، هذه الظاهرة ليست بريئة ولا عشوائية. هذه حالة نفسية واجتماعية تسمى تقليد الوجاهة الثقافية Cultural Prestige Imitation). في المجتمعات مثل مجتمعنا يعاني الإنسان بها من (ضياع) يعيش أزمة هوية.. وهذه حالة تنكر، محاولة أشبه بعمليات التجميل. يحاول الإنسان الذي يشعر بالنقص أن يختبئ خلف مظهر منفتح متحضر! دون أن يمتلك وزن أو رصيد ثقافي.

لذلك الكلمات الإنجليزية هنا ليست أداة تواصل بل نوع من التماهي وزينة سطحية لإخفاء شعور داخلي بالانكسار أمام الثقافة الأجنبية!

يتحول الأمر إلى استعراض أكثر منه تعبير عن الثقافة. معتقدين أن هذا الفعل يمنحهم شعوراً بالرقي أو يرفعهم درجة أمام الآخرين.. تماماً مثل شخص يرتدي بدلة فاخرة في وسط سوق شعبي. معتقداً أنه يلفت الأنظار بينما الجميع يراه لا شيء!

هل سمعتم يوماً أجنبياً يزج كلمات لغة أخرى في حديثه؟ بالطبع لا. لماذا؟ لأن الهويات القوية والواثقة من نفسها لا تحتاج إلى واجهة لغوية.

أما عندنا فالكلمات الإنجليزية أصبحت مثل (الماكياج). تستخدم للتغطية على إحساس خفي بالتنكر الثقافي. كأن المواطن هنا يقول للعالم (انظروا، أنا متحضر... أنا مختلف).

كما يجب أن نَعي أن هذا التداخل يؤدي إلى تآكل اللغة العربية وفقدانها لهويتها، ويضعف قدرتها على التعبير عن خصوصيات الثقافة العربية.

وهذا يعكس حالة من التبعية الثقافية للغرب، وأننا نستورد لغاتهم وعاداتهم دون تفكير نقدي.

وقد يؤدي استخدام الكلمات الأجنبية دون فهم دقيق لمعانيها إلى خلط المفاهيم وتشويهها.

ومن أسباب تداخل اللغات هي وسائل الإعلام فوسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في نشر الكلمات الأجنبية، خاصة من خلال المسلسلات والأفلام الأجنبية المدبلجة أو المترجمة.

 كما في التعليم فقد يكون للمنهج التعليمي دور في تعزيز استخدام الكلمات الأجنبية، خاصة في بعض التخصصات العلمية.

وأيضا من يكون كثير السياحة والسفر يتزايد استخدام الكلمات الأجنبية عنده ففي المناطق السياحية وفي الأوساط هناك الكثير ممن يتحدث لغات أجنبية.

إن تداخل اللغات ظاهرة معقدة تتطلب تحليلًا متعمقًا. فمن ناحية، لا يمكن إنكار أن العولمة والتطور التكنولوجي يفرضان علينا التعامل مع لغات أخرى. ومن ناحية أخرى، يجب أن نحرص على الحفاظ على هويتنا اللغوية والثقافية.

لهذا يجب أن يركز التعليم على تعزيز اللغة العربية وتطوير مهارات التعبير بها، مع إيلاء اهتمام خاص بتعليم المعاني الدقيقة للكلمات.

 كما على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا إيجابيًا في الحفاظ على اللغة العربية، وتجنب الإفراط في استخدام الكلمات الأجنبية، ونشر الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتحقيق التوازن بين الانفتاح على الثقافات الأخرى والحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية.

لأننا يجب أن ندرك أن التداخل اللغوي ليس ظاهرة إيجابية أو سلبية بحد ذاتها، وإنما يعتمد على كيفية استخدامنا للغة وكيفية التعامل مع الثقافات الأخرى.

فاللغة الإنجليزية ليست الدليل الوحيد أو الحاسم على ثقافة الفرد فالثقافة تشمل مجموعة واسعة من العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات التي تشكل هوية الفرد والمجتمع. اللغة هي مجرد أداة للتعبير عن هذه الثقافة، وليست تعريفًا شاملاً لها.

ايام عالمية
العرب
الغرب
الثقافة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    محرّم في زمن التحول

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    آخر القراءات

    رؤية الفقيه الشيرازي في مواجهة خطر الهجوم الثقافي

    النشر : الأحد 02 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تهيئ طفلك لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

    النشر : الخميس 20 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ابو الفضل العباس.. صرح الاخوة الشامخ

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    خطوات بسيطة لإتقان فن الحديث

    النشر : الأثنين 06 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    العلاقات السامة وآثارها

    النشر : الأثنين 24 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الوقاية خير من العلاج.. ثقافة غائبة في مجتمعنا؟

    النشر : الثلاثاء 17 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 604 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 408 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 406 مشاهدات

    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

    • 389 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 361 مشاهدات

    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا

    • 343 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3629 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1487 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1304 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1165 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1104 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 931 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة
    • منذ 13 دقيقة
    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات
    • منذ 17 دقيقة
    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب
    • منذ 20 دقيقة
    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية
    • منذ 24 دقيقة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة