تفرح الأم، وكذلك الأب، وباقي أفراد العائلة من الجد والجدة والعمات، بقدوم الطفل الأول، وحتى من بعده، لأن الأطفال يجعلون البيت ذا بهجة وصخب لطيف بصوتهم، الذي ربما يزعجهم أحيانًا، خصوصًا في الليل حين لا ينام هذا المخلوق الصغير.
وبعد مرور الوقت والأيام والسنين، يكبر أو تكبر ليكون إنسانًا مستقلاً بنفسه، وتأخذه الدنيا بموجاتها المتلاطمة، من الدراسة الابتدائية إلى حد الوصول للجامعة، وما بعدها من الدراسات العليا...
وهنا قد لا يأتي الزواج، ولا يطرق باب البنت، أو أحيانًا يطرق الحب الباب، وتترك البنت كل ذلك المشوار، وتفرح بالحبيب والبدلة البيضاء... وهلاهل النساء من الأم والخالات والعمات هنا وهناك، أو ربما لتُغِيظَ هذه التي تُسمّى "صديقة"!
وأخرى قريبة، ولا تفكر جيدًا بالرجل الذي طرق باب حياتها، هل هو مناسب لها؟ أو إنها رضيت به فقط كي (لا يفوتها القطار)، تلك الجملة التي تعارف الأغلبية على قولها لمن تعدّت الخامسة والعشرين أو الثلاثين من العمر!
لتجد نفسها من ركاب القطار، لكن مع زوج لا يحترمها بالشكل المناسب، ولا يقدّر أحاسيسها، لتكون ضمن قائمة المطلقات بعد أشهر معدودات من الزواج، أو ربما بعد سنوات قصيرة من الحياة الزوجية.
فتكون في هذه الحالة من اللاتي تتخوّف منهن صديقاتها البنات؛ فما عادت بينهن تلك الحميمية من (السوالف: "تقدملِي فلان"، و"حبّنِي علّان")، كذلك القريبات المتزوجات، فهُنّ يخشين على شريك العمر من المطلقة التي في قلوبهنّ كلامٌ عليها؛ إنها تتحيّن الساعة والفرصة للهجوم المباغت على "أسدهن"!
بينما يقول الله في كتابه الكريم:
"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ، ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن"، فالزواج بعد العدة أمرٌ شرعي وطبيعي جدًّا...
بينما بين بني البشر، فيكون الحوار:
"هذه عينُها علينا"،
"إنها حسودة ولا تريد لنا الخير"،
"لن ندعوها بعد طلاقها لأي محفل عائلي أو اجتماعي مع الصديقات"...
يجب أن تكون منبوذة، ويتفقون على ذلك الظلم.
ولو صار نفس الحال مع واحدةٍ منهن، لوجدنا تلك المجموعة من النساء لا مانع لديهنّ أن تكون ابنتُهنّ المطلقة كسيدة أولى في حياة شاب لم يسبق له الزواج، أو تكون ثانية، وحتى رابعة، لزوج له عائلة مستقرة!
ويذهبن يمينًا ويسارًا، ربما "للسحّار"، و"فتّاحات الفال"، وحتى "يلزمن سِبوته" - والمتعارف عليه في دارج الكلام - لكي تتزوج ابنتهم المطلقة، التي كانت بنظرهم شجاعة ورمت عن كاهلها ذلك الزوج الذي لم يقدّرها.
أما ابنتُنا، فهي غير مسؤولة، ولا تقدّر الزوج!
وقلبُ المشكلة أنَّ البعض "حلالٌ عليهم"، ولا بأس به، وأمرٌ عادي جدًّا لو كان الأمر عندهم، لكن لو كان لدينا، فـ"لا"، و"ألف لا"!
ويجب أن تُقبر مطلّقتنا في البيت دون الخروج منه إطلاقًا، وابنتهم المطلقة تعيش حياتها ثانية، وربما ثالثة!
اضافةتعليق
التعليقات