• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي

سمانا السامرائي / منذ 6 ساعة / ثقافة / 206
شارك الموضوع :

للنساء ظروف مختلفة، وكل امرأة قادرة على تقييم ظروفها، ومعرفة احتياجاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية

هناك حرب شعواء على كل أسس التفكير السليم، وقواعد الحياة المستقرة، وقيم الإنسانية النبيلة، وهذه الحرب خبيثة، ملتوية، لا يمكنك إدراكها بسهولة، وهذه هي الغاية، أن تكون متأثراً حتى أبعد نقطة في ذاتك، وتدافع عن فكرة أو مجموعة قيم رغم أنها تتعارض مع معتقداتك الأساسية الراسخة، وفي نقطة لاحقة أنت تستبدل ميزان القياس برمته.

قبل قليل مثلا انبثق في وجهي سيل من مقاطع الفكاهية والنُصحية والتحفيزية وما يراد أن يبدو على أنه تعليمي حول عمل المرأة، خلاصتها كلها في ثلاث جُمل:

- هناك طاقة أنثوية وطاقة ذكورية.

- هناك أعمال معينة بل العمل كله يخفض الطاقة الأنثوية.

- المرأة يجب ألا تعمل، ألا تتعلم، هي مخلوقة للراحة والتنزه، ويجب أن تتزوج رجل ثري.

لو أن النساء والرجال على مر التأريخ ممن جازفوا بسمعتهم، مراكزهم، حياتهم، من أجل أن تعامل المرأة كإنسان عاقل راشد، ويكون لها اختيار شكل حياتها، قاموا من قبورهم وشهدوا هذه المقاطع لقتلوا أنفسهم في لحظتها وعادوا إلى قبورهم.

على مر التأريخ وحتى القريب منه، لم تكن المرأة عدا "ذات الظرف الخاص" تعامل كإنسان كامل الأهلية قادر على اختيار ما يريد لنفسه ناهيك عن المساهمة في تحسين واقع المجتمع، وكانت المرأة الذكية الراغبة في مزيد من العلم تواجه الأمرين، وهذه حقيقة ثابتة ونراها انعكاس ظلالها على كثير من النساء الأكبر سناً اللواتي ما زلن أحياء ليروا قصصهن بأنفسهن، وما زالت وحتى هذه اللحظة لا تملك المرأة خيارها في أغلب المجتمعات، وإن كانت ظاهرياً تبدو مشاركة بفاعلية، إلا إن ذلك تولد نتيجة تغير الحضارة، واحتياج لليد العاملة الكفوءة والمجتهدة والرخيصة الهادئة غير ذات مشاكل لسد وظائف معينة، وفي أحيانٍ أخرى لأن الاقتصاد السيئ أجبر الجميع على العمل لكسب ما يتقوتون به، أو لأن الجميع بدء بإرسال بناته إلى الجامعات وبالأخص التخصصات المرموقة ولا بد للعائلات ألا تقل عن مثيلاتها في السابق المجتمعي المحتدم، وفي أحسن الأحوال يرتقي عدد محدود من النساء المناصب العليا، وذلك تحت ضغط قوانين دولية تحكم هذا الموضوع، وصورة دولة أمام المجتمع الدولي، ولذا دخلت المرأة على مضض في معترك الحياة في مساحات محددة.

وهنا أنا أتحدث عن جميع النساء، وليس فئة المحظوظة منها التي رزقت بعائلة داعمة، وحتى تلك الفئة المحظوظة لا تنال المرأة ما يناله أخيها الرجل بالسهولة المتخيلة، فهي دائماً ناقصة الأهلية، وغالباً لأخيها المعتل نفسياً وربما الفاشل حياتياً في بعض الأحيان درجة عليها وكلمة نهائية قد تدمر حياتها، أنا أتحدث عن أمر واقع حقيقي دون تزيين أو تقبيح.

نعود إلى الجمل الثلاثة أعلاه، ونتساءل هل من يتحدث بها ويستمع إليها ويصدقها ويعمل بها هو مسلم عاقل؟

من أين جاء مفهوم طاقة الأنوثة والذكورة الذي تؤمن به وتدافع عنه باستماتة؟ هل هو في القرآن الكريم مثلاً؟ أو في الحديث؟ أو مما توارد وتنتاقله الرواة والعلماء؟

طاقة الأنوثة والذكورة أو طاقة الين واليانغ مأخوذة من الديانات الصينية والهندية القديمة التي لم يعد يعمل بها حتى في الصين والهند، أخذها الغربي لأنه متعطش لمفاهيم روحانية تحيي روحه أما نحن فلسنا كذلك، لدينا معين روحي لا ينضب إن سمحنا لأنفسنا أن نستكشفه، لكننا أكثر انشغالا بحضارات قديمة لثقافات لا تمت لنا بصلة.

ولو كان الأمر حسناً فلا بأس من أخذه والعمل به، ولكننا لو عرضناه على ميزان العقل وميزان الدين لوضح لنا مدى حجم الكارثة.

إن الإنسان يولد ذكر أو أنثى، ولا شيء مطلقاً يغير هذه الحقيقة الأحيائية، بينما فكرة الطاقات المستوردة تخدم ما هو أبعد من ذلك وأخطر، فهي تروج لأشياء معينة للرجال وأشياء محددة للنساء ولا تأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية، كما إنها ترسم للمرأة أنماطاً حارب المجتمع طويلاً لكسرها، وقبلها الإسلام، فلو اهتمت بالهندسة أو الرياضة أو بلغت من العلم الكثير أو حكمت فأحسنت الحكم فقد فقدت أنوثتها والعكس بالنسبة إلى الرجال، وهذا يسوغ لها وله القيام بعملية لتغيير الجنس، لأن الأنوثة والذكورة شعور وطاقة، ولم يرد في ديننا الإسلامي الحنيف أي مما يدعم هذا الكلام.

إن الفرد في النظام الإسلامي هو إنسان قبل أن يكون رجلاً أو امرأة، والتمايز في الأحكام الشرعية والواجبات والحقوق محدود تبعاً للاختلاف الأحيائي الذي يولد احتياجات مختلفة حاول الإسلام تذليل عقباتها وخلق نظام متكامل متكافل قائم على التعاون والمساعدة، ولكن الإسلام لا ينظر إلى المرأة أو إلى الرجل بمعزل عن نظرته الكلية الشاملة إلى الإنسان، ليوحد الإنسان على اختلاف الأعراق والأجناس والأعمار من أجل الغايات الأسمى.

وقد أناط الإسلام بالمسلم مهام الخلافة ومن ضمنها العمل والعلم، والفروض العبادية، ولم يخصصها لجنس دون آخر، النص القرآني يخاطب الناس كافة، ثم في آيات معدودات يميز الذكر أو يميز الأنثى، فقد قال تعالى في محكم كتابه إشارة لوحدة ميزان القياس (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).

فيقول أحدهم أن العمل شاق والبيئة سامة لا تناسب المرأة، ولذا العبارات أعلاه صحيحة، والحقيقة أن المُلاحِظ للعمل في عصرنا اليوم يرى أنه بمعظمه لا يتسم بالمشقة البدنية التي تجعله مناسباً للرجال دون النساء، فالأعمال لمعظمها طابع مكتبي، نعم إن ساعات العمل الطويلة وشروطه هي غير سليمة وغير صحية للإنسان عامة وتحتاج إلى تعديل، والدراسات في ذلك كثير، ونحتاج دراسات عربية مشابهة للوصول إلى نمط عمل يشبه ثقافتنا وأجواءنا الحارة، ونحتاج إلى المطالبة بفرض قوانين لإجراء تعديلات فورية وضمان حق العامل، كما يمكن الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة لزيادة الإنتاج وتقليل ساعات العمل أو الحفاظ على مرونته مراعاةً للاختلافات الفردية، والاختلافات الناتجة عن الفروق الأحيائية بين الجنسين، فيما لو كان العالم مهتماً فعلاً بجعل الحياة مكاناً مناسباً للجميع ليعيشوا حسب إمكانياتهم واختلافاتهم. بالإضافة إلى الاختلاف في نقطة جوهرية أساسية، العبارات الثلاثة أعلاه ليست ضد عمل المرأة كما قد يتشبه على كثيرين، بل هي ضد أن يكون لها مصدر دخل مستقل، وتصنف ذلك على إنه "طاقة ذكورية" مرتفعة تضر بطاقة الرجل "الذكورية"، ولكن هذا يتعارض تعارضاً صارخاً مع نموذجنا الإسلامي الأسمى المتمثل بزواج النبي الأمين والرسول المصصفى (ص) بالتاجرة الكريمة المسلمة الأولى خديجة (ع) التي كانت تنفق على الدعوة كلها.

إننا نعرف على وجه اليقين إن العمل عبادة، كما إن عالمنا الرأسمالي اليوم قائم على المال، كل شيء بحاجة إلى المال لتسييره، ومصدر دخل واحد لا يكفي، وإن النساء مختلفات الظروف والقدرات، فليس من المنطقي أن ندع المجتمع يصغي ويؤمن بهذه الرسائل الخطيرة جدا ويعممها، حيث إن ترك العلم والعمل يولد فراغاً يدخل منه الشيطان، وتترك المرأة للهاتف وما فيه من مشتتات قد تدمر الإنسان وصحته العقلية والنفسية، ثم إنها ستسعى للزواج من أجل المال، فليس لديها شهادة أو خبرة مهنية تمكنها من الحصول على المال الأساسي لعيش حياة كريمة، رغم إننا في تراثنا الإسلامي لم نعهد تفكيراً مشابهاً مطلقاً حيث يكون الزواج هدفه المال، فالزواج كما نعرفه هو من أجل إيجاد شريك على دين وخُلُق، ولكن هذه الرسائل تحول البنت وبالأخص المراهقة إلى باحثة عن المال وليس دفء العائلة، وإن لم تجد ذلك الرجل الثري أو وجدت رجلاً وكان فقيراً لجأت لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات تسليع الإنسان وتجارته للحصول على الكسب السريع، فكل ما يكرر على المرأة حديثاً "أنت تستحقين رجل ثري يقدم لك الرخاء بدل العمل والدراسة"، وهكذا يتم صنع سوق نخاسة معاصر بشروط رقمية مبهرة.

وللنساء ظروف مختلفة، وكل امرأة قادرة على تقييم ظروفها، ومعرفة احتياجاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية، لكن تشجيعها على ترك الدراسة والعمل، هو في غاية الخطورة، فالمرء غير القادر على نظم أمره، وسد حاجته من حر ماله، وتزيين عقله بعلم وتجربة إنسانية عميقة، وإحاطة نفسه بعلاقات تصقل إدراكه، ليهوي أشد ما يكون إن تُرك لنفسه، كما إن الأفكار الفاسدة تتمكن منه فتصول وتجول، وتصرعه الأحزان، ويتمكن منه اليأس، وقد يبيع قيمه من أجل حفنة أموال وكسب سريع، أَو يمنح نفسه مقابل سراب يظنه العطشان ماءً.

مصادر الكسب السريع كثيرة، وأغلبها إن لم تكن كلها محرمة، وبعضها يتسم بالدناءة والانحطاط، هذه العبارات الثلاثة التي ابتدأنا بها حديثنا إن قالها من يبدو مثقف أو قيلت في إطار هزلي ففي النهاية هي محاولة لإعادة تشكيل قيم المجتمع، وإضاعته، فلا تخشى من امرأة طموحة تقضي وقتها بين معرفة وعمل وخدمة مجتمع، فلتخف من إنسان لا هدف لديه سوى المال، فلا وفاء ولا عهد ولا خير يرتجى منه.

وحاول كثيراً بدل أن تعزل الأفراد الصالحين عن بيئة العلم والعمل بدعوى إنها سيئة، أن تقوم بإصلاح هذه البيئات لأنك جزء منها وأنت تستطيع تغييرها، فنحن لم نترك بلادنا حين احتلت، بل قاومنا من أجل الحرية، فليس الحل أن نترك الشيء، الحكمة أن نصلح ما دمنا على مقدرة ليكون عالمنا مناسباً لي ولك أخي وأختي الإنسان، سواء كنا نخلو من أي ظرف، أو كنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو كان لنا ظروف أحيائية أو اجتماعية خاصة.

المرأة
العمل
النجاح
الدين
المجتمع
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    المختلف متخلف!

    خبراء يكشفون..رائحة الطعام وحدها قد تساعدك على خسارة الوزن!

    آخر القراءات

    ولنا ميعاد مع الحسين قد اقترب

    النشر : السبت 02 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الشر والخير.. صراع الحسناء والوحش

    النشر : الخميس 30 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عبء حالات الوفاة نتيجة السرطان الناجم عن التدخين أكبر في جنوب الولايات المتحدة

    النشر : الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    مذكرات شهيد حي.. أنس بن الحارث الكاهلي

    النشر : الثلاثاء 02 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    انجازات وفعاليات بارزة احتفى بها العالم في يوم المرأة العالمي

    النشر : الأثنين 23 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    هل هناك صلة بين التفاؤل واطالة الحياة للمرضى؟

    النشر : الأربعاء 21 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 574 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 452 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 356 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 343 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 341 مشاهدات

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    • 338 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3568 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1276 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1231 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1110 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1081 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1033 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر
    • منذ 6 ساعة
    حين تباع الأنوثة في سوق الطاقة: عصر النخاسة الرقمي
    • منذ 6 ساعة
    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا
    • منذ 6 ساعة
    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل
    • الأربعاء 25 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة