• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذاكرة ممزقة

زينب كاظم تاج / الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 / منوعات / 2208
شارك الموضوع :

في عالم الموسيقين.. لا وجود للدموع مع الموسيقى ..أنت تستطيع البكاء طالما أصابعك تعزف لحن حزين..من حقك أن تحزن.. أن تعزف لحن الوداع.. أن تبكي لكن

 في عالم الموسيقين.. لا وجود للدموع مع الموسيقى ..

أنت تستطيع البكاء طالما أصابعك تعزف لحن حزين..

من حقك أن تحزن.. أن تعزف لحن الوداع.. أن تبكي لكن من نوع آخر.

في عالمهم.. الموسيقى هي الحياة.. أما بالنسبة لها.. فصوته كان موسيقاها الخاص.. كان عالماً عجزت سمفونياتهم عن معرفة تفاصيله..؟!!

واقفةٌ هي من بعيد.. ترقبه صريعاً.. كانت الرياح عدوهما الوحيد في تلك المعركة الشرسة.. !!

من ذلك البعد.. كانت تتجه الرياح نحوها.. لتوصل صوت أنينه إليها..

علّهم عرضوا عليها المال أيضاً لتصبح من حزبهم الملعون !!

هو ممددٌ على الأرض.. درعه الممزّق... ويده التي فقدت أحد أصابعها..

جراحه التي تنزف.. ودمه الذي يأبى الرجوع إلى داخل جسده.. إنّه اتخذ مجرى آخر.. في عمقٍ آخر..  بين أعماق الصحراء..  فوق التراب..!!

لم يُسمع سوى صوت الرياح في هذه المرة.. عمّ الهدوء للحظات.. والذئاب كشّرت عن أنيابها..

إنها تزحف نحوه.. كان أكثرهم تعطشاً لنحره ذلك الأبقع..!!

بالرغم من جراحه.. والعطش الذي استولى عليه.. إلاّ أنه لايزال بقوة ارتباطه الروحي مع من في السماء..

ناجاه للمرة الاخيرة: "إلهي تركت الخلق طراً في هواكا.. وأيتمت العيال لكي أراكا "..

العيال..؟!!

دوى في أذنه صياحهم.. زوجاته وأطفاله.. وتلك التي تناجيه من بعيد.. كسرت حوافر خيولهم الصمت..  وصوت أحدهم: عليّ بالنار..

ضجّ الأطفال من خيامهم.. نساءٌ انتهك سترهنّ.. وطفلة جرى دمها ضريبة قرطها الذهبي ..

وذاك الذي سُحق تحت حوافر الخيل.. وآخر أشعلوا النار فيه.. وتلك التي تصرخ: عمتي زينب.. ماذا عنها ..!!

إنها مدللته..

يسمع وقع أقدامها راكضةً نحو عمتها ودموعها تتناثر مع الدماء المتطايرة ..!!

عمّ الهدوء مجدداً..  أطلقت صرخة نحوه.. كانت كفيلة لتحرك جسده المنهك.. كل شيء كان يحبه.. الأشجار.. الطبيعة.. الصخور.. حتى الشمس.. همّ زاحفاً نحوها.. إلاّ أنّ الأرض سحبته اليها.. فارتطم وجهه بعد خطوات معدودة.. محاولاته في الوصول اليها باءت بالفشل ..

عندما يشاء الله  فقدرته الإلهيّة تفوق كل شيء.. !!!

صرخت باكية لمنظره.. لم تكن بحاجة كاميرا لتلتقط صوراً تذكرها به..

كانت مذكرتها تعرض صورها مع كل نَفَس.. !!!

سالت دموعها دون حسّ منها.. تذكرت ساعات الصباح تلك.. تذكرت نبرة صوته.. بقامته.. بسيفه.. بعمامته.. وبجواده المخلص..

تقدم نحوها قبّل جبينها وتمتم ناحية أذنها: أخية تحلّي بالصبر واعلمي ان أهل الأرض يموتون وأهل السماء لايبقون .

نفضت غبار لقاء الصباح بينهما.. ونظرت إليه.. ركضت نحوه وهي تتعثر بهمها.. سألته: أأنت أخي؟؟ نظر نحوها دونما إجابة.. فشفتاه الظمأى بحاجة الماء..

استولت لحظات من الصمت بينهما.. النظرات والبكاء كانا كل شيء ..

حدّثها بصوته المتقطع.. أخية ارجعي إلى الخيام واحمي لي عيالي وأطفالي.. قالها ثم التزم الصمت مجدداً..

احسّ بثقل الطلب عليها..  إنها وحيدة.. كيف لها ان تجمع خمسون طفل وطفلة.. تماماً كثقل سوط الأبقع على متنها.. زاجراً ايّاها لتترك الطعم لسيوفهم.. عبقت رائحة الموت في المكان.. رفعت بصرها نحو السماء إنها لاتملك غيره..

وبصوتها المتشحرج: "إن كان يرضيك هذا يارب فخذ حتى ترضى "..

الامام الحسين
السيدة زينب
عاشوراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    موضة الانشغال والمؤثرات اللا نهائية

    التلوث البلاستيكي يكبد "صحة العالم" 1.5 تريليون دولار

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    آخر القراءات

    لن يخدعك أحد بعد الآن.. إعلانات الطعام تستخدم هذه المواد والحيل لتصوير الأطعمة

    النشر : الخميس 29 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    ألمانيا تُعلن اغلاق عام

    النشر : الأربعاء 24 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    مابعد الفجيعة: كيف نتجاوز ظلال الألم؟

    النشر : الأثنين 14 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    فقراء جداً!

    النشر : الخميس 31 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    المقاطعة كتجلي لمنظور أمير المؤمنين للمجتمع الإسلامي

    النشر : الأربعاء 26 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الموز وفوائده العلاجية

    النشر : الأثنين 29 آب 2016
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1105 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 787 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 682 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 557 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 530 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 379 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1189 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1105 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1081 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1001 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 985 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 858 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء
    • منذ 6 ساعة
    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة
    • منذ 6 ساعة
    موضة الانشغال والمؤثرات اللا نهائية
    • منذ 6 ساعة
    التلوث البلاستيكي يكبد "صحة العالم" 1.5 تريليون دولار
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة