تتعدل الاستجابة المناعية الوالدية أثناء الحمل للسماح باستمرار الطعم الجنيني المثلي ثم تتعزز بعد الولادة وقد تكشف وجود مرض درقي مناعي ذاتي تحت سريري غير مكشوف سابقاً. أظهرت المسوحات أن الاضطرابات الكيميائية الحيوية العابرة في الوظيفة الدرقية (مثـل فـرط الدرقية وقصور الدرقية وفرط الدرقية الذي يليه قصور الدرقية) تحدث عند 5-10% من النساء خلال 6 أشهر من الولادة وتستمر عدة أسابيع. وتميل النساء المصابات لأن يكون لديهن أضداد موجهة ضد البيروكسيداز الدرقية (الميكروزومات) في المصل في بداية الحمل.
تظهر خزعة الدرقية وجود التهاب درقية لمفاوي، ويندر ظهور أعراض خلل في الوظيفة الدرقية وليس هناك ارتباط بين الاكتئاب بعد الولادة واختبارات الوظيفة الدرقية الشاذة، وبأي حال فإن فرط الدرقية العرضي الذي يتظاهر لأول مرة خلال 6 شهور من الولادة من غير المحتمل أن يكون ناجماً عن داء غريفز، ويمكن إثبات تشخيص التهاب الدرقية التالي للوضع بواسطة سلبية اختبار قبط اليود المشع.
إذا كان من الضروري معالجة مرحلة فرط الدرقية فيجب وصف محصر بيتا وليس دواء مضاداً للدرق.
يميل التهاب الدرقية التالي للوضع للنكس بعد الحمول اللاحقة وفي النهاية تترقى الحالة عند هؤلاء المريضـات خـلال عدة سنوات إلى قصور الدرقية الدائم.
فرط الدرقية المحرض باليود
إعطاء اليود ضمن برامج اليودنة الوقائية في مناطق العالم التي ينتشر فيها عوز اليود أو إعطاؤه کوسط تباين في التصوير الشعاعي قد يؤدي إلى تطور فرط الدرقية الذي يكون خفيفاً عادة ومحدداً لذاته.
ويعتقد أن الأشخاص المصابين لديهم استقلال درقـي مستبطن مثـل الـدراق العقيـدي أو داء غريفز في مرحلة الهدأة. غالباً ما يشاهد هذا الشكل مـن فـرط الدرقيـة الآن نتيجـة للمعالجـة بـالأميودارون وهو دواء مضاد لاضطراب النظم يحتوي على كميات هامـة مـن اليـود، يسبب الأميودارون عنـد بعض المرضى صـورة تشبه التهاب الدرقية مع فرط درقية خفيـف عـابـر قـد يحتاج للمعالجة بحاصرات بيتا.
إن معظم المرضى في الحالات التي قد يحدث فيها تسمم درقي شديد لديهم استقلال درقي مستبطن. وإن مثل هؤلاء المرضى قد يتظاهرون لأول مرة حتى بعد 6 شهور من إيقاف الدواء وذلك بسبب التحرر البطيء للدواء من النسيج الشحمي. تكون معالجة الاستقلال الدرقي بدواء مضاد للدرقية طيلة فترة إعطاء الأميودارون.
قد يكون تقييم الوظيفة الدرقية صعباً عند المرضى الذين يتناولون الأميودارون لأن الـدواء يثبط التحـول المحيطي لـ T4 إلى T3، ونتيجة لذلك فمن غير النادر أن يحدث عند الأشخاص أسوياء الدرقية ارتفاع واضح بتراكيز T4 المصلي وأحياناً تثبيط TSH المصلي لكن يكون T3 المصلي عادة في الحد الأدنى من المجـال السـوي.
المصلي مرتفعاً بشكل واضح عند أولئك الذين يتطور لديهم فرط الدرقية لكن إذا كانت قيمة T3 ملتبسة فإن قرار المعالجة يعتمد على وجود مظاهر أخرى للمرض الدرقي مثل الدراق والاعتلال العيني.
التهاب الدرقية الصنعي
تحدث هذه الحالة غير الشائعة عندما يتناول شخص ما كميات كبيرة من مستحضر الهرمون الدرقي الذي يكون غالباً هو التيروكسين. يؤدي T4 خارجي المنشأ إلى تثبيط إفراز TSH النخامي ومن ثم تثبيط قبط اليـود والغلوبولين الدرقي في المصل وتحرر الهرمونات الدرقية داخلية المنشأ. ونتيجة لذلك ترتفع نسبة T3:T4 وتصل تقريباً إلى 1:70 (تكون هذه النسبة تقريباً حوالي 1:30 في فرط الدرقية التقليدي) وذلك لأن T3 الجـائل فـي الدوران يشتق فقط في حالة التسمم الدرقي الصنعي من نزع اليود الوحيد من T4 في المحيط، إن اجتماع سلبية اليود وارتفاع نسبة T3:T4 وانخفاض الغلوبولين الدرقي أو عدم كشفه يعتبر مشخصاً لهذه الحالة التي كانت تعتبر في السابق غالباً معضلة تشخيصية. تعكس هذه الحالة غالباً وجـود مـرض سيكولوجي أو نفسي قد يحتاج المساعدة الأخصائي.
اضافةتعليق
التعليقات