في ظل الأزمة الصحية الحالية المقترنة بإنتشار (فيروس كورونا) في الصين وبعض الدول التي سجلت حالات إصابة به، شاهدنا الإجراءات الطبية والوقائية المتخذة من قبل السلطات الحكومية والأفراد هناك، من أجل احتواء الأزمة للحيلولة دون تحولها إلى وباء يهدد الجميع، إجراءات صحيحة تنم عن وعي عميق بحجم ما يواجهونه من خطر على البشرية، وبما أنني أعيش في دولة شرق أوسطية لم تنأى وتأمن من هذا المرض، لا سيما بعد تسجيل بعض الاصابات به، فما كان مني وكردة فعل طبيعية أن أبادر للوقاية منه من خلال تطبيق الاجراءات الاحترازية، كالاهتمام بالغذاء الجيد الذي يقوي الجهاز المناعي، وغسل اليدين جيدا، وارتداء الكمامة المناسبة إلى اخره، ولكن وبكل اسف اقولها شعرت بالخذلان بمجرد ارتدائي للكمامة!.
ربما تتساءلون ما الذي حدث؟
الذي حدث كالآتي: نظرات استغراب اشعرتني وكأنني قادمة من الفضاء الخارجي، اطلاق كلمات استهزاء لارتدائي الكمامة وصفتني بالجبن والخوف من المرض، والبعض الآخر قلل من درجة ايماني بترديد الآية القرآنية: (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا) مع نظرات شزرة توقع في القلب رهبة عظيمة، ولا أخفي عليكم شعرت بالضيق والانزعاج كثيرا، وكأنني ارتكبت حماقة ما أو خطأ لا يغتفر، والطامة الكبرى أن بعض الشخصيات من الطبقة المثقفة أطلقت تلك الكلمات، لاستنتج بعدها وتكتمل الصورة لدي أن الوقاية خير من العلاج ثقافة مفتقدة في مجتمعي وبشكل مرعب!.
ويحق لنا أن نتساءل ما هو السبب؟ لماذا يفتقر المجتمع للوعي الصحي بما يدور حوله ويأخذه على محمل الجد دون استخفاف؟ فتلك المقولة لا تتعلق فقط بفيروس كورونا، إنما على مستوى مختلف الاصابات والأمراض المختلفة سواء ميكروبية أو عضوية أو حتى ميكانيكية كالحوادث وغيرها.
وبحسب مختصين في هذا المجال فإن الإنسان إذا حافظ على طعامه الصحي ونظام الغذاء السليم، فإنه يقي نفسه من العديد من الأمراض، الأمر الذي يغنيه من البحث الطويل عن علاج مناسب إذا ما أصيب بمرض معين قد يتطلب تدخل جراحي كان بإمكانه إن يتجاوزه.
ولاشك أن عدم التعرض للإصابة بالأمراض هو أفضل بكثير من البحث عن علاج الذي قد يكون له مضاعفات أخرى على الصحة، وهذا ما يجب على الجميع تفهمه واستيعابه وتطبيقه على الأسرة أولا والمجتمع ثانيا، وبذلك يتحمل كل فرد مسؤولية ايجاد مجتمع بفكر سليم يتفاعل مع الأحداث بأيجابية، من خلال الاصرار على تطبيق ما هو صحيح دون أن يتأثر بسلبية الكلام.
فعلينا أن نستفيق من سبات الجاهلية الحديثة، ونتدارك خطورة اهمال هذا الجانب، من خلال نشر التوعية في مختلف المؤسسات ولجميع الشرائح، ووضع برامج توعوية بالنتائج السلبية من ترك الوقاية، وتوضيح أن الاحتفاظ بسلامة الصحة أفضل بكثير من القيام بجولة على العيادات الطبية التي قد تنجح في تشخيص المرض والشفاء منه تماما، بعد أن تبذل أموالا طائلة على التحاليل والفحوصات ولمدة طويلة، ناهيكم عن إن لم يقعوا على التشخيص المناسب والعلاج الفعّال.
اضافةتعليق
التعليقات